[ ص: 350 ] باب : جامع من دلائل النبوة 
قال  سليمان بن المغيرة  ، عن ثابت  ، عن أنس  قال : كان منا رجل من بني النجار  قد قرأ البقرة ، وآل عمران ، وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانطلق هاربا حتى لحق بأهل الكتاب ، قال : فرفعوه ، قالوا : هذا كان يكتب لمحمد ،  فأعجبوا به ، فما لبث أن قصم الله عنقه فيهم ، فحفروا له فواروه ، فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها ، ثم عادوا فحفروا له فواروه ، فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها ، فتركوه منبوذا  . رواه مسلم   . 
وقال عبد الوارث  ، عن عبد العزيز  ، عن أنس  قال : كان رجل نصراني فأسلم ، وقرأ البقرة وآل عمران ، فكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فعاد نصرانيا ، وكان يقول : ما أرى يحسن محمد  إلا ما كنت أكتب له . فأماته الله ، فأقبروه ، فأصبح وقد لفظته الأرض ، قالوا : هذا عمل محمد  وأصحابه . قال : فحفروا له فأعمقوا ، فأصبح وقد لفظته الأرض . فقالوا : عمل محمد  وأصحابه . قال : فحفروا وأعمقوا ما استطاعوا ، فأصبح وقد لفظته الأرض ، فعلموا أنه من الله عز وجل  . أخرجه  البخاري   . 
وقال الليث  ، عن سعيد المقبري  ، عن أبيه ، عن  أبي هريرة  ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما من الأنبياء من نبي إلا وقد أعطي من الآيات ما  [ ص: 351 ] مثله آمن عليه البشر ، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة  " . متفق عليه . 
قلت : هذه هي المعجزة العظمى ،  وهي القرآن فإن النبي من الأنبياء عليهم السلام ، كان يأتي بالآية وتنقضي بموته ، فقل لذلك من يتبعه ، وكثر أتباع نبينا صلى الله عليه وسلم لكون معجزته الكبرى باقية بعده ، فيؤمن بالله ورسوله كثير ممن يسمع القرآن على ممر الأزمان ، ولهذا قال : فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة . 
وقال زائدة  ، عن المختار بن فلفل  ، عن أنس  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما صدق نبي ما صدقت ، إن من الأنبياء من لا يصدقه من أمته إلا الرجل الواحد  " . رواه مسلم   . 
وقال جرير  ، عن منصور  ، عن سعيد بن جبير  ، عن ابن عباس  ، في قوله عز وجل : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر   ( 1 ) ) [ القدر ] قال : أنزل القرآن في ليلة القدر جملة واحدة إلى سماء الدنيا ، وكان بموقع النجوم ، فكان الله عز وجل ينزله على رسوله صلى الله عليه وسلم ، بعضه في إثر بعض . قال تعالى : ( وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرءان جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا   ( 32 ) )  [ الفرقان ] . 

 
				
 
						 
						

 
					 
					