مطلب : في انقسام النوم إلى ثلاثة أقسام ، وأن النوم أخو الموت .
وقال بعض العلماء : النوم على ثلاثة أقسام ، نومة الخرق ، ونومة الخلق ونومة الحمق . فنومة الخرق نومة الضحى ، ونومة الخلق هي التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بها أمته فقال { قيلوا فإن الشياطين لا تقيل } ونومة الحمق بعد العصر لا ينامها إلا سكران أو مجنون .
فنوم الصبحة مضر جدا بالبدن لأنه يرخيه ويفسد الفضلات التي ينبغي تحليلها بالرياضة .
وقال سيدنا علي رضي الله عنه : من الجهل النوم أول النهار ، والضحك من غير عجب والقائلة تزيد في العقل .
وقال عبد الله بن شبرمة : نوم نصف النهار يعدل شربة دواء ، يعني في الصيف انتهى .
( الثاني ) : النوم أخو الموت ، ولذا لا ينام أهل الجنة ، ولكنه جعل لأجل راحة البدن لينهض الإنسان بعده إلى طاعة ربه .
فقليله خير من كثيره . ويروى أن المسيح عليه السلام قال : خلقان أكرههما النوم من غير سهر ، والضحك من غير عجب ، والثالثة العظمى : إعجاب المرء بعمله . وقال داود لابنه سليمان عليهما السلام : إياك وكثرة النوم فإنه يفقرك إذا احتاج الناس إلى أعمالهم .
وقال لقمان لابنه : يا بني إياك وكثرة النوم والكسل والضجر ، فإنك إذا كسلت لم تؤد حقا ، وإذا ضجرت لم تصبر على حق . وقالت أم سليمان عليه السلام له : يا بني لا تكثر من النوم فإن النوام يجيء يوم القيامة مفلسا .



