قوله تعالى : براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم   إلى قوله تعالى : أربعة أشهر    . 
ظاهر هذه الآية الكريمة العموم في جميع الكفار المعاهدين ، وأنه بعد انقضاء أشهر الإمهال الأربعة المذكورة في قوله : في الأرض أربعة أشهر    [ 9 \ 2 ] ، لا عهد لكافر . 
وفي هذا اختلاف كثير بين العلماء ، والذي يبينه القرآن ، ويشهد له من تلك الأقوال ، هو أن محل ذلك إنما هو في أصحاب العهود المطلقة غير الموقتة بوقت معين ، أو من كانت مدة عهده الموقت أقل من أربعة أشهر ، فتكمل له أربعة أشهر ، أما أصحاب العهود الموقتة الباقي من مدتها أكثر من أربعة أشهر ، فإنه يجب لهم إتمام مدتهم ، ودليله المبين له من القرآن ، هو قوله تعالى : إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين   [ ص: 114 ]   [ 9 \ 4 ] ، وهو اختيار  ابن جرير  ، وروي عن الكلبي  ،  ومحمد بن كعب القرظي  ، وغير واحد ، قاله ابن كثير  ويؤيده حديث علي  رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ، بعثه حين أنزلت " براءة " بأربع : ألا يطوف بالبيت عريان . \ 5 ولا يقرب المسجد الحرام مشرك بعد عامهم هذا . 
ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فهو إلى مدته . 
ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة   . 


						
						
