67 - مسألة : وأن المعجزات لا يأتي بها أحد إلا الأنبياء  عليهم السلام . قال عز وجل : { وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله    } وقال تعالى : { وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر    } وقال تعالى حاكيا عن موسى  عليه السلام أنه قال : { أو لو جئتك بشيء مبين قال فأت به إن كنت من الصادقين فألقى عصاه    } وقال تعالى : { ذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملئه    } فصح أنه لو أمكن أن يأتي أحد - ساحر أو غيره - بما يحيل طبيعة أو يقلب نوعا ، لما سمى الله تعالى ما يأتي به الأنبياء عليهم السلام برهانا لهم ولا آية لهم ، ولا أنكر على من سمى ذلك سحرا ولا يكون ذلك آية لهم عليهم السلام . ومن ادعى أن إحالة الطبيعة لا تكون آية إلا حتى يتحدى فيها النبي صلى الله عليه وسلم  [ ص: 58 ] الناس  فقد كذب وادعى ما لا دليل عليه أصلا ، لا من عقل ولا من نص قرآن ولا سنة ، وما كان هكذا فهو باطل ، ويجب من هذا أن حنين الجذع وإطعام النفر الكثير من الطعام اليسير حتى شبعوا وهم مئون من صاع شعير . 
ونبعان الماء من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم وإرواء ألف وأربعمائة من قدح صغير تضيق سعته عن شبر - ليس شيء من ذلك آية له عليه السلام لأنه عليه السلام لم يتحد بشيء من ذلك أحدا . 


						
						
