( اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا فصدوا عن سبيله إنهم ساء ما كانوا يعملون    ( 9 ) لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة وأولئك هم المعتدون   ( 10 ) فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ونفصل الآيات لقوم يعلمون   ( 11 ) )  [ ص: 116 ] 
يقول تعالى ذما للمشركين وحثا للمؤمنين على قتالهم : ( اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا   ) يعني أنهم اعتاضوا عن اتباع آيات الله بما التهوا به من أمور الدنيا الخسيسة ، ( فصدوا عن سبيله   ) أي : منعوا المؤمنين من اتباع الحق ، ( إنهم ساء ما كانوا يعملون لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة   ) تقدم تفسيره ، وكذا الآية التي بعدها : ( فإن تابوا وأقاموا الصلاة   ) إلى آخرها ، تقدمت . 
وقال  الحافظ أبو بكر البزار   : حدثنا  محمد بن المثنى  ، حدثنا يحيى بن أبي بكر  ، حدثنا أبو جعفر الرازي  ، حدثنا الربيع بن أنس  قال : سمعت أنس بن مالك  يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من فارق الدنيا على الإخلاص لله وعبادته ، لا يشرك به ، وأقام الصلاة ، وآتى الزكاة ، فارقها والله عنه راض ، وهو دين الله الذي جاءت به الرسل وبلغوه عن ربهم ، قبل هرج الأحاديث واختلاف الأهواء " . وتصديق ذلك في كتاب الله : ( فإن تابوا   ) يقول : فإن خلعوا الأوثان وعبادتها ( وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم   ) وقال في آية أخرى : ( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين   ) 
ثم قال البزار   : آخر الحديث عندي والله أعلم : " فارقها وهو عنه راض " ، وباقيه عندي من كلام الربيع بن أنس   . 


						
						
