قال تعالى : (  فأتت به قومها تحمله   قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا      ( 27 ) ) .  
 [ ص: 170 ] قوله تعالى : (  فأتت به      ) : الجار والمجرور حال ; وكذلك " تحمله " وصاحب الحال  مريم     .  
ويجوز أن يجعل " تحمله " حالا من ضمير  عيسى   عليه السلام . و (  جئت      ) أي فعلت ، فيكون " شيئا " مفعولا . ويجوز أن يكون مصدرا ; أي مجيئا عظيما .  
قال تعالى : (  فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا       ( 29 ) ) .  
قوله تعالى : (  من كان      ) : كان زائدة ; أي من هو في المهد . و (  صبيا      ) : حال من الضمير في الجار ، والضمير المنفصل المقدر كان متصلا بكان .  
وقيل : كان الزائدة لا يستتر فيها ضمير ; فعلى هذا لا تحتاج إلى تقدير هو ; بل يكون الظرف صلة من . وقيل : ليست زائدة ; بل هي كقوله : (  وكان الله عليما حكيما      ) . وقد ذكر . وقيل : هي بمعنى صار وقيل : هي التامة ، و " من " بمعنى الذي . وقيل : شرطية ، وجوابها كيف .  
قال تعالى : (  وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا       ( 32 ) ) .  
قوله تعالى : ( وبرا ) : معطوف على " مباركا " ويقرأ في الشاذ بكسر الباء والراء ، وهو معطوف على ( الصلاة ) . ويقرأ بكسر الباء وفتح الراء ; أي وألزمني برا ، أو جعلتني ذا بر ; فحذف المضاف ، أو وصفه بالمصدر .  
قال تعالى : (  والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا       ( 33 ) ) .  
قوله تعالى : (  والسلام      ) : إنما جاءت هذه بالألف واللام ; لأن التي في قصة  يحيى   عليه السلام نكرة ; فكان المراد بالثاني الأول ، كقوله تعالى : (  كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول      ) [ المزمل : 16 ، 15 ] .  
وقيل : النكرة والمعرفة في مثل هذا سواء .  
و (  يوم ولدت      ) : ظرف ، والعامل فيه الخبر الذي هو " علي " ولا يعمل فيه السلام للفصل بينهما بالخبر .  
قال تعالى : (  ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون       ( 34 ) ) .  
قوله تعالى : (  ذلك      ) : مبتدأ ، و "  عيسى      " خبره . و "  ابن مريم      " نعت ، أو خبر ثان .  
 [ ص: 171 ] و (  قول الحق      ) : كذلك .  
وقيل : هو خبر مبتدأ محذوف . وقيل :  عيسى   عليه السلام بدل ، أو عطف بيان ، و " قول الحق " الخبر .  
ويقرأ (  قول الحق      ) : بالنصب على المصدر ; أو أقول قول الحق . وقيل : هو حال من  عيسى      . وقيل : التقدير : أعني قول الحق .  
ويقرأ " قال الحق " ، والقال اسم للمصدر ، مثل القيل ، وحكي : قول الحق - بضم القاف مثل الروح ; وهي لغة فيه .  
قال تعالى : (  وإن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم       ( 36 ) ) .  
قوله تعالى : ( وأن الله ) : بفتح الهمزة ; وفيه وجهان ; أحدهما : هو معطوف على قوله بالصلاة ; أي وأوصاني بأن الله ربي . والثاني : هو متعلق بما بعده ، والتقدير : لأن الله ربي وربكم فاعبدوه ; أي لوحدانيته أطيعوه .  
ويقرأ بالكسر على الاستئناف .  
قال تعالى : (  أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين       ( 38 ) ) .  
قوله تعالى : (  أسمع بهم وأبصر      ) : لفظه لفظ الأمر ومعناه التعجب . و " بهم " : في موضع رفع ; كقولك : أحسن بزيد ; أي حسن زيد . وحكي عن   الزجاج  أنه أمر حقيقة ، والجار والمجرور نصب ، والفاعل مضمر ; فهو ضمير المتكلم ; كأن المتكلم يقول لنفسه أوقع به سمعا أو مدحا .  
و (  اليوم      ) : ظرف ، والعامل فيه الظرف الذي بعده .  
قال تعالى : (  وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون       ( 39 ) ) .  
قوله تعالى : (  إذ قضي الأمر      ) : " إذ " : بدل من يوم ، أو ظرف للحسرة ; وهو مصدر فيه الألف واللام ، وقد عمل .  

 
				
 
						 
						

 
					 
					