المسألة السادسة : قوله تعالى : { يبين الله لكم أن تضلوا     } : معناه كراهية أن تضلوا ، وفيه اختلاف قد بيناه في ملجئة المتفقهين فلينظره هنالك من أراده . 
المسألة السابعة : فإن قيل : وأي ضلال أكبر من هذا ؟ ولم يعلمها  عمر  ولا اتفق فيها الصحابة وما زال الخلاف إلى اليوم الموعود . قلنا : ليس هذا ضلالا ، وهذا هو البيان الموعود به ; لأن الله سبحانه لم يجعل طرق الأحكام نصا يدركه الجفلي ، وإنما جعله مظنونا يختص به العلماء ليرفع الله تعالى الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ، ويتصرف المجتهدون في مسالك النظر ، فيدرك بعضهم الصواب فيؤجر عشرة أجور ، ويقصر آخر فيدرك أجرا واحدا ، وتنفذ الأحكام الدنياوية على ما أراد الله سبحانه ، وهذا بين للعلماء ، والله أعلم . 


						
						
