[ أمثلة لمن أبطل السنن بظاهر من القرآن ] 
ولنذكر لهذا الأصل أمثلة لشدة حاجة كل مسلم إليه أعظم من حاجته إلى الطعام والشراب . 
المثال الأول : 
رد الجهمية  النصوص المحكمة غاية الإحكام المبينة بأقصى غاية البيان  أن الله موصوف بصفات الكمال من العلم والقدرة والإرادة والحياة والكلام والسمع والبصر والوجه واليدين والغضب والرضا والفرح والضحك والرحمة والحكمة ، وبالأفعال كالمجيء والإتيان والنزول إلى السماء الدنيا ونحو ذلك ، والعلم بمجيء الرسول بذلك وإخباره به عن ربه إن لم يكن فوق العلم بوجوب الصلاة والصيام والحج والزكاة وتحريم الظلم والفواحش والكذب فليس يقصر عنه ، فالعلم الضروري حاصل بأن الرسول أخبر عن الله بذلك ، وفرض على الأمة تصديقه فيه ، فرضا لا يتم أصل الإيمان إلا به ، فرد الجهمية  ذلك بالمتشابه من قوله { ليس كمثله شيء    } ومن قوله { هل تعلم له سميا    } ومن قوله { قل هو الله أحد    } ثم استخرجوا من هذه النصوص المحكمة المبينة احتمالات وتحريفات جعلوها به من قسم المتشابه . 
المثال الثاني : 
ردهم المحكم المعلوم بالضرورة  ( الجهمية    )   أن الرسل جاءوا به من إثبات علو الله على خلقه واستوائه على عرشه بمتشابه قول الله تعالى : { وهو معكم أينما كنتم    } وقوله : { ونحن أقرب إليه من حبل الوريد    } وقوله : { ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا    } ونحو ذلك ، ثم تحيلوا وتمحلوا حتى ردوا نصوص العلو والفوقية بمتشابهه . 

 
				
 
						 
						

 
					 
					