القول في تأويل قوله تعالى : ( إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا    ( 60 ) ) 
يقول تعالى ذكره : فسوف يلقى هؤلاء الخلف السوء الذين وصف صفتهم غيا ، إلا الذين تابوا فراجعوا أمر الله ، والإيمان به وبرسوله ( وعمل صالحا ) يقول : وأطاع الله فيما أمره ونهاه عنه ، وأدى فرائضه ، واجتنب محارمه من هلك منهم على كفره ، وإضاعته الصلاة واتباعه الشهوات . وقوله : ( ولا يظلمون شيئا   ) يقول : ولا يبخسون من جزاء أعمالهم شيئا ، ولا يجمع بينهم وبين الذين هلكوا  [ ص: 220 ] من الخلف السوء منهم قبل توبتهم من ضلالهم ، وقبل إنابتهم إلى طاعة ربهم في جهنم ، ولكنهم يدخلون مدخل أهل الإيمان . 

 
				
 
						 
						

 
					 
					