( فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن     ( 15 ) وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن    ( 16 ) كلا بل لا تكرمون اليتيم    ( 17 ) ولا تحاضون على طعام المسكين    ( 18 ) ) 
( فأما الإنسان إذا ما ابتلاه    ) امتحنه ( ربه ) بالنعمة ( فأكرمه ) بالمال ( ونعمه ) بما وسع عليه ( فيقول ربي أكرمن    ) بما أعطاني . 
( وأما إذا ما ابتلاه    ) بالفقر (   ( فقدر عليه رزقه     ) قرأ أبوجعفر  وابن عامر    " فقدر " بتشديد الدال ، وقرأ الآخرون بالتخفيف ، وهما لغتان ، أي ضيق عليه رزقه . وقيل : " قدر " بمعنى قتر وأعطاه قدر ما يكفيه . ( فيقول ربي أهانن    ) أذلني بالفقر . وهذا يعني به الكافر ، تكون الكرامة والهوان عنده بكثرة المال والحظ في الدنيا وقلته . قال الكلبي  ومقاتل    : نزلت في أمية بن خلف الجمحي الكافر ، فرد الله على من ظن أن سعة الرزق إكرام وأن الفقر إهانة ، فقال ( كلا ) لم أبتله بالغنى لكرامته ، ولم أبتله بالفقر لهوانه ، فأخبر أن الإكرام والإهانة لا تدور على المال وسعة الرزق ، ولكن الفقر والغنى بتقديره ، فيوسع على الكافر لا لكرامته ، ويقدر على المؤمن لا لهوانه ، إنما يكرم المرء بطاعته ويهينه بمعصيته . 
قرأ أهل الحجاز والبصرة    " أكرمني وأهانني " بإثبات الياء في الوصل ، ويقف ابن كثير  ويعقوب  بالياء أيضا ، والآخرون يحذفونها وصلا ووقفا . 
( بل لا تكرمون اليتيم    ) قرأ أهل البصرة    : " يكرمون ، ويحضون ، ويأكلون ، ويحبون " بالياء فيهن ، وقرأ الآخرون بالتاء ، " لا تكرمون اليتيم " لا تحسنون إليه . وقيل : لا تعطونه حقه . 
قال مقاتل    : كان  قدامة بن مظعون  يتيما في حجر أمية بن خلف  وكان يدفعه عن حقه   . 
( ولا تحاضون على طعام المسكين    ) أي لا تأمرون بإطعامه ، وقرأ أبو جعفر وأهل الكوفة    : " تحاضون " بفتح الحاء وألف بعدها ، أي لا يحض بعضكم بعضا عليه . 

 
				
 
						 
						

 
					 
					