[ ص: 94 ]  [ ص: 95 ] سورة التوبة  سميت هذه السورة ، في أكثر المصاحف ، وفي كلام السلف : سورة " براءة " ففي الصحيح عن  أبي هريرة ،  في قصة حج أبي بكر  بالناس ، قال  أبو هريرة    : فأذن معنا  علي بن أبي طالب  في أهل منى   بـ " براءة   " . وفي صحيح  البخاري ،  عن  زيد بن ثابت  قال : آخر سورة نزلت سورة " براءة " وبذلك ترجمها  البخاري  في كتاب التفسير من صحيحه . وهي تسمية لها بأول كلمة منها . 
وتسمى سورة التوبة  في كلام بعض السلف في مصاحف كثيرة ، فعن  ابن عباس    : سورة التوبة هي الفاضحة ، وترجم لها الترمذي  في جامعه باسم التوبة . ووجه التسمية : أنها وردت فيها توبة الله - تعالى - عن الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك  وهو حدث عظيم . 
ووقع هذان الاسمان معا في حديث  زيد بن ثابت ،  في صحيح  البخاري ،  في باب جمع القرآن ، قال زيد  فتتبعت القرآن حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري    : لقد جاءكم رسول من أنفسكم  ، حتى خاتمة سورة " براءة " . 
وهذان الاسمان هما الموجودان في المصاحف التي رأيناها . 
ولهذه السورة أسماء أخر ، وقعت في كلام السلف ، من الصحابة والتابعين ، فروي عن  ابن عمر ،  وعن  ابن عباس    : كنا ندعوها - أي سورة " براءة " - المقشقشة بصيغة اسم الفاعل وتاء التأنيث من قشقشه : إذا أبراه من المرض ، كان هذا لقبا لها ولسورة الكافرون لأنهما تخلصان من آمن بما فيهما من النفاق والشرك ، لما فيهما من الدعاء إلى الإخلاص ، ولما فيهما من وصف أحوال المنافقين . 
 [ ص: 96 ] وكان  ابن عباس  يدعوها الفاضحة  قال : ما زال ينزل فيها " ومنهم ومنهم " حتى ظننا أنه لا يبقى أحد إلا ذكر فيها . 
وأحسب أن ما تحكيه من أحوال المنافقين يعرف به المتصفون بها أنهم المراد ، فعرف المؤمنون كثيرا من أولئك مثل قوله - تعالى : ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني  فقد قالها بعضهم وسمعت منهم ، وقوله : ومنهم الذين يؤذون النبيء ويقولون هو أذن  فهؤلاء نقلت مقالتهم بين المسلمين . وقوله : وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم  
وعن حذيفة    : أنه سماها سورة العذاب  لأنها نزلت بعذاب الكفار ، أي عذاب القتل والأخذ حين يثقفون . 
وعن  عبيد بن عمير  أنه سماها المنقرة بكسر القاف مشددة لأنها نقرت عما في قلوب المشركين . لعله يعني من نوايا الغدر بالمسلمين والتمالي على نقض العهد وهو من نقر الطائر : إذا أنفى بمنقاره موضعا من الحصى ونحوه ليبيض فيه . 
وعن  المقداد بن الأسود ،   وأبي أيوب الأنصاري    : تسميتها البحوث  بباء موحدة مفتوحة في أوله وبمثلثة في آخره بوزن فعول بمعنى الباحثة وهو مثل تسميتها المنقرة . 
وعن  الحسن البصري  أنه دعاها الحافرة  كأنها حفرت عما في قلوب المنافقين من النفاق ، فأظهرته للمسلمين . 
وعن قتادة    : أنها تسمى المثيرة  لأنها أثارت عورات المنافقين وأظهرتها . وعن  ابن عباس  أنه سماها المبعثرة لأنها بعثرت عن أسرار المنافقين ، أي أخرجتها من مكانها . 
وفي الإتقان : أنها تسمى المخزية  بالخاء والزاي المعجمة وتحتية بعد الزاي . وأحسب أن ذلك لقوله - تعالى : إن الله مخزي الكافرين  
وفي الإتقان أنها تسمى المنكلة ، أي بتشديد الكاف . 
وفيه أنها تسمى المشددة . 
 [ ص: 97 ] وعن سفيان  أنها تسمى المدمدمة بصيغة اسم الفاعل من دمدم : إذا أهلك . لأنها كانت سبب هلاك المشركين . فهذه أربعة عشر اسما . 
وهي مدنية بالاتفاق . قال في الإتقان : واستثنى بعضهم قوله : ما كان للنبيء والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى  الآية . ففي صحيح  البخاري  أن أبا طالب  لما حضرته الوفاة دخل عليه النبيء - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله . فقال أبو جهل  وعبد الله بن أبي أمية    : يا أبا طالب  أترغب عن ملة عبد المطلب    . فكان آخر قول أبي طالب  أنه على ملة عبد المطلب  ، فقال النبيء : لأستغفرن لك ما لم أنه عنك . وتوفي أبو طالب  فنزلت ما كان للنبيء والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين  
وشذ ما روي عن مقاتل    : أن آيتين من آخرها مكيتان ، وهما لقد جاءكم رسول من أنفسكم  إلى آخر السورة . وسيأتي ما روي أن قوله تعالى : أجعلتم سقاية الحاج    . الآية . نزل في العباس  إذ أسر يوم بدر  فعيره  علي بن أبي طالب  بالكفر وقطيعة الرحم ، فقال : نحن نحجب الكعبة  إلخ . 
وهذه السورة آخر السور نزولا عند الجميع ، نزلت بعد سورة الفتح ، في قول  جابر بن زيد ،  فهي السورة الرابعة عشر بعد المائة في عداد نزول سور القرآن    . وروي : أنها نزلت في أول شوال سنة تسع ، وقيل : آخر ذي القعدة سنة تسع ، بعد خروج  أبي بكر الصديق  من المدينة  للحجة التي أمره عليها النبيء - صلى الله عليه وسلم - وقيل : قبيل خروجه . 
والجمهور على أنها نزلت دفعة واحدة ، فتكون مثل سورة الأنعام بين السور الطوال . 
وفسر كثير من المفسرين بعض آيات هذه السورة بما يقتضي أنها نزلت أوزاعا في أوقات متباعدة ، كما سيأتي ، ولعل مراد من قال إنها نزلت غير متفرقة : أنه يعني أنها لم يتخللها ابتداء نزول سورة أخرى . 
والذي يغلب على الظن أن ثلاث عشرة آية : من أولها إلى قوله تعالى : فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين  نزلت متتابعة ، كما سيأتي في خبر بعث  علي بن أبي طالب   [ ص: 98 ] ليؤذن بها في الموسم . وهذا ما اتفقت عليه الروايات . وقد قيل : إن ثلاثين آية منها : من أولها إلى قوله تعالى : قاتلهم الله أنى يؤفكون  أذن بها يوم الموسم ، وقيل : أربعين آية : من أولها إلى قوله : وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم  أذن به في الموسم ، كما سيأتي أيضا في مختلف الروايات ، فالجمع بينها يغلب الظن بأن أربعين آية نزلت متتابعة ، على أن نزول جميع السورة دفعة واحدة ليس ببعيد عن الصحة . 
وعدد آيها  ، في عد أهل المدينة   ومكة  والشام  والبصرة    : مائة وثلاثون آية ، وفي عد أهل الكوفة   مائة وتسع وعشرون آية . 
اتفقت الروايات على أن النبيء - صلى الله عليه وسلم - لما قفل من غزوة تبوك ،  في رمضان سنة تسع ، عقد العزم على أن يحج في شهر ذي الحجة من عامه ولكنه كره - عن اجتهاد أو بوحي من الله - مخالطة المشركين في الحج معه ، وسماع تلبيتهم التي تتضمن الإشراك ، أي قولهم في التلبية : لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك . وطوافهم عراة ، وكان بينه وبين المشركين عهد لم يزل عاملا لم ينقض . والمعنى أن مقام الرسالة يربأ عن أن يسمع منكرا من الكفر ولا يغيره بيده ; لأن ذلك أقوى الإيمان . فأمسك عن الحج تلك السنة ، وأمر  أبا بكر الصديق  على أن يحج بالمسلمين ، وأمره أن يخبر المشركين بأن لا يحج بعد عامه ذلك مشرك ولا يطوف بالبيت عريان . 
وأكثر الأقوال على أن " براءة " نزلت قبل خروج أبي بكر  من المدينة ،  فكان ما صدر عن النبيء - صلى الله عليه وسلم - صادرا عن وحي لقوله - تعالى - في هذه السورة ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله  إلى قوله : فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين  وقوله : يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا  الآية . وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صالح قريشا  عام الحديبية على أن يضعوا الحرب عشر سنين يأمن فيها الناس ويكف بعضهم عن بعض فدخلت خزاعة  في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودخل بنو بكر  في عهد قريش  ثم عدت بنو بكر  على خزاعة  بسبب دم كان لبني بكر  عند خزاعة  قبل البعثة بمدة . واقتتلوا فكان ذلك نقضا للصلح   . 
واستصرخت خزاعة  النبيء - صلى الله عليه وسلم - فوعدهم بالنصر وتجهز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لفتح   [ ص: 99 ] مكة  ثم حنين  ثم الطائف ،  وحج بالمسلمين تلك السنة سنة ثمان عتاب بن أسيد ،  ثم كانت غزوة تبوك  في رجب سنة تسع فلما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم . من تبوك  أمر  أبا بكر الصديق  على الحج وبعث معه بأربعين آية من صدر سورة " براءة " ليقرأها على الناس . ثم أردفه  بعلي بن أبي طالب  ليقرأ على الناس ذلك . 
وقد يقع خلط في الأخبار بين قضية بعث  أبي بكر الصديق  ليحج بالمسلمين عوضا عن النبيء - صلى الله عليه وسلم - وبين قضية بعث  علي بن أبي طالب  ليؤذن في الناس بسورة " براءة " في تلك الحجة . اشتبه به الغرضان على من أراد أن يتلبس وعلى من لبس عليه الأمر فأردنا إيقاظ البصائر لذلك . فهذا سبب نزولها وذكره أول أغراضها . فافتتحت السورة بتحديد مدة العهود التي بين النبيء - صلى الله عليه وسلم - وبين المشركين وما يتبع ذلك من حالة حرب وأمن وفي خلال مدة الحرب مدة تمكينهم من تلقي دعوة الدين وسماع القرآن . 
وأتبع بأحكام الوفاء والنكث وموالاتهم . 
ومنع المشركين من دخول المسجد الحرام  وحضور مناسك الحج . 
وإبطال مناصب الجاهلية التي كانوا يعتزون بأنهم أهلها . 
وإعلان حالة الحرب بين المسلمين وبينهم . 
وإعلان الحرب على أهل الكتاب من العرب حتى يعطوا الجزية ، وأنهم ليسوا بعيدا من أهل الشرك وأن الجميع لا تنفعهم قوتهم ولا أموالهم . 
وحرمة الأشهر الحرام . 
وضبط السنة الشرعية وإبطال النسيء الذي كان عند الجاهلية . 
وتحريض المسلمين على المبادرة بالإجابة إلى النفير للقتال في سبيل الله ونصر النبيء - صلى الله عليه وسلم - وأن الله ناصر نبيه وناصر الذين ينصرونه . وتذكيرهم بنصر الله رسوله يوم حنين ،  وبنصره إذ أنجاه من كيد المشركين بما هيأ له من الهجرة إلى المدينة    .   [ ص: 100 ] والإشارة إلى التجهيز بغزوة تبوك    . 
وذم المنافقين المتثاقلين والمعتذرين والمستأذنين في التخلف بلا عذر . وصفات أهل النفاق من جبن وبخل وحرص على أخذ الصدقات مع أنهم ليسوا بمستحقيها . 
وذكر أذاهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالقول . وأيمانهم الكاذبة وأمرهم بالمنكر ونهيهم عن المعروف وكذبهم في عهودهم وسخريتهم بضعفاء المؤمنين . 
والأمر بضرب الجزية على أهل الكتاب . ومذمة ما أدخله الأحبار والرهبان في دينهم من العقائد الباطلة ، ومن التكالب على الأموال . 
وأمر الله بجهاد الكفار والمنافقين . 
ونهي المؤمنين عن الاستعانة بهم في جهادهم والاستغفار لهم . 
ونهي نبيه - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة على موتاهم . 
وضرب المثل بالأمم الماضية . 
وذكر الذين اتخذوا مسجد الضرار عن سوء نية ، وفضل مسجد قباء  ومسجد الرسول  بالمدينة    . 
وانتقل إلى وصف حالة الأعراب من محسنهم ومسيئهم ومهاجرهم ومتخلفهم . وقوبلت صفات أهل الكفر والنفاق بأضدادها صفات المسلمين وذكر ما أعد لهم من الخير . 
وذكر في خلال ذلك فضل أبي بكر    . وفضل المهاجرين  والأنصار    . 
والتحريض على الصدقة والتوبة والعمل الصالح . 
والجهاد وأنه فرض على الكفاية . والتذكير بنصر الله المؤمنين يوم حنين  بعد يأسهم . 
والتنويه بغزوة تبوك  وجيشها . 
والذين تاب الله عليهم من المتخلفين عنها . 
 [ ص: 101 ] والامتنان على المسلمين بأن أرسل فيهم رسولا منهم جبله على صفات فيها كل خير لهم . 
وشرع الزكاة ومصارفها والأمر بالفقه في الدين ونشر دعوة الدين . 
اعلم أنه قد ترك الصحابة الذين كتبوا المصحف كتابة البسملة قبل سورة " براءة "  كما نبهت عليه عند الكلام على سورة الفاتحة . فجعلوا سورة " براءة " عقب سورة الأنفال بدون بسملة بينهما ، وتردد العلماء في توجيه ذلك . وأوضح الأقوال ما رواه الترمذي   والنسائي ،  عن  ابن عباس ،  قال : قلت لعثمان    : ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى " براءة " وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا سطر بسم الله الرحمن الرحيم . فقال عثمان    : إن رسول الله كان إذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من يكتب عنده فيقول ضعوا هذه في السورة التي فيها كذا وكذا ، وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة  وبراءة من آخر القرآن وكانت قصتها شبيهة بقصتها وقبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يبين لنا أنها منها فظننت أنها منها فمن ثم قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم   . 
ونشأ من هذا قول آخر : وهو أن كتبة المصاحف في زمن عثمان  اختلفوا في الأنفال و " براءة " هل هما سورة واحدة أو هما سورتان ، فتركوا فرجة فصلا بينهما مراعاة لقول من عدهما سورتين ، ولم يكتبوا البسملة بينهما مراعاة لقول من جعلهما سورة واحدة ، وروى أبو الشيخ ،  عن  ابن عباس ،  عن  علي بن أبي طالب    : أنهم إنما تركوا البسملة في أولها لأن البسملة أمان وبشارة  ، وسورة " براءة " نزلت بنبذ العهود والسيف ، فلذلك لم تبدأ بشعار الأمان ، وهذا إنما يجري على قول من يجعلون البسملة آية من أول كل سورة عدا سورة " براءة " ففي هذا رعي لبلاغة مقام الخطاب كما أن الخاطب المغضب يبدأ خطبته بـ " أما بعد " دون استفتاح . وشأن العرب إذا كان بينهم عهد فأرادوا نقضه ، كتبوا إلى القوم الذين ينبذون إليهم بالعهد كتابا ولم يفتتحوه بكلمة " باسمك اللهم " فلما نزلت " براءة " بنقض العهد الذي كان بين النبيء - صلى الله عليه وسلم - وبين المشركين بعث عليا  إلى الموسم فقرأ صدر " براءة " ولم يبسمل جريا على عادتهم في رسائل نقض العهود . وقال ابن العربي  في الأحكام : قال مالك  فيما روى   [ ص: 102 ] عنه ابن وهب ،  وابن القاسم ،  وابن عبد الحكم    : إنه لما سقط أولها ، أي سورة " براءة " سقط بسم الله الرحمن الرحيم معه . ويفسر كلامه ما قاله ابن عطية    : روي عن مالك  أنه قال : بلغنا أن سورة " براءة " كانت نحو سورة البقرة ثم نسخ ورفع كثير منها وفيه البسملة فلم يروا بعد أن يضعوه في غير موضعه . وما نسبه ابن عطية  إلى مالك  عزاه ابن العربي  إلى  ابن عجلان  فلعل في نسخة تفسير ابن عطية  نقصا . 
والذي وقفنا عليه من كلام مالك  في ترك البسملة من سورة الأنفال وسورة " براءة " : هو ما في سماع ابن القاسم  في أوائل كتاب الجامع الأول من العتبية قال مالك  في أول " براءة " إنما ترك من مضى أن يكتبوا في أول " براءة " بسم الله الرحمن الرحيم كأنه رآه من وجه الاتباع في ذلك ، كانت في آخر ما نزل من القرآن . وساق حديث  ابن شهاب  في سبب كتابة المصحف في زمن أبي بكر  وكيف أخذ عثمان  الصحف من حفصة  أم المؤمنين وأرجعها إليها . قال ابن رشد  في البيان والتحصيل ما تأوله مالك  من أنه إنما ترك من مضى أن يكتبوا في أول " براءة " بسم الله الرحمن الرحيم من وجه الاتباع ، المعنى فيه والله أعلم أنه إنما ترك  عثمان بن عفان  ومن كان بحضرته من الصحابة المجتمعين على جمع القرآن البسملة بين سورة الأنفال و " براءة " وإن كانتا سورتين بدليل أن " براءة " كانت آخر ما أنزل الله من القرآن ، وأن الأنفال أنزلت في بدر  سنة أربع ، اتباعا لما وجدوه في الصحف التي جمعت على عهد أبي بكر  وكانت عند حفصة    . ولم يذكر ابن رشد  عن مالك  قولا غير هذا . 

 
				
 
						 
						

 
					 
					