حدثنا أبو بكر بن مالك  قال : ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  قال :حدثني  عبيد الله بن عمر القواريري  قال :ثنا جعفر بن سليمان  قال : قال  مالك بن دينار    : لقد هممت أن آمر إذا مت فأغل فأدفع إلى ربي مغلولا كما يدفع العبد الآبق إلى مولاه    . 
حدثنا أحمد بن جعفر  قال : ثنا عبد الله بن أحمد  قال :ثنا هدبة بن خالد  قال :ثنا حزم القطيعي  قال : دخلنا على  مالك بن دينار  في مرضه الذي مات فيه وهو يكيد بنفسه ، فرفع رأسه إلى السماء ، ثم قال : اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب البقاء في الدنيا لفرج ولا لبطن    . 
حدثنا أبو حامد بن جبلة  قال : ثنا محمد بن إسحاق  قال :ثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني  قال :ثنا العلاء بن عبد الجبار  قال : قال حزم  ، عن المغيرة بن حبيب  قال : اشتكى بطن  مالك بن دينار  ، فقيل له : لو عمل لك قلية فإنها تحبس البطن ، فقال : دعوني من طبكم ، اللهم إنك تعلم أني لا أريد البقاء في الدنيا لبطن ولا لفرج ، فلا تبقني في الدنيا    . 
حدثنا أبو حامد بن جبلة  قال : ثنا محمد بن إسحاق  قال :ثنا هارون بن عبد الله  قال :ثنا سيار  قال :ثنا جعفر  قال :سمعت المغيرة بن حبيب  أبا صالح  ختن  مالك بن دينار  يقول : يموت  مالك بن دينار  وأنا معه في الدار لا أدري ما عمله ، قال : فصليت معه العشاء الآخرة ، ثم جئت فلبست قطيفة في أطول ما يكون الليل ، قال : وجاء مالك  فقرب رغيفه فأكل ، ثم قام إلى آخر الصلاة ، فاستفتح ثم أخذ بلحيته ، فجعل يقول : إذا جمعت الأولين والآخرين فحرم شيبة  مالك بن دينار  على النار ، فوالله ما زال كذلك حتى غلبتني عيني ، ثم انتبهت فإذا هو على تلك الحال يقدم رجلا ويؤخر رجلا ويقول : يا رب إذا جمعت الأولين والآخرين فحرم شيبة  مالك بن دينار  على النار  ، فما زال كذلك حتى   [ ص: 362 ] طلع الفجر ، فقلت في نفسي : والله لئن خرج  مالك بن دينار  فرآني لا يبل لي عنده بالة أبدا ، قال : فجئت إلى المنزل وتركته   . 
حدثنا أبو حامد بن جبلة  قال : ثنا محمد بن إسحاق  قال :ثنا عبد الله بن أبي زياد  قال :ثنا سيار  قال : ثنا جعفر بن مالك بن دينار  قال : بلغنا أن بني إسرائيل  خرجوا إلى مخرج لهم ، فقيل لهم : يا بني إسرائيل  ، تدعونني بألسنتكم وقلوبكم بعيدة عني ، باطل ما تذهبون    . 
حدثنا أبو محمد بن حيان  قال : ثنا أحمد بن محمد بن مصقلة  قال :ثنا إبراهيم بن الجنيد  قال :ثنا  إبراهيم بن بشار  قال :سمعت  سفيان بن عيينة  يقول : قال  مالك بن دينار    : أشهدكم أن بعيني شبكورا  ، يعني بالشبكور الذي لا يبصر بالليل   . 
حدثنا أبو بكر الطلحي  قال : ثنا الحسين بن جعفر القتات  قال :ثنا عبد الله بن أبي زياد  قال :ثنا سيار  قال :ثنا جعفر  قال : سمعت  مالك بن دينار  يقول : قرأت في الحكمة أن الله يبغض كل حبر سمين    . 
حدثنا محمد بن أحمد بن محمد  قال :ثنا محمد بن سهل بن الصباح  قال :ثنا أحمد بن الفرات  قال :ثنا سيار أبو سلمة  قال :ثنا جعفر بن سليمان  قال : سمعت  مالك بن دينار  يقول : أتدرون كيف ينبت البر ؟  كرجل غرز عودا فإن مر صبي فنتفها ذهب أصلها ، وإن مرت بها شاة أكلتها ذهب أصلها ، ويوشك إن سقي وتعوهد أن يكون له ظل يستظل به وثمرة يؤكل منها ، كذلك كلام العالم دواء للخاطئين   . 
حدثنا أحمد بن جعفر  قال :ثنا عبد الله بن أحمد  قال :حدثني أبي قال :ثنا سيار  قال :ثنا جعفر  قال : سمعت مالكا  يقول : كم من رجل يحب أن يلقى أخاه ويزوره ، فيمنعه من ذلك الشغل والأمر يعرض له  ، عسى الله أن يجمع بينهما في دار لا فرقة فيها ، ثم يقول مالك    : وأنا أسأل الله أن يجمع بيننا وبينكم في ظل طوبى ومستراح العابدين   . 
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر  قال :ثنا أحمد بن الحسين  قال :ثنا أحمد بن إبراهيم  قال :ثنا وهب بن محمد البناني  قال :ثنا جعفر بن سليمان  قال : سمعت مالكا  يقول : قال رجل من أصحاب النبي عليه السلام : أرأيتم نفسا إن أنا   [ ص: 363 ] أكرمتها ونعمتها وفتقتها ذمتني غدا قدام الله  ، وإن أنا أتعبتها وأرهقتها وأنصبتها مدحتني غدا قدام الله ، يعني نفسه . قال : وسمعت مالكا  ، يقول ذات يوم وذكر الصالحين فقال : إذا ذكر الصالحون فأف لي وتف . قال : وسمعت مالكا  يقول : إن القلب المحب لله يحب النصب لله عز وجل   . 
حدثنا محمد بن علي  قال :ثنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام  قال :ثنا أبو عمير عيسى بن محمد  قال :ثنا ضمرة  ، عن ابن شوذب  قال : سمعت  مالك بن دينار  يقول : يقولون : الجهاد ، أنا من نفسي في جهاد    . 
حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن حمزة  ومحمد بن علي بن حبيش  ، قالا : ثنا أحمد بن يحيى  قال :ثنا  يحيى بن معين  قال :ثنا سعيد بن عامر  قال :ثنا جعفر بن سليمان  قال : قال  مالك بن دينار    : اصطلحنا على حب الدنيا ، فلا يأمر بعضنا بعضا  ، ولا ينهى بعضنا بعضا ، ولا يزرنا الله على هذا ، فليت شعري أي عذاب الله ينزل ؟ 
حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد  قال :ثنا يحيى بن مطرف  قال :ثنا أبو ظفر  قال :ثنا جعفر بن سليمان  ، عن  مالك بن دينار  قال : إن من الناس ناسا إذا لقوا القراء ضربوا معهم بسهم  ، وإذا لقوا الجبابرة وأبناء الدنيا أخذوا معهم بسهم ، فكونوا من قراء الرحمن بارك الله فيكم   . 
حدثنا الحسين بن محمد بن العباس الفقيه الأيلي  قال :ثنا أحمد بن محمد الدلال  قال :ثنا أبو حاتم  قال :ثنا هدبة  قال :ثنا حزم  قال : سمعت  مالك بن دينار  يقول : إنكم في زمان أشهب  ، لا يبصر زمانكم إلا البصير ، إنكم في زمان كثير تفاخرهم ، قد انتفخت ألسنتهم في أفواههم  ، وطلبوا الدنيا بعمل الآخرة ، فاحذروهم على أنفسكم لا يوقعونكم في شباكهم   . 
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان  قال :ثنا  أبو العباس السراج  قال :ثنا هارون بن عبد الله  قال :ثنا سيار  قال :ثنا جعفر  قال : سمعت  مالك بن دينار  يقول : إن البدن إذا سقم لم ينجع فيه طعام ولا شراب ولا نوم ولا راحة ، وكذلك القلب إذا علقه حب الدنيا لم تنجع فيه الموعظة    . 
 [ ص: 364 ] حدثنا أحمد بن محمد  قال :ثنا  أبو العباس السراج  قال :ثنا هارون بن عبد الله  قال :ثنا سيار  قال :ثنا جعفر  قال : سمعت  مالك بن دينار  يقول : لو أني أعلم أن قلبي يصلح على كناسة لجلست عليها    . 
حدثنا أحمد بن محمد  قال :ثنا أبو العباس  قال :ثنا هارون  قال :ثنا سيار  قال :ثنا جعفر  قال : سمعت مالكا  يقول : إن لله تعالى عقوبات ، فتعاهدوهن من أنفسكم في القلب والأبدان    : ضنكا في المعيشة ووهنا في العبادة ، وسخطة في الرزق   . 
حدثنا أبو حامد بن جبلة  قال : ثنا محمد بن إسحاق  قال :ثنا علي بن مسلم  قال :ثنا سيار  قال :ثنا جعفر بن سليمان  قال : سمعت  مالك بن دينار  يقول : اتقوا السحارة ، فإنها تسحر قلوب العلماء ، يعني الدنيا    . 
حدثنا أبو حامد بن جبلة  قال : ثنا محمد بن إسحاق  قال :ثنا هارون  قال :ثنا سيار  قال :ثنا جعفر بن سليمان  قال : ثنا  مالك بن دينار  قال : قال موسى  عليه السلام : يا رب أين أبغيك ؟ قال : ابغني عند المنكسرة قلوبهم    . 
حدثنا أبو بكر بن مالك  قال : ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  قال :حدثني علي بن مسلم  قال :ثنا سيار  قال : الحارث بن نبهان الجرمي  قال : قدمت من مكة  ، فأهديت إلى  مالك بن دينار  ركوة قال : فكانت عنده قال : فجئت يوما فجلست في مجلسه ، فقال لي : يا حارث  تعال خذ تلك الركوة فقد شغلت علي قلبي ، فقال لي : يا حارث  ، إني إذا دخلت المسجد جاءني الشيطان فقال : يا مالك  ، إن الركوة قد سرقت ، فقد شغلت علي قلبي    . 
حدثنا أبو محمد بن حيان  قال : ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا  قال :ثنا علي بن قرين  قال :ثنا جعفر بن سليمان  قال : سمعت  مالك بن دينار  يقول : من تباعد من زهرة الحياة الدنيا ، فذلك الغالب لهواه  ، ومن فرح بمدح الباطل فقد أمكن الشيطان من دخول قلبه ، يا قارئ أنت قارئ ، ينبغي للقارئ أن يكون عليه دارعة صوف وعصا راع ، يفر من الله إلى الله عز وجل ، ويحوش العباد على الله تعالى   . 
 [ ص: 365 ] حدثنا أبو بكر بن مالك  قال : ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  قال :حدثني أبو عبد الله محمد بن كليب  قال :ثنا يوسف بن عطية  ، عن  مالك بن دينار  قال : رأيت جبلا عليه راهب ، فناديت ، فقلت : يا راهب أفدني شيئا مما تزهدني به في الدنيا ، قال : أولست صاحب قرآن وفرقان ، قلت : بلى ، ولكن أحب أن تفيدني من عندك شيئا أزهد به في الدنيا ، قال : إن استطعت أن تجعل بينك وبين الشهوات حائطا من حديد فافعل    . 
حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد  قال :ثنا عبيد بن الحسن    . وحدثنا  عبيد الله بن سليمان  قال :ثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث  ، قالا : ثنا سليمان بن داود  قال :ثنا جعفر بن سليمان  قال : سمعت  مالك بن دينار  يقول : من غلب شهوة الحياة الدنيا فذلك الذي يفرق الشيطان من ظله    . 
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر  قال :ثنا أحمد بن الحسين  قال :ثنا أحمد بن إبراهيم  قال : حدثني الهيثم بن معاوية  قال :حدثني شيخ لي قال : كان رجل من الأغنياء بالبصرة  وكانت له ابنة نفيسة فائقة الجمال ، فقال لها أبوها : قد خطبك بنو هاشم  والعرب والموالي فأبيت ، أراك تريدين  مالك بن دينار  وأصحابه ؟ فقالت : هو والله غايتي ، فقال الأب لأخ له : ائت  مالك بن دينار  فأخبره بمكان ابنتي وهواها له ، قال : فأتاه ، فقال له : فلان يقرئك السلام ويقول لك : إنك تعلم أني أكثر أهل هذه المدينة مالا ، وأفشاهم ضيعة ، ولي ابنة نفيسة ، وقد هويتك ، فشأنك وهي ، فقال مالك  للرجل : عجبا لك يا فلان ، أوما تعلم أني قد طلقت الدنيا ثلاثا ؟  
حدثنا أحمد بن جعفر  قال :ثنا عبد الله بن أحمد  قال :حدثني أبو عاصم عمران بن محمد الأنصاري  قال :ثنا أبو قتيبة  قال :ثنا الحسن بن أبي جعفر  قال : قيل لمالك بن دينار    : ألا تتزوج ؟ فقال : لو استطعت لطلقت نفسي   . 
حدثنا أحمد بن جعفر  قال :ثنا عبد الله بن أحمد  قال :ثنا هدبة  قال :ثنا سلام بن أبي مطيع  قال : دخلنا على  مالك بن دينار  ليلا وهو في بيت بغير سراج ، وفي يده رغيف بكدمه ، فقلنا : أبا يحيى  ألا سراج ، ألا شيء تضع عليه   [ ص: 366 ] خبزك ؟ فقال : دعوني فوالله إني لنادم على ما مضى    . 

 
				
 
						 
						

 
					 
					