بشر بن الوليد 
ابن خالد الإمام العلامة المحدث الصادق ، قاضي العراق  أبو الوليد الكندي ، الحنفي . 
 [ ص: 674 ] ولد في حدود الخمسين ومائة . 
وسمع من :  عبد الرحمن بن الغسيل  وهو أكبر شيخ له ، ومن مالك بن أنس  ،  وحماد بن زيد  ، وحشرج بن نباتة  ،  وصالح المري  ، والقاضي أبي يوسف  وبه تفقه وتميز . 
حدث عنه : الحسن بن علويه  ، وحامد بن شعيب البلخي  ،  وموسى بن هارون  ،  وأبو القاسم البغوي  ،  وأبو يعلى الموصلي  ، وأبو العباس الثقفي  ، وخلق . 
وكان حسن المذهب ، وله هفوة لا تزيل صدقه وخيره إن شاء الله . 
ولي القضاء بعسكر المهدي  في سنة ثمان ومائتين ثم ولي قضاء مدينة المنصور  ، واستمر إلى سنة 213 ، وبلغنا أنه كان إماما ، واسع الفقه ، كثير العلم ، صاحب حديث وديانة وتعبد . قيل : كان ورده في اليوم مائتي ركعة ، وكان يحافظ عليها بعدما فلج واندك - رحمه الله . 
قال محمد بن سعد العوفي   : روى  بشر بن الوليد الكندي  عن أبي يوسف كتبه  ، وولي قضاء بغداد  في الجانبين ، فسعى به رجل إلى الدولة ، وقال : إنه لا يقول بخلق القرآن ، فأمر به المعتصم  أن يحبس في داره ، ووكل ببابه . فلما استخلف المتوكل  أمر بإطلاقه ، وعاش وطال عمره ، ثم إنه قال : كما أني قلت : القرآن كلام الله ، ولم أقل : إنه مخلوق ، فكذلك لا أقول : إنه غير مخلوق ، بل أقف ، ولزم الوقف في المسألة ، فنفر منه أصحاب الحديث للوقف ، وتركوا الأخذ عنه ، وحمل عنه آخرون . 
 [ ص: 675 ] قال صالح بن محمد جزرة   :  بشر بن الوليد  صدوق ، لكنه لا يعقل ، كان قد خرف . 
وقال أبو عبد الرحمن السلمي   : سألت أبا الحسن الدارقطني  عن  بشر بن الوليد  ، فقال : ثقة . 
وقال غيره : كان بشر  خشنا في أحكامه ، صالحا ، وكان يجري في مجلس سفيان بن عيينة  مسائل ، فيقول : سلوا  بشر بن الوليد   . 
مات بشر  في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين ومائتين . 
أخبرنا عبد الحافظ بن بدران  ، ويوسف بن أحمد  ، قالا : أخبرنا موسى بن عبد القادر  ، أخبرنا سعيد بن البناء  ، أخبرنا أبو القاسم بن البسري  ، أخبرنا أبو طاهر الذهبي  ، حدثنا عبد الله بن محمد  ، حدثنا  بشر بن الوليد  ، حدثنا محمد بن طلحة  ، عن ابن شبرمة  ، عن أبي زرعة  ، عن  أبي هريرة   : أن رجلا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - : أي الناس أحق مني بحسن الصحبة ؟ قال : " أمك " ، قال : ثم من ؟ قال : " ثم أمك " ، قال : ثم من ؟ قال : " ثم أمك " ، قال : ثم من ؟ قال : " ثم أبوك "  . 
أخرجه مسلم  ، واتفقا عليه من طريق عمارة بن القعقاع  ، عن أبي زرعة  
وفي سنة ثمان موت إسحاق بن راهويه  ،  وعبيد الله بن معاذ  ، ومحمد  [ ص: 676 ] بن بكار بن الريان  ،  وأحمد بن جواس  ، والعباس بن الوليد النرسي  ، ومحمد بن عبيد بن حساب  ، وعمرو بن زرارة  ، والهيثم بن أيوب الطالقاني  ،  وطالوت بن عباد  ، ومحمد بن أبي السري العسقلاني  ، وخلق . 


						
						
