واعلم أنه قد يكون النزول سابقا على الحكم ، وهذا كقوله تعالى : (  قد أفلح من تزكى      ) ( الأعلى : 14 ) ، فإنه يستدل بها على زكاة الفطر ، روى  البيهقي  بسنده إلى   ابن عمر  أنها نزلت في زكاة رمضان ، ثم أسند مرفوعا نحوه . وقال بعضهم : " لا أدري ما وجه هذا التأويل ؛ لأن هذه السورة مكية ولم يكن  بمكة   عيد ولا زكاة " .  
وأجاب  البغوي  في " تفسيره " بأنه  يجوز أن يكون النزول سابقا على الحكم   كما قال : (  لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد      ) ( البلد : 1 ، 2 ) فالسورة مكية ، وظهور أثر الحل يوم فتح  مكة ،   حتى قال - عليه السلام - :  أحلت لي ساعة من نهار     .  
 [ ص: 128 ] وكذلك نزل  بمكة      (  سيهزم الجمع ويولون الدبر      ) ( القمر : 45 ) قال   عمر بن الخطاب     : كنت لا أدري أي الجمع يهزم ، فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (  سيهزم الجمع ويولون الدبر      ) ( القمر : 45 ) " .  

 
				
 
						 
						

 
					 
					