[ الرؤيا ] . وأما الرؤيا ، فقد جاء في الحديث : { إن الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة   } ، وهذه الستة والأربعون كلها طرق علوم الأنبياء  ، فإن لهم طرقا في العلوم لا نصل إلى شيء منها إلا بالخبر . قال : وهو مثل ما يعرفون من كلام البهائم والجمادات والوحي وغير ذلك ، والرؤيا من تلك الجملة . قال : وقد اجتهدت في تحصيل الستة والأربعين ما هي ؟ فبلغت منها إلى اثنين وأربعين ، وقد ذكرتها في كتاب الوصف والصفة " وأنا في طلب الباقي . قال : ولا يجوز أن يثبت بالرؤيا شيء حتى لو رأى واحد في منامه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره بحكم من الأحكام لم يلزمه ذلك . انتهى . قلت    : وحكى الأستاذ أبو إسحاق  في كتاب " أدب الجدل " في ذلك وجها والأصح : الأول ; لأن الأحكام لا تثبت بالمنام  إلا في حق الأنبياء ، أو بتقريرهم ، وعن الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد  أنه إن كان أمره بأمر ثبت عنه  [ ص: 90 ] في اليقظة خلافه كالأمر بترك واجب أو مندوب لم يجز العمل به ، وإن أمره بشيء لم يثبت عنه في اليقظة خلافه استحب العمل به . قلت    : ومن ثم لم يجب الحد على من قذف امرأة بأنها وطئت في النوم ، ولا عليه إذا أقر أنه زنى في النوم . 
وذكر  الشافعي  في الأم " : أن رجلا قال لرجل إنه وطئ أمه في النوم ، فحمله إلى  علي  رضي الله عنه ، فقال : أقمه في الشمس ، واضرب ظله . قال  الشافعي    : ولسنا نقول به . 


						
						
