ذكر البيان بأن الكلام الذي زجر عنه في الصلاة إنما هو مخاطبة الآدميين وكلام بعضهم بعضا دون ما يخاطب العبد ربه في صلاته
2248 - أخبرنا ابن خزيمة ، وأبو خليفة ، قالا : حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا يحيى القطان قال : حدثنا الحجاج الصواف عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن معاوية بن الحكم السلمي ، قال : قلت : يا رسول الله ، إنا كنا حديث عهد بجاهلية ، فجاء الله بالإسلام ، وإن رجالا منا يتطيرون ، قال : ذلك شيء يجدونه في صدورهم ، فلا يضرهم .
[ ص: 25 ] قال : قلت : يا رسول الله ، منا رجال يأتون الكهنة ، قال : فلا تأتوهم . قال : قلت : يا رسول الله ، رجال منا يخطون ، قال : كان نبي من الأنبياء يخط ، فمن وافق خطه فذاك .
قال : وبينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم ، فقلت له : يرحمك الله ، فحدقني القوم بأبصارهم ، فقلت : واثكل أمياه ، ما لكم تنظرون إلي ؟ فضرب القوم بأيديهم على أفخاذهم ، فلما رأيتهم يصمتونني لكي أسكت سكت ، فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاني ، فبأبي هو وأمي ، ما رأيت معلما قط قبله ولا بعده أحسن تعليما منه ، والله ما ضربني ، ولا كهرني ، ولا شتمني ، ولكن قال : إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ، إنما هي التكبير ، والتسبيح ، وتلاوة القرآن .



