[ ص: 349 ]   ( وإذا الجحيم سعرت    ( 12 ) وإذا الجنة أزلفت    ( 13 ) علمت نفس ما أحضرت    ( 14 ) فلا أقسم بالخنس    ( 15 ) الجوار الكنس    ( 16 ) والليل إذا عسعس    ( 17 ) والصبح إذا تنفس    ( 18 ) إنه لقول رسول كريم    ( 19 ) ) 
( وإذا الجحيم سعرت     ) قرأ أهل المدينة   والشام ،  وحفص  عن عاصم    : " سعرت " بالتشديد ، وقرأ الباقون بالتخفيف أي : أوقدت لأعداء الله . ( وإذا الجنة أزلفت    ) قربت لأولياء الله . ( علمت ) عند ذلك ( نفس ) أي : كل نفس ( ما أحضرت    ) من خير أو شر ، وهذا جواب لقوله : " إذا الشمس كورت    " وما بعدها . قوله - عز وجل - : ( فلا أقسم بالخنس    ) " لا " زائدة ، معناه : أقسم بالخنس ( الجوار الكنس ) قال قتادة    : هي النجوم تبدو بالليل وتخنس بالنهار ، فتخفى فلا ترى . 
وعن علي  أيضا : أنها الكواكب تخنس بالنهار فلا ترى ، وتكنس تأوي إلى مجاريها . 
وقال قوم : هي النجوم الخمسة : زحل ، والمشتري ، والمريخ ، والزهرة ، وعطارد ، تخنس في مجراها ، أي : ترجع وراءها وتكنس : تستتر وقت اختفائها وغروبها ، كما تكنس الظباء في مغارها . 
وقال ابن زيد    : معنى " الخنس    " أنها تخنس أي : تتأخر عن مطالعها في كل عام تأخرا تتأخره عن تعجيل ذلك الطلوع ، تخنس عنه . و " الكنس " أي تكنس بالنهار فلا ترى . وروى الأعمش  عن إبراهيم ،  عن عبد الله  أنها هي الوحش . 
وقال سعيد بن جبير    : هي الظباء . وهي رواية العوفي  عن ابن عباس    . 
وأصل الخنوس : الرجوع إلى وراء ، والكنوس : أن تأوي إلى مكانسها ، وهي المواضع التي تأوي إليها الوحوش . ( والليل إذا عسعس    ) قال الحسن    : أقبل بظلامه . وقال الآخرون : أدبر . تقول العرب : عسعس الليل وسعسع : إذا أدبر ولم يبق منه إلا اليسير . (والصبح إذا تنفس    ) أقبل وبدا أوله ، وقيل : امتد ضوءه وارتفع . ( إنه ) يعني القرآن ( لقول رسول كريم    ) يعني جبريل  أي : نزل به جبريل  عن الله تعالى . 


						
						
