حدثنا محمد بن علي بن حبيش  ، ثنا موسى بن هارون الحافظ  ، ثنا أبو الربيع  ،  وداود بن رشيد  ، قالا : ثنا بقية  ، ثنا بجير بن سعيد  ، عن  خالد بن معدان  ، حدثني يزيد بن مرثد الهمداني أبو عثمان  ، عن  أبي الدرداء  رضي الله تعالى عنه أنه كان يقول : ذروة الإيمان الصبر للحكم والرضى بالقدر  ، والإخلاص في التوكل ، والاستسلام للرب عز وجل   . 
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن  ، ثنا  بشر بن موسى  ، ثنا عبد الله بن صالح  ، ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي  ، قال : بلغني أن أبا الدرداء  كتب إلى أخ له : أما بعد ، فلست في شيء من أمر الدنيا إلا وقد كان له أهل قبلك ، وهو صائر له أهل بعدك  ، وليس لك منه إلا ما قدمت لنفسك ، فآثرها على المصلح من ولدك ، فإنك تقدم على من لا يعذرك ، وتجمع لمن لا يحمدك ، وإنما تجمع لواحد من اثنين : إما عامل فيه بطاعة الله فيسعد بما شقيت به ، وإما عامل فيه بمعصية الله فتشقى بما جمعت له ، وليس والله واحد منهما بأهل أن تبرد له على ظهرك ، ولا تؤثره على نفسك ، ارج لمن مضى منهم رحمة الله ، وثق لمن بقي منهم رزق الله ، والسلام . 
حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك  ، ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  ، حدثني أبي ، ثنا  الوليد بن مسلم  ، ثنا  صفوان بن عمرو  ، حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير  ، عن أبيه ، قال الوليد    : وحدثنا ثور  ، عن  خالد بن معدان  ، عن  جبير بن نفير  ، قال : لما فتحت قبرص  فرق بين أهلها فبكى بعضهم إلى بعض ،   [ ص: 217 ] ورأيت أبا الدرداء  جالسا وحده يبكي . فقلت : يا أبا الدرداء  ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله ؟ قال : ويحك يا جبير ، ما أهون الخلق على الله إذا هم تركوا أمره  ، بينا هي أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى   . 
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان  ، ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  ، حدثني أبي ، ثنا الوليد بن جابر  ، عن إسماعيل بن عبيد الله  ، عن  أم الدرداء  أن أبا الدرداء  لما احتضر جعل يقول : من يعمل لمثل يومي هذا ؟  من يعمل لمثل ساعتي هذه ؟ من يعمل لمثل مضجعي هذا ؟ ثم يقول : ( ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة    )   . 
حدثنا أبو بكر بن مالك  ، ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  ، حدثني أبي ، ثنا معمر بن سليمان الرقي  ، ثنا فرات بن سليمان  أن أبا الدرداء  كان يقول : ويل لكل جماع فاغر فاه كأنه مجنون  ، يرى ما عند الناس ولا يرى ما عنده ، ولو يستطيع لوصل الليل بالنهار ، ويله من حساب غليظ وعذاب شديد   . 
حدثنا عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن  ، ثنا  إبراهيم بن إسحاق الحربي  ، ثنا  الهيثم بن خارجة  ، ثنا  إسماعيل بن عياش  ، عن شرحبيل  أن أبا الدرداء  كان إذا رأى جنازة ، قال : اغدوا فإنا رائحون  ، أو : روحوا فإنا غادون ، موعظة بليغة وغفلة سريعة ، كفى بالموت واعظا ، يذهب الأول فالأول ، ويبقى الآخر لا حلم له   . 
حدثنا عبد الرحمن بن العباس  ، ثنا  إبراهيم الحربي  ، ثنا علي بن الجعد  ، أخبرنا شعبة  ، عن معاوية بن قرة  ، قال : قال  أبو الدرداء    : ثلاث أحبهن ويكرههن الناس : الفقر والمرض والموت    . 
حدثنا عبد الرحمن بن العباس  ، ثنا  إبراهيم الحربي  ، ثنا علي بن الجعد  ، أخبرنا شعبة  ، عن عمرو بن مرة  ، عن شيخ ، عن  أبي الدرداء  ، قال : أحب الموت اشتياقا إلى ربي  ، وأحب الفقر تواضعا لربي ، وأحب المرض تكفيرا لخطيئتي   . 
حدثنا أبي ، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن  ، ثنا أبو الربيع الرشديني  ، ثنا ابن وهب  ، أخبرني يحيى بن أيوب  ، عن خالد بن يزيد  ، عن  سعيد بن أبي هلال  أن أبا الدرداء  كان يقول : يا معشر أهل دمشق  ألا تستحيون ؟ تجمعون ما لا تأكلون وتبنون ما لا تسكنون وتأملون ما لا تبلغون  ، قد كان القرون من قبلكم يجمعون فيوعون ويأملون   [ ص: 218 ] فيطيلون ويبنون فيوثقون ، فأصبح جمعهم بورا وأملهم غرورا وبيوتهم قبورا ، هذه عاد قد ملأت ما بين عدن إلى عمان أموالا وأولادا ، فمن يشتري مني تركة آل عاد بدرهمين ؟   . 
حدثنا أبي - رحمه الله - ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن  ، ثنا أبو الربيع الرشديني  ، ثنا ابن وهب  ، ثنا يحيى بن أيوب  ، عن عمرو بن عياش  ، عن  صفوان بن عمرو  أن أبا الدرداء  كان يقول : يا معشر أهل الأموال بردوا على جلودكم من أموالكم قبل أن نكون وإياكم فيها سواء  ، ليس إلا أن تنظروا فيها وننظر فيها معكم   . 
وقال  أبو الدرداء    : وإني أخاف عليكم شهوة خفية في نعمة ملهية ، وذلك حين تشبعون من الطعام وتجوعون من العلم   . 
وقال  أبو الدرداء    : إن خيركم الذي يقول لصاحبه : اذهب بنا نصوم قبل أن نموت  ، وإن شراركم الذي يقول لصاحبه : اذهب بنا نأكل ونشرب ونلهو قبل أن نموت   . 
ومر  أبو الدرداء  على قوم وهم يبنون ، فقال  أبو الدرداء    : تجددون الدنيا والله يريد خرابها  والله غالب على ما أراد   . 
حدثنا أبو محمد بن حيان  ، ثنا أبو يحيى الرازي  ، ثنا هناد بن السري  ، ثنا وكيع  ، عن  أسامة بن زيد  ، عن مكحول  ، قال : كان  أبو الدرداء  يتتبع الخرب . ويقول : يا خرب الخربين أين أهلك الأولون ؟    . 
حدثنا حبيب بن الحسن  ، ثنا عمر بن حفص السدوسي  ، ثنا عاصم بن علي  ، ثنا أبو هلال  ، ثنا معاوية بن قرة  أن أبا الدرداء  اشتكى فدخل عليه أصحابه ، فقالوا : ما تشتكي يا أبا الدرداء  ؟ قال : أشتكي ذنوبي  ، قالوا : فما تشتهي ؟ قال : أشتهي الجنة ، قالوا : أفلا ندعو لك طبيبا ؟ قال : هو الذي أضجعني   . 
حدثنا عبد الله بن محمد  ، ثنا محمد بن شبل  ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة  ، ثنا محمد بن بشر  ، ثنا مسعر  ، عن عون بن عبد الله  ، عن  أبي الدرداء  رضي الله تعالى عنه ، قال : من يتفقد يفقد ، ومن لا يعد الصبر لفواجع الأمور يعجز  ، إن قارضت الناس قارضوك وإن تركتهم لم يتركوك . قال : فما تأمرني ؟ قال : اقرض من عرضك ليوم فقرك   . 
حدثنا محمد بن علي بن حبيش  ، ثنا إسماعيل بن إسحاق السراج  ، ثنا  داود بن رشيد  ، ثنا الوليد  ، عن سعيد بن عبد العزيز  ، قال : قيل  لأبي الدرداء    : ادع الله لنا ، قال :   [ ص: 219 ] لا أحسن السباحة وأخاف الغرق    . 
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر  ، ثنا محمد بن عبد الله بن رستة  ، ثنا  شيبان بن فروخ  ، ثنا  أبو الأشهب  ، عن الحسن  ، قال : كان  أبو الدرداء  ، يقول : إن مما أخشى عليكم زلة العالم ، وجدال منافق بالقرآن  ، والقرآن حق ، وعلى القرآن منار كمنار الطريق . ومن لم يكن غنيا من الدنيا فلا دنيا له   . 
حدثنا أحمد بن إسحاق  ، ثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث  ، ثنا محمود بن خالد  ، ثنا عمرو بن عبد الواحد  ، عن  الأوزاعي  ، عن  بلال بن سعد  أنه سمعه يقول : كان  أبو الدرداء  يقول : اللهم إني أعوذ بك من تفرقة القلب  ، قيل : وما تفرقة القلب ؟ قال : أن يوضع لي في كل واد مال   . 
حدثنا محمد بن علي بن حبيش  ، ثنا إسحاق بن سلمة  ، ثنا  أبو هشام الرفاعي  ، ثنا  عبد الرحمن بن مهدي  ، ثنا معاوية بن صالح  ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير  ، عن أبيه ، عن  أبي الدرداء  رضي الله تعالى عنه ، قال : إن الذين ألسنتهم رطبة بذكر الله عز وجل يدخل أحدهم الجنة وهو يضحك    . 
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان  ، ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  ، حدثني أبي ، ثنا  عبد الرحمن بن مهدي  ، عن سفيان  ، عن منصور  ، عن  سالم بن أبي الجعد  ، قال : قيل  لأبي الدرداء    : إن أبا سعد بن منبه  أعتق مائة محرر ، فقال : إن مائة محرر من مال رجل لكثير ، وإن شئت أنبأتك بما هو أفضل من ذلك ، إيمان ملزوم بالليل والنهار ، ولا يزال لسانك رطبا من ذكر الله عز وجل    . 
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان  ، ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  ، حدثني أبي ، ثنا  عبد الرحمن بن مهدي  ، ثنا شعبة  ، عن عمران القصير  ، قال : سمعت أبا رجاء  ، يقول : قال  أبو الدرداء    : لأن أكبر الله مائة مرة أحب إلي من أن أتصدق بمائة دينار    . 
حدثنا عبد الله بن محمد  ، ثنا محمد بن أبي سهل  ، ثنا عبد الله بن محمد العبسي  ، ثنا أبو أسامة  ، عن  عبد الحميد بن جعفر  ، حدثني صالح بن أبي عريب  ، عن  كثير بن مرة الحضرمي  ، قال : سمعت أبا الدرداء  ، يقول : ألا أخبركم بخير أعمالكم وأحبها إلى مليككم وأنماها في درجاتكم  ، خير من أن تغزوا عدوكم فيضربوا رقابكم وتضربوا رقابهم ، خير من إعطاء الدراهم والدنانير ؟ قالوا : وما هو يا أبا الدرداء  ؟ قال : ذكر الله ، وذكر الله أكبر   . 
حدثنا أبو بكر   [ ص: 220 ] بن مالك  ، ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  ، ثنا أبو عبد الله محمد بن سالم الطائفي    - من كتابه - ثنا فرج بن فضالة  ، عن أسيد بن وداعة  ، عن  أبي الدرداء  ، قال : ما في المؤمن بضعة أحب إلى الله عز وجل من لسانه  ، به يدخله الجنة . وما في الكافر بضعة أبغض إلى الله عز وجل من لسانه ، به يدخله النار   . 
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر  في جماعة ، قالوا : ثنا محمد بن نصير  ، ثنا  إسماعيل بن عمرو  ، ثنا  مالك بن مغول    - أراه عن  عبد الملك بن عمير    - قال : قال  أبو الدرداء    : من أكثر ذكر الموت قل فرحه وقل حسده    . 
حدثنا عبد الرحمن بن العباس  ، ثنا  إبراهيم بن إسحاق الحربي  ، ثنا  عبد الله بن عمر  ، ثنا ابن خراش  ، عن العوام  ، عن إبراهيم التيمي  ، عن  أبي الدرداء  رضي الله عنه قال : من أكثر ذكر الموت قل فرحه وقل حسده    . 
حدثنا عبد الرحمن بن العباس  ، ثنا  إبراهيم الحربي  ، ثنا عبد الله بن عمر أبو أسامة  ، عن عبد الرحمن بن يزيد  ، حدثني إسماعيل بن عبيد الله  أن أبا الدرداء  كان يقول : اللهم توفني مع الأبرار ، ولا تبقني مع الأشرار    . 
حدثنا إبراهيم بن عبد الله  ، ثنا محمد بن إسحاق  ، ثنا  قتيبة بن سعيد  ، ثنا الفرج بن فضالة  ، عن لقمان بن عامر  ، عن  أبي الدرداء  رضي الله تعالى عنه أنه كان يقول : اللهم لا تبتليني بعمل سوء ، فأدعى به رجل سوء    . 
حدثنا عبد الله بن محمد  ، ثنا محمد بن شبل  ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة  ، ثنا  يزيد بن هارون  ، أخبرنا يحيى بن سعيد  ، عن أبي بكر بن محمد  أن أبا عون  أخبره أن أبا الدرداء  كان يقول : ما بت ليلة فأصبحت لم يرمني الناس فيها بداهية إلا رأيت أن علي من الله تعالى فيه نعمة    . 
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان  ، ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  ، حدثني أبي ، ثنا يحيى بن سعيد  ، عن عبد الرحمن بن عمار  ، قال : سمعت أبا بكر بن محمد  يحدث يحيى بن سعيد  ، عن خلاد بن السائب    - أو السائب بن خلاد    - قال : قال  أبو الدرداء    : ما بت ليلة سلمت فيها لم أرم فيها بداهية ، ولا أصبحت يوما سلمت فيه لم أرم فيه بداهية ،   [ ص: 221 ] إلا عوفيت عافية عظيمة    . 
حدثنا عبد الله بن محمد  ، ثنا محمد بن أبي سهل  ، ثنا عبد الله بن محمد العبسي  ، ثنا  محمد بن فضيل  ، عن حصين  ، عن  سالم بن أبي الجعد  ، عن  أبي الدرداء  رضي الله تعالى عنه ، قال : ما لي أراكم تحرصون على ما تكفل لكم به ، وتضيعون ما وكلتم به  ، لأنا أعلم بشراركم من البيطار بالخيل ، هم الذين لا يأتون الصلاة إلا دبرا ولا يسمعون القرآن إلا هجرا ولا يعتق محرروهم   . 
حدثنا أبي - رحمه الله - ثنا أحمد بن محمد بن الحسن  ، ثنا الربيع بن ثعلب  ، ثنا فرج بن فضالة  ، عن لقمان بن عامر  ، عن  أبي الدرداء  رضي الله تعالى عنه ، قال : إياكم ودعوة المظلوم ودعوة اليتيم ، فإنهما تسريان بالليل والناس نيام    . 
حدثنا أبو بكر بن مالك  ، ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  ، حدثني أبي ، وجرير  ، عن منصور  ، عن أبي وائل  ، قال : قال  أبو الدرداء  رضي الله تعالى عنه : إن أبغض الناس إلي أن أظلمه من لا يستعين علي إلا بالله عز وجل    . 
حدثنا إبراهيم بن عبد الله  ، ثنا محمد بن إسحاق  ، ثنا  قتيبة بن سعيد  ، ثنا  بكر بن مضر  ، عن عبيد الله بن زحر  ، عن الهيثم بن خالد  ، عن سليم بن عتر  ، قال : لقينا كريب بن أبرهة  راكبا ووراءه غلام له ، فقال : سمعت أبا الدرداء  يقول : لا يزال العبد يزداد من الله تعالى بعدا كلما مشي خلفه    . 
حدثنا أبو بكر بن مالك  ، ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  ، حدثني أبي ، ثنا  الوليد بن مسلم  ، عن ابن جابر  ، أن أبا الدرداء  كان إذا سمع المتهجدين بالقرآن يقول : بأبي النواحون على أنفسهم قبل يوم القيامة  ، وتندى قلوبهم بذكر الله - أو : لذكر الله - عز وجل   . 
رواه  الهيثم بن خارجة  ، عن الوليد  ، عن ابن جابر  ، عن عطاء بن مرة  ، عن  أبي الدرداء  مثله . 
حدثنا عبد الله بن محمد  ، ثنا محمد بن شبل  ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة  ، ثنا محمد بن بشر  ، ثنا شيخ منا يقال له الحكم بن فضيل  ، عن زيد بن أسلم  ، قال : قال  أبو الدرداء    : التمسوا الخير دهركم كله ، وتعرضوا لنفحات الله  ، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده ، وسلوا الله أن يستر عوراتكم ويؤمن روعاتكم   . 
حدثنا أبي ، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن  ، ثنا أحمد بن سعيد  ، ثنا ابن وهب  ، أخبرني   [ ص: 222 ]  عمرو بن الحارث  أن أباه حدثه عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير  ، أن رجلا قال  لأبي الدرداء    : علمني كلمة ينفعني الله عز وجل بها ، قال : وثنتين وثلاثا وأربعا وخمسا ، من عمل بهن كان ثوابه على الله عز وجل الدرجات العلا ، قال : لا تأكل إلا طيبا ، ولا تكسب إلا طيبا  ، ولا تدخل بيتك إلا طيبا ، وسل الله عز وجل يرزقك يوما بيوم ، وإذا أصبحت فاعدد نفسك من الأموات فكأنك قد لحقت بهم ، وهب عرضك الله عز وجل ، فمن سبك أو شتمك أو قاتلك فدعه لله عز وجل ، وإذا أسأت فاستغفر الله عز وجل   . 
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر  ، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن  ، ثنا  عبد الجبار بن العلاء  ، ثنا سفيان  ، عن خلف بن حوشب  ، قال : قال  أبو الدرداء  رضي الله تعالى عنه : إنا لنكشر في وجوه أقوام وإن قلوبنا لتلعنهم    . 
حدثنا أبي ، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن  ، ثنا أحمد بن سعيد  ، ثنا ابن وهب  ، أخبرني  ابن لهيعة  ، عن  بكر بن سوادة  ، عن خالد بن حدير الأسلمي    : أنه دخل على  أبي الدرداء  وتحته فراش من جلد أو صوف ، وعليه كساء صوف وسبتية صوف  ، وهو وجع وقد عرق ، فقال : لو شئت كسيت فراشك بورق وكساء مرعزي مما يبعث به أمير المؤمنين ؟ قال : إن لنا دارا وإنا لنظعن إليها ولها نعمل   . 
حدثنا محمد بن معمر  ، ثنا  أبو شعيب الحراني  ، ثنا يحيى بن عبد الله  ، ثنا  الأوزاعي  ، عن  حسان بن عطية  أن أصحابا  لأبي الدرداء  رضي الله تعالى عنه تضيفوه فضيفهم ، فمنهم من بات على لبدة ومنهم من بات على ثيابه كما هو . فلما أصبح غدا عليهم فعرف ذلك منهم ، فقال : إن لنا دارا لها نجمع وإليها نرجع    . 
حدثنا سليمان بن أحمد  ، ثنا  أحمد بن مسعود  ، ثنا محمد بن كثير  ، ثنا  الأوزاعي  ، عن حسان  ، قال : قال  أبو الدرداء  رضي الله تعالى عنه لأهل دمشق    : أرضيتم بأن شبعتم من خبز البر عاما فعاما ، لا يذكر الله تعالى في ناديكم  ؟ ما بال علمائكم يذهبون وجهالكم لا يتعلمون ، لو شاء علماؤكم لازدادوا ، ولو التمسه جهالكم لوجدوه ، خذوا الذي لكم بالذي عليكم ، فوالذي نفسي بيده ما هلكت أمة إلا باتباعها هواها وتزكيتها أنفسها   . 
حدثنا أحمد بن بندار  ، ثنا أبو بكر بن أبي داود  ، ثنا  علي بن خشرم  ، ثنا   [ ص: 223 ]  عيسى بن يونس  ، ثنا  الأوزاعي  ، عن  حسان بن عطية  ، قال : أبصر  أبو الدرداء  رضي الله تعالى عنه رجلا قد زوق ابنه ، فقال : زوقوهم بما شئتم ، فذاك أغوى لهم   . 
حدثنا أحمد بن بندار  ، ثنا أبو بكر بن أبي داود  ، ثنا محمود بن خالد  ، ثنا عمر بن عبد الواحد  ، عن  الأوزاعي  ، قال : سمعت  حسان بن عطية  يقول : شكى رجل إلى  أبي الدرداء  رضي الله تعالى عنه أخاه ، فقال : سينصرك الله عز وجل عليه    . فوفد إلى معاوية  فأجازه بمائة دينار . فقال له  أبو الدرداء    : هل علمت أن الله قد نصرك على أخيك ؟ وفد على معاوية  فأجازه بمائة دينار ، وولد له غلام   . 
حدثنا أبو محمد بن حيان  ، ثنا علي بن إسحاق  ، ثنا حسين المروزي  ، ثنا ابن المبارك  ، أخبرنا رجل من الأنصار ، عن يونس بن سيف  ، ثنا أبو كبشة السلولي  ، قال : سمعت أبا الدرداء  رضي الله تعالى عنه ، يقول : إن من شر الناس عند الله عز وجل منزلة يوم القيامة عالما لا ينتفع بعلمه    . 
حدثنا أحمد بن إسحاق  ، ثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث  ، ثنا  علي بن خشرم  ، ثنا  عيسى بن يونس  ، عن  الأوزاعي  ، عن  حسان بن عطية  ، أن أبا الدرداء  كان يقول : اللهم إني أعوذ بك أن تلعنني قلوب العلماء    . قيل : وكيف تلعنك قلوبهم ؟ قال : تكرهني   . 
حدثنا أبو محمد بن حيان  ، ثنا علي بن إسحاق  ، ثنا حسين المروزي  ، ثنا ابن المبارك  ، ثنا خلف الأنصاري  ، عن يونس بن سيف  ، قال : حدثني أبو كبشة السلولي  ، قال : سمعت أبا الدرداء  يقول : إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة عالما لا ينتفع بعلمه    . 
حدثنا أبو بكر بن مالك  ، ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  ، ثنا الحسن بن عبد العزيز المصري  ، ثنا  أيوب بن سويد  ، عن ابن جابر  ، حدثني عمير بن هانئ  ، أن أبا الدرداء  رضي الله تعالى عنه كان يقول : ويل لمن كذب وعق ، ونقض العهد الموثق  ، فما بر ولا صدق   . 
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر  ، ثنا علي بن إسحاق  ، ثنا الحسين  ، ثنا الحسن  ، ثنا  عبد الله بن المبارك  ، ثنا  عبد الرحمن بن يزيد بن جابر  ، حدثني أبو عبد الله  ، عن  أبي الدرداء  رضي الله تعالى عنه ، قال : لا تزال نفس أحدكم شابة في حب الشيء  ، ولو التقت ترقوتاه من الكبر ، إلا الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى ، وقليل ما هم   . 
حدثنا أبو بكر بن مالك  ، ثنا  عبد الله   [ ص: 224 ] بن أحمد بن حنبل  حدثني أبي ، ثنا عبد الله بن يزيد المقري  ، ثنا كهمس  ، عن عوف  ، عن رجل ، قال : قال  أبو الدرداء  رضي الله تعالى عنه : ثلاث من ملاك أمر ابن آدم : لا تشك مصيبتك ، ولا تحدث بوجعك  ، ولا تزك نفسك بلسانك   . 
حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن  ، ثنا أحمد بن يحيى الحلواني  ، ثنا سعيد بن سليمان  ، ثنا حفص  ، عن بيان  ، عن قيس  ، قال : كان  أبو الدرداء  إذا كتب إلى سلمان    - أو سلمان  كتب إلى  أبي الدرداء    - كتب إليه يذكره بآية الصحفة  ، قال : وكنا نتحدث أنه بينما هما يأكلان من الصحفة فسبحت الصحفة وما فيها   . 
حدثنا عبد الله بن محمد  ، ثنا محمد بن أبي سهل  ، ثنا عبد الله بن محمد العبسي  ، حدثني أبو أسامة  ، عن  الأعمش  ، عن عمرو بن مرة  ، عن أبي البختري  ، قال : بينا  أبو الدرداء  يوقد تحت قدر له ، وسلمان  رضي الله تعالى عنهما عنده ، إذ سمع  أبو الدرداء  في القدر صوتا  ، ثم ارتفع الصوت بتسبيح كهيئة صوت الصبي ، قال : ثم ندرت فانكفأت ثم رجعت إلى مكانها لم ينصب منها شيء ، فجعل  أبو الدرداء  ينادي يا سلمان  انظر إلى العجب ، انظر إلى ما لم تنظر إلى مثله أنت ولا أبوك ، فقال سلمان    : أما إنك لو سكت لسمعت من آيات الله الكبرى   . 
حدثنا عبد الله بن محمد  ، ثنا محمد بن شبل  ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة  ، ثنا  محمد بن فضيل  ، عن محمد بن سعد الأنصاري  ، حدثني عبد الله بن يزيد بن ربيعة الدمشقي  ، قال : قال  أبو الدرداء    : أدلجت ذات ليلة إلى المسجد ، فلما دخلت مررت على رجل ساجد وهو يقول : اللهم إني خائف مستجير فأجرني من عذابك  ، وسائل فقير فارزقني من فضلك ، لا مذنب فأعتذر ولا ذو قوة فأنتصر ، ولكن مذنب مستغفر ، قال : فأصبح  أبو الدرداء  يعلمهن أصحابه إعجابا بهن   . 
حدثنا إبراهيم بن عبد الله  ، ثنا محمد بن إسحاق  ، ثنا  قتيبة بن سعيد  ، ثنا الفرج بن فضالة  ، عن لقمان بن عامر  ، عن  أم الدرداء  ، أنها قالت : اللهم إن أبا الدرداء  خطبني فتزوجني في الدنيا ، اللهم فأنا أخطبه إليك وأسألك أن تزوجنيه في الجنة ، فقال لها  أبو الدرداء    : فإن أردت ذلك فكنت أنا الأول فلا تتزوجي بعدي .   [ ص: 225 ] قال : فمات  أبو الدرداء    - وكان لها جمال وحسن - فخطبها معاوية  ، فقالت : لا والله لا أتزوج زوجا في الدنيا حتى أتزوج أبا الدرداء    - إن شاء الله - في الجنة    . 
حدثنا سليمان بن أحمد  ، ثنا إسحاق بن إبراهيم  ، ثنا عبد الرزاق  ، عن معمر  ، عن أيوب ، عن أبي قلابة  ، أن أبا الدرداء  رضي الله تعالى عنه مر على رجل قد أصاب ذنبا فكانوا يسبونه  ، فقال : أرأيتم لو وجدتموه في قليب ألم تكونوا مستخرجيه ؟ قالوا : نعم ، قال : فلا تسبوا أخاكم واحمدوا الله الذي عافاكم ، قالوا : أفلا تبغضه ؟ قال : إنما أبغض عمله ، فإذا تركه فهو أخي   . 
وقال  أبو الدرداء  رضي الله تعالى عنه : ادع الله تعالى في يوم سرائك لعله أن يستجيب لك في يوم ضرائك    . 
قال الشيخ رحمه الله : وكان  أبو الدرداء  رضي الله تعالى عنه حكيما لبيبا  ، ونحريرا طبيبا . كلامه يكثر ومواعظه تغزر ، حكمه وعلومه لذوي الأدواء شفاء وللمتجردين والمتحبرين دفاء ، وكان إذا نظر سبر وإذا ذكر جبر ، لمفاخر الدنيا دافع ولمراتب العقبى جامع . كذا حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان  ، حدثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  ، ثنا أبو معمر  ، ثنا  سفيان بن عيينة  ، عن ابن أبي حسين  ، عن  ابن أبي مليكة  ، قال : سمعت  يزيد بن معاوية  ، يقول : كان والله  أبو الدرداء  من العلماء الحكماء  ، والذين يشفون من الداء   . 

 
				
 
						 
						

 
					 
					