ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا
وهذا مما يحسن على بعض الأوجه في تقرير الجواب المذكور، قيل: إن الضلال هاهنا المحبة، كما فسر بذلك في قوله تعالى: إنك لفي ضلالك القديم وعنى - عليه السلام - أنه قتل القبطي غيرة لله تعالى، حيث كان - عليه السلام - من المحبين له - عز وجل - وهو كما ترى، ومثله ما قيل: أراد من الجاهلين بالشرائع، وفسر الضلال بذلك في قوله تعالى: ووجدك ضالا فهدى وقال أبو عبيدة : من الناسين، وفسر الضلال بالنسيان في قوله تعالى: أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى وعليه قيل: المراد فعلتها ناسيا حرمتها، وقيل: ناسيا أن وكزي ذلك مما يفضي إلى القتل عادة، والذي أميل إليه من بين هذه الأقوال ما روي عن قتادة ، وسيأتي - إن شاء الله تعالى - في سورة القصص ما يتعلق بهذا المقام.
وأخرج أبو عبيد ، وابن المنذر ، وابن جريج ، عن ابن مسعود أنه قرأ «فعلتها إذ أنا من الضالين»



