باب ذكر آدم عليه السلام  
روى  السدي  عن أشياخه ، قال: بعث الله -عز وجل- جبرئيل  إلى الأرض ليأتيه بطين منها ، قالت الأرض: إني أعوذ بالله منك أن تنقص مني أو تشينني ، فرجع ولم يأخذ ، وقال: رب إنها عاذت بك فأعذتها . فبعث ميكائيل  فعاذت منه فأعاذها ، فبعث ملك الموت  فعاذت منه ، فقال: وأنا أعوذ بالله أن أرجع ، ولم أنفذ أمره ، فأخذ من وجه الأرض وخلط ، فلم يأخذ من مكان واحد ، وأخذ من تربة حمراء وبيضاء وسوداء ، فلذلك خرج بنو آدم  مختلفين   . فصعد به ، فبل التراب حتى عاد طينا ، ثم ترك حتى تغير وأنتن ، وهو قوله: من حمإ مسنون   ، قال: منتن  . 
وقد روى  سعيد بن جبير  ، عن  ابن عباس  ، قال: بعث رب العزة إبليس فأخذ من أديم الأرض ، ومن عذبها ومن ملحها ، فخلق آدم  ، فمن ثم سمي آدم  ، لأنه خلق من أديم الأرض ، ومن ثم قال إبليس: أأسجد لمن خلقت طينا   ، أي هذه الطينة أنا جئت بها  . 
وقد رواه  ابن جبير  عن  ابن مسعود   . 
فأخبرنا به محمد بن عبد الباقي البزاز  ، أخبرنا أبو محمد الجوهري  ، أخبرنا  أبو عمر بن حيويه  ، أخبرنا أحمد بن معروف  ، أخبرنا الحارث بن أبي أسامة  ، أخبرنا  [ ص: 199 ] محمد بن سعد  ، أخبرنا حسين بن الحسن الأشقر  ، حدثنا يعقوب بن عبد الله القمي  ، عن  سعيد بن جبير  ، عن  ابن مسعود  ، قال: إن الله بعث إبليس فأخذ من أديم الأرض من عذبها ومالحها ، فخلق منه آدم  ، فكل شيء خلقه من عذبها فهو صائر إلى الجنة وإن كان ابن كافر ، وكل شيء خلقه من مالحها فهو صائر إلى النار وإن كان ابن نبي . قال: فمن ثم قال إبليس: أأسجد لمن خلقت طينا  ، لأنه جاء بالطينة ، وسمي آدم  لأنه خلق من أديم الأرض   . 
أخبرنا عبد الأول  ، أخبرنا  الداودي  ، أخبرنا ابن أعين السرخسي  ، أخبرنا إبراهيم بن خريم  ، حدثنا  عبد بن حميد  ، حدثنا  هوذة بن خليفة  ، حدثنا عوف  ، عن قسام بن زهير  ، عن أبي موسى  ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ، قال:  "إن الله -عز وجل- خلق آدم  من قبضة قبضها من جميع الأرض ، فجاء بنو آدم  على قدر الأرض ، جاء منهم الأبيض ، والأحمر ، والأسود ، وبين ذلك ، والخبيث ، والطيب ، والسهل ، والحزن وبين ذلك"  . 
أخبرنا  ابن الحصين  ، أخبرنا  ابن المذهب  ، أخبرنا أحمد بن جعفر  ، حدثنا  عبد الله بن أحمد  ، حدثني أبي  ، أخبرنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو  ، حدثنا زهير بن محمد  ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل  ، عن عبد الرحمن بن محمد بن يزيد الأنصاري  ، عن أبي لبابة البدري  ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، قال:  " سيد الأيام يوم الجمعة  ، وأعظمها عنده ، وأعظم عند الله -عز وجل- من يوم الفطر ويوم الأضحى ، وفيه خمس خلال: خلق الله تبارك وتعالى فيه آدم  ، وأهبط الله فيه آدم  إلى الأرض ، وفيه توفي آدم  ، وفيه ساعة لا يسأل العبد فيها شيئا إلا أتاه الله إياه ما لم  [ ص: 200 ] يسأل حراما ، وفيه تقوم الساعة ، ما من ملك مقرب في السماء والأرض ولا رياح ولا جبال ولا بحر إلا وهن يستغفرون من يوم الجمعة"  . 
قال أحمد:  وحدثنا أبو عامر  ، حدثنا زهير  ، عن عبد الله بن محمد  ، عن عمرو بن شرحبيل بن سعد بن عبادة  ، عن أبيه  ، عن جده  سعد بن عبادة  أن رجلا من الأنصار  أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فقال: أخبرنا عن يوم الجمعة ، ماذا فيه من الخير؟ قال: "فيه خمس خلال: فيه خلق آدم ، وفيه أهبط آدم  ، وفيه توفي ، وفيه ساعة لا يسأل عبد فيها شيئا إلا أتاه الله ما لم يسأل مأثما أو قطيعة رحم ، وفيه تقوم الساعة ، وما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا جبال ولا حجر إلا وهو يشفق من يوم الجمعة"  . 

 
				
 
						 
						

 
					 
					