ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين   
ائذن لي   : في القعود، ولا تفتني   : ولا توقعني في الفتنة وهي الإثم، بألا تأذن  [ ص: 52 ] لي; فإني إن تخلفت بغير إذنك أثمت. وقيل: ولا تلقني في الهلكة; فإني إذا خرجت معك، هلك مالي، وعيالي، وقيل: قال الجد بن قيس:  قد علمت الأنصار  أني مستهتر بالنساء، فلا تفتني ببنات الأصفر، يعني: نساء الروم;  ولكني أعينك بمال فاتركني، وقرئ: "ولا تفتني"، من أفتنه، ألا في الفتنة سقطوا  أي: إن الفتنة هي التي سقطوا فيها، وهي فتنة التخلف. وفي مصحف  أبي   -رضي الله عنه-: "سقط"; لأن "من" موحد اللفظ مجموع المعنى، لمحيطة بالكافرين  يعني: أنها تحيط بهم يوم القيامة، أو هي محيطة بهم الآن; لأن أسباب الإحاطة معهم فكأنهم في وسطها . 

 
				
 
						 
						

 
					 
					