( تنبيهات ) : 
( الأول ) : قوله : وقل للفتى عوفيت بعد ثلاثة . لعله على سبيل  [ ص: 450 ] الاستحباب ، ولعل مراده كغيره إذا حمد الله ، ولم أر من تعرض لكل منهما ، وهو مرادهم في الأول بلا ريب وفي الثاني فيما يظهر لكراهة تشميت من لم يحمد الله . 
( الثاني ) : لم أر لأحد من الأصحاب ولا غيرهم في أن الداعي للعاطس بالعافية هل يستحق جوابا أم لا  ، ولعله يجيب بقوله عافانا الله وإياك ، وهو مأخوذ من قول  ابن عمر  رضي الله عنهما . وهل يكون مستحبا أو واجبا أو مباحا ؟ لم أر من تعرض لشيء من ذلك . والذي يظهر إن قلنا الدعاء له بالعافية مستحب فالإجابة كذلك ، وإن قلنا واجب فكذلك الإجابة والله ولي الإنابة . 
( الثالث ) : قال في الآداب الكبرى وغاية الشيخ مرعي  كالإقناع ، وغيرهم ، ولا يجيب المتجشئ بشيء ، فإن حمد الله قال له سامعه هنيئا مريئا أو هنأك الله وأمراك . قاله في الرعاية الكبرى ، وكذا الإمام  ابن عقيل    . قال ولا يعرف فيه سنة بل هو موضوعة . 
وأخرج الترمذي  وقال حسن غريب عن  أبي هريرة  رضي الله عنه { أن رجلا تجشأ عند رسول الله  صلى الله عليه وسلم فقال كف عنا جشاءك فإن أكثرهم شبعا أكثرهم جوعا يوم القيامة    } . قال الإمام  أحمد  في رواية أبي طالب    : إذا تجشأ الرجل وهو في الصلاة  فليرفع رأسه إلى السماء حتى يذهب الريح ، فإذا لم يرفع رأسه آذى من حوله من ريحه . قال وهذا من الأدب . وقال في رواية مهنا    : إذا تجشأ الرجل ينبغي أن يرفع وجهه إلى فوق لكي لا يخرج من فيه رائحة يؤذي بها الناس . فقيد في الأولى بكونه في الصلاة وأطلق في الثانية . وظاهر العلة يقتضي حيث كان ثم ناس وإلا فلا يطلب منه رفع وهذا ظاهر والله أعلم . 

 
				
 
						 
						

 
					 
					