واعلم أن حقوق العباد ضربان : أحدهما حقوقهم في حياتهم . 
والثاني حقوقهم بعد مماتهم  من أنواع إكرامهم وغسلهم وحملهم وتكفينهم ودفنهم وتوجيههم إلى القبلة والصلاة عليهم والدعاء لهم والزيارة والاستغفار ، وما يفعل بهم مما ندب إليه ولم يوجبه الشرع كالغسلة الثانية والثالثة إلى السابعة ، وكإحسان الأكفان وإحسان الحمل والمبالغة في الدعاء ، وحسن الوضع في القبر وحسن الدفن ، ولا تسقط حقوق الميت بإسقاطه ، فلو  [ ص: 167 ] أوصى بألا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن  لم يلتفت إليه ، لأن هذا من الحقوق التي لا تقبل الإسقاط لما فيها من حق الله عز وجل . 

 
				
 
						 
						

 
					 
					