[ ص: 245 ] فصل وإذا كانت السيئات التي يعملها الإنسان قد تكون من جزاء سيئات تقدمت   - وهي مضرة - جاز أن يقال : هي مما أصابه من السيئات وهي بذنوب تقدمت . وعلى كل تقدير : فالذنوب التي يعملها ; هي من نفسه . وإن كانت مقدرة عليه . فإنه إذا كان الجزاء الذي هو مسبب عنها من نفسه فعمله الذي هو ذلك الجزاء : من نفسه بطريق الأولى . 
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته { نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا  } . { وقال له أبو بكر  رضي الله عنه علمني دعاء . فقال قل : اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه . أشهد أن لا إله إلا أنت . أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم . قله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك  } .  [ ص: 246 ] فقد بين أن قوله { فمن نفسك   } يتناول العقوبات على الأعمال ويتناول الأعمال . مع أن الكل بقدر الله . 

 
				
 
						 
						

 
					 
					