حدثنا أبو بكر بن مالك  ، ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  ، ثنا أبي ، ثنا عبيد الله بن محمد  ، ثنا شيخ يكنى أبا زكريا مولى للقرشيين  ، عن بعض مشايخه قال : كانت ابنة عم عامر  يقال لها عبيدة  ترى ما يصنع بنفسه ، فتعالج له الثريد فتأتيه به ، فيخرج إلى أيتام الحي فيدعوهم فتقول : إنما عملتها لك بيدي لتأكلها ، فيقول : أليس إنما أردت أن تنفعيني ؟ قال : وكان يقول لها : يا عبيدة  تعزي عن الدنيا بالقرآن ، فإنه من لم يتعز بالقرآن عن الدنيا  تقطعت نفسه على الدنيا حسرات   . 
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان  ، ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  ، حدثني أبي ، ثنا عبيد الله بن محمد  ، ثنا  عبد العزيز بن مسلم  ، عن حرب  ، عن الحسن  ، قال : كان لعامر بن عبد الله بن عبد قيس  مجلس في المسجد ، فتركه حتى ظننا أنه قد ضارع أصحاب الأهواء ، فأتيناه فقلنا له : كان لك مجلس في المسجد فتركته ؟ قال : إنه لمجلس كثير اللغط والتخليط ، قال : فأيقنا أنه قد ضارع أصحاب الأهواء ، فقلنا : ما تقول فيهم ؟ قال : وما عسى أن أقول فيهم ، رأيت نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وصحبتهم فحدثونا أن أصفى الناس إيمانا يوم القيامة  أشدهم محاسبة في الدنيا ، وأن أشد الناس فرحا في الدنيا أشدهم حزنا يوم القيامة  ، وأن أكثر الناس ضحكا في الدنيا أكثرهم بكاء يوم القيامة ، وحدثونا أن الله تعالى فرض فرائض ، وسن سننا ، وحد حدودا ، فمن عمل بفرائض الله وسننه واجتنب حدوده دخل الجنة بغير حساب ، ومن عمل بفرائض الله وسننه وركب حدوده ثم تاب استقبل الشدائد والزلازل والأهوال ثم يدخل الجنة ، ومن عمل بفرائض الله وسننه وركب حدوده ثم مات مصرا على ذلك لقي الله مسلما إن شاء غفر له وإن شاء عذبه   . 
قال الشيخ رحمه الله : كذا رواه عامر  موقوفا ، وهذه الألفاظ رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعة من غير جهة من حديث  أبي الدرداء   [ ص: 94 ] وأبي ثعلبة  ، وأبي  عبادة بن الصامت  وغيرهم . 


						
						
