( ويكثر فيها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم    ) لأنها معونة على الإجابة وعن  عمر  قال " الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك رواه الترمذي    . 
( و ) يكثر فيها ( الاستغفار )  لأنه سبب لنزول الغيث روى سعيد    " أن  عمر  خرج يستسقي فلم يزد على الاستغفار فقالوا : ما رأيناك استسقيت فقال : لقد طلبت الغيث بمجاديح السماء الذي ينزل به المطر ثم قرأ : { استغفروا ربكم إنه كان غفارا ، يرسل السماء عليكم مدرارا    } وعن  علي  نحوه . 
( وقرأ الآية التي فيها الأمر به ) أي بالاستغفار ( كقوله { استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا    } ونحوه ) كقوله تعالى { وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه    } . 
( ويسن رفع يديه وقت الدعاء    ) لقول  أنس    { كان لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء وكان يرفع حتى يرى بياض إبطيه   } متفق عليه . 
( وتكون ظهورهما نحو السماء ) لحديث رواه  مسلم    { فيدعو قائما   } كسائر الخطبة . 
( ويكثر منه ) أي من الدعاء لحديث { إن الله يحب الملحين في الدعاء   } ( ويؤمن مأموم ويرفع ) المأموم ( يديه ) كالإمام ( جالسا ) كما في استماع غيرها من الخطب ( وأي شيء دعا به جاز ) لحصول المطلوب ( والأفضل ) الدعاء ( بالوارد من دعائه صلى الله عليه وسلم )  لقوله تعالى { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة    } . 
( ومنه ) أي من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم ) أي يا الله ( اسقنا ) بوصل الهمزة وقطعها ( غيثا ) هو مصدر ، المراد به المطر . 
ويسمى الكلأ غيثا ( مغيثا ) هو المنقذ من الشدة يقال : غاثه وأغاثه ، وغيثت الأرض ، فهي مغيثة ومغيوثة ( هنيئا ) بالمد والهمز ، أي حاصلا بلا مشقة ( مريئا ) السهل النافع المحمود العاقبة وهو ممدود مهموز ( مريعا ) بفتح الميم وكسر الراء ، أي مخصبا كثير النبات يقال : أمرع المكان ، ومرع بالضم إذا أخصب ( غدقا ) نفعه بفتح الدال وكسرها والغدق الكثير الماء والخبز ( مجللا ) السحاب الذي يعم العباد والبلاد نفعه ( سحا ) الصب يقال : سح الماء يسح إذا سال من فوق إلى أسفل وساح يسيح إذا جرى على وجه الأرض ( عاما ) شاملا ( طبقا ) بفتح الطاء والباء الذي طبق البلاد  [ ص: 71 ]   ( دائما ) أي متصلا إلى أن يحصل الخصب ( نافعا غير ضار ، عاجلا غير آجل ) روى ذلك أبو داود  من حديث  جابر  قال { أتت النبي صلى الله عليه وسلم بواكي فقال - فذكره قال : فأطبقت السماء عليهم اللهم اسق عبادك وبهائمك ، وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت   } رواه أبو داود  من حديث  عمرو بن شعيب  عن أبيه عن جده قال وكان { النبي صلى الله عليه وسلم إذا استسقى قال - فذكره اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين   } أي الآيسين قال تعالى { لا تقنطوا من رحمة الله    } أي لا تيأسوا { اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا بلاء ولا هدم ولا غرق اللهم إن بالعباد والبلاد من اللأواء   } أي الشدة وقال الأزهري    : شدة المجاعة ( والجهد ) بفتح الجيم المشقة وضمها الطاقة قاله الجوهري  وقال ابن المنجا  ؟ : هما المشقة ورد بما سبق قاله في المبدع . 
( والضنك ) الضيق ( { ما لا نشكو إلا إليك اللهم أنبت لنا الزرع وأدر لنا الضرع   } ) قال الجوهري    : الضرع لكل ذات ظلف أو خف { واسقنا من بركات السماء وأنزل علينا من بركاتك ، اللهم ارفع عنا الجوع والجهد والعري واكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه غيرك اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدرارا   } أي دائما إلى وقت الحاجة وهذا الدعاء رواه  ابن عمر  عنه صلى الله عليه وسلم غير أن قوله { اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ، ولا بلاء ولا غرق   } رواه  الشافعي  في مسنده عن المطلب بن حنطب  وهو مرسل . 
( ويؤمنون ) على دعاء الإمام ( ويستحب أن يستقبل القبلة في أثناء الخطبة ، ثم يحول رداءه فيجعل ما على الأيمن ) من الرداء ( على الأيسر وما على الأيسر على الأيمن )  لأنه صلى الله عليه وسلم { حول إلى الناس ظهره ، واستقبل القبلة يدعو ، ثم حول رداءه   } متفق عليه وفي حديث عبد الله    { أنه صلى الله عليه وسلم حول رداءه حين استقبل القبلة   } رواه  مسلم    . 
وروى  أحمد  وغيره من حديث  أبي هريرة  أن { النبي صلى الله عليه وسلم خطب ودعا الله ، وحول وجهه نحو القبلة رافعا يديه ، ثم قلب رداءه ، فجعل الأيمن على الأيسر ، والأيسر على الأيمن   } وكان  الشافعي  يقول بهذا ثم رجع فقال : يجعل أعلاه أسفله لما روى  عبد الله بن زيد  أن { النبي صلى الله عليه وسلم استسقى وعليه خميصة سوداء ، فأراد أن يجعل أسفلها أعلاها ، فثقلت عليه ، فقلبها الأيمن على الأيسر والأيسر على الأيمن   } رواه  أحمد  وأبو داود  وأجيب عن هذه الرواية على تقدير ثبوتها - بأنها ظن من الراوي وقد  [ ص: 72 ] نقل التحويل جماعة لم ينقل أحد منهم أنه جعل أعلاه أسفله ويبعد أنه صلى الله عليه وسلم ترك ذلك في جميع الأوقات لثقل الرداء فائدة قال النووي    : فيه استحباب استقبالها ، أي القبلة للدعاء ويلحق به الوضوء والتيمم والقراءة وسائر الطاعات  إلا ما خرج بدليل كالخطبة وسبق معناه عن صاحب الفروع في باب الوضوء . 
( ويفعل الناس كذلك ) أي يحولون أرديتهم ، فيجعلون ما على الأيمن على الأيسر وما على الأيسر على الأيمن لأن ما ثبت في حقه صلى الله عليه وسلم ثبت في حق غيره ، ما لم يقم دليل على اختصاصه ، كيف وقد عقل المعنى ؟ وهو التفاؤل بقلب ما بهم من الجدب إلى الخصب ؟ بل روي عن جعفر بن محمد  عن أبيه " أن { النبي صلى الله عليه وسلم حول رداءه ليتحول القحط   } رواه  الدارقطني    ( ويتركونه ) أي الرداء محمولا ( حتى ينزعوه مع ثيابهم ) لعدم نقل إعادته . 
وظاهر ما سبق : لا تحويل في كسوف ، ولا حالة الأمطار والزلزلة  ، صرح به في الفروع وغيره ( ويدعوا سرا    ) لأنه أقرب إلى الإخلاص ، وأبلغ في الخشوع والخضوع ، وأسرع في الإجابة قال تعالى { ادعوا ربكم تضرعا وخفية    } ( حال استقبال القبلة ، فيقول : اللهم إنك أمرتنا بدعائك ، ووعدتنا إجابتك ، وقد دعوناك كما أمرتنا ، فاستجب لنا كما وعدتنا ، إنك لا تخلف الميعاد ) لأن في ذلك استنجازا لما وعد من فضله حيث قال { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان    } فإن دعا بغير ذلك فلا بأس ، قاله في المبدع ( فإذا فرغ من الدعاء استقبلهم ، ثم حثهم على الصدقة والخير  ، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو للمؤمنات ويقرأ ما تيسر من القرآن ثم يقول : أستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين وقد تمت ، الخطبة ) ذكره السامري    . 

 
				
 
						 
						

 
					 
					