[ ص: 181 ] حدثنا سليمان بن أحمد  ، ثنا أحمد بن محمد بن صدقة  ، قال : سمعت  هلال بن العلاء  يقول : شيئان لو لم يكونا في الدنيا لاحتاج الناس إليهما : محنة  أحمد بن حنبل  لولاها لصار الناس جهمية  ،  ومحمد بن إدريس الشافعي    ; فإنه فتح للناس الأقفال . 
حدثنا سليمان بن أحمد  ، ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  ، قال : سمعت  عباس بن محمد الدوري  يقول : سمعت  يحيى بن معين  يقول : ما رأيت مثل  أحمد بن حنبل    ; صحبناه خمسين سنة ما افتخر علينا بشيء مما كان فيه من الصلاح والخير    . 
حدثنا سليمان  ، ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  ، قال : كان أبي يصلي في كل يوم وليلة ثلاثمائة ركعة ، فلما مرض من تلك الأسواط أضعفته  ، فكان يصلي في كل يوم وليلة مائة وخمسين ركعة ، وكان قرب الثمانين . 
حدثنا سليمان  ، ثنا عبد الله بن أحمد  قال : كان أبي يقرأ في كل يوم سبعا يختم في كل سبعة أيام ، وكانت له ختمة في كل سبع ليال  ، سوى صلاة النهار ، وكان ساعة يصلي عشاء الآخرة ينام نومة خفيفة ثم يقوم إلى الصباح يصلي ويدعو . 
حدثنا أبو أحمد الغطريفي  ، ثنا  زكريا الساجي  ، حدثني محمد بن عبد الرحيم بن صالح الأزدي  ، حدثني إسحاق بن موسى الأنصاري  ، قال : دفع إلي المأمون  مالا أقسمه على أصحاب الحديث ; فإن فيهم ضعفاء ، فما بقي منهم أحد إلا أخذ ، إلا  أحمد بن حنبل  فإنه أبى    . 
حدثنا  الحسين بن محمد  ، قال : سمعت شاكر بن جعفر  يقول : سمعت ابن محمد بن يعقوب  يقول : جاءه يوما رسول من داره - يعني  أحمد بن حنبل    - يذكر له أن أبا عبد الرحمن  عليل واشتهى الزبد  ، فناول رجلا من أصحابه قطعة ، وقال : اشتر له بها زبدا ، فجاء به على ورق سلق ، فلما أن نظر إليه قال : من أين هذا الورق ؟ قال : أخذته من عند البقال . فقال : استأذنته في ذلك ؟ قال : لا ، قال : رده . 
حدثنا محمد بن جعفر  ، ثنا محمد بن إسماعيل بن أحمد  ، ثنا  صالح بن أحمد بن   [ ص: 182 ] حنبل  ، قال : كان أبي إذا دعا له رجل يقول : ليس يحرز المؤمن إلا حفرته ، الأعمال بخواتيمها    . وكنت أسمعه كثيرا يقول : اللهم سلم سلم . 
حدثنا محمد بن جعفر  ، ثنا محمد بن إسماعيل  ، ثنا صالح بن أحمد  ، قال : كان رجل يختلف مع خلف المخرمي  إلى عفان  ، يقال له أحمد بن الحكيم العطار  ، فختن بعض ولده ، فدعا يحيى   وأبا خيثمة  ، وجماعة من أصحاب الحديث ، وطلب أبي أن يحضر ، فمضوا ، ومضى أبي بعدهم ، وأنا معه ، فلما دخل أجلس في بيت ، ومعه جماعة من أصحاب الحديث ممن كان يختلف معه إلى عفان  ، فكان فيهم رجل يكنى بأبي بكر ، يعرف بالأحول  ، فقال له : يا أبا عبد الله  هاهنا آنية الفضة ، فالتفت فإذا كرسي ، فقام وخرج ، وتبعه من كان في البيت  ، وسأل من كان في الدار عن خروجه ، فأخبروا فتبعه منهم جماعة ، وأخبر الرجل ، فخرج ، فلحق أبي فحلف له أنه ما علم بذلك ، ولا أمر به . وجاء يطلب إليه ، فأبى ، وجاء الرجل عفان    : فقال له الرجل : يا أبا عثمان  اطلب إلى أبي عبد الله  يرجع ، فكلمه عفان  ، فأبى أن يرجع ، ونزل بالرجل أمر عظيم . 
حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن محمد بن عمر  ، ثنا أبو حفص عمر بن صالح الطرسوسي  قال : ذهبت أنا ويحيى الجلاء    - وكان يقال إنه من الأبدال - إلى أبي عبد الله  فسألته ، وكان إلى جنبه بوران  ، وزهير  ، وهارون الجمال  ، فقلت : رحمك الله يا أبا عبد الله  ، بم تلين القلوب ؟ فأبصر إلى أصحابه ، فغمزهم بعينه ، ثم أطرق ساعة ، ثم رفع رأسه فقال : يا بني بأكل الحلال    . فمررت كما أنا إلى أبي نصر بشر بن الحارث  ، فقلت له : يا أبا نصر  ، بم تلين القلوب قال : ألا بذكر الله تطمئن القلوب   قلت : فإني جئت من عند أبي عبد الله  فقال : هيه إيش قال لك أبو عبد الله  ؟ قلت : بأكل الحلال . فقال : جاء بالأصل . فمررت إلى عبد الوهاب بن أبي الحسن  فقلت : يا أبا الحسن  بم تلين القلوب ؟ قال : ألا بذكر الله تطمئن القلوب  قلت : فإني جئت من عند أبي عبد الله    . فاحمرت وجنتاه من الفرح وقال لي : إيش قال أبو عبد الله    . فقلت : قال : بأكل الحلال . فقال : جاءك بالجوهر . جاءك بالجوهر . الأصل كما قال ، الأصل كما قال . 
 [ ص: 183 ] حدثنا أبي ، ثنا أحمد  ، ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  ، قال : خرج أبي إلى طرسوس  ماشيا ، وخرج إلى اليمن  ماشيا ، وحج خمس حجج    ; ثلاثة منها ماشيا ، ولا يمكن لأحد أن يقول رأى أبي في هذه النواحي يوما إلا إذا خرج إلى الجمعة ، وكان أصبر الناس على الوحدة ، وبشر  رحمه الله ، فيما كان فيه ، لم يكن يصبر على الوحدة ، فكان يخرج إلى ذا ساعة ، وإلى ذا ساعة . 
حدثنا أبي ، ثنا أحمد  ، قال : سئل عبد الله بن أحمد    : عقل أبوك عند المعاينة ؟ فقال : نعم ، كنا نوصيه ، فكان يشير بيده  ، فقال صالح    : إيش يقول ؟ : فقلت : أهو ذا يقول : خللوا أصابعي فخللنا أصابعه ، ثم ترك الإشارة فمات من ساعته   . 
حدثنا أبي ، ثنا أحمد  ، ثنا عبد الله  ، قال : قال لي أبي رحمه الله في مرضه الذي توفي فيه ، وذكر في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين ومائتين - : أخرج كتاب  عبد الله بن إدريس  ، فأخرجت الكتاب ، فقال : أخرج أحاديث ليث  ، قال : قلت لطلحة    : إن طاوسا  كان يكره الأنين في المرض    . فما سمع له أنين حتى مات رحمه الله ، فقرأت الحديث على أبي فما سمعت أبي أن في مرضه ذلك إلى أن توفي رحمه الله . 
حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان  ، ثنا محمد بن عمرويه  ، قال : قال لي  عبد الله بن أحمد بن حنبل    : حضرت أبي الوفاة فجلست عنده ، وبيدي الخرقة ، وهو في النزع ; لأشد لحييه ، فكان يغرق حتى نظن أن قد قضي ، ثم يفيق ، ويقول : لا بعد لا بعد بيده ، ففعل هذا مرة ، وثانية ، فلما كان في الثالثة قلت له : يا أبت ، إيش هذا الذي قد لهجت به في هذا الوقت فقال لي : يا بني ما تدري ؟ فقلت : لا فقال : إبليس لعنه الله ، قام بحذائي عاضا على أنامله يقول : يا أحمد  فتني ، وأنا أقول : لا بعد . حتى أموت    . 
حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن محمد بن عمر  ، ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  ، قال : رأيت أبي حرج على النمل أن يخرجن من داره ، ثم رأيت النمل قد خرجن بعد ذلك نملا سوداء ، فلم أرهم بعد ذلك    . 
ورأيت أبي آخذا شعرة من شعر النبي صلى الله عليه وسلم فيضعها على فيه يقبلها  ، وأحسب أني رأيته يضعها على   [ ص: 184 ] عينيه ، ويغمسها في الماء ، ثم يشربه ، ثم يستشفي بها . ورأيته قد أخذ قصعة للنبي صلى الله عليه وسلم ، فغسلها في جب الماء ، ثم شرب فيها ، ورأيته غير مرة يشرب ماء زمزم  يستشفي به ، ويمسح به يديه ووجهه . 
قال : وسمعت أبي وذكر عنده الفقر فقال : الفقر مع الخير    . 
وسمعته يقول : وددت أني نجوت من هذا الأمر كفافا لا علي ولا لي . 
وسمعته يقول : تمنيت الموت ، وهذا أمر أشد علي من ذلك فتنة الدين  ، الضرب والحبس كنت أحمله في نفسي ، وهذا فتنة الدنيا . 
حدثنا سليمان بن أحمد  ، قال : سمعت  عبد الله بن أحمد بن حنبل  يقول : كنت جالسا عند أبي رحمه الله يوما فنظر إلى رجلي وهما لينتان ليس فيهما شقاق ، فقال لي : ما هذان الرجلان ، لم لا تمشي حافيا حتى تصير رجلين خشنتين . قال عبد الله    : وخرج إلى طرسوس  ماشيا على قدميه ، قال عبد الله    : وكان أبي أصبر الناس على الوحدة لم يره أحد إلا في مسجد ، أو حضور جنازة  ، أو عيادة مريض ، وكان يكره المشي في الأسواق . 
حدثنا سليمان بن أحمد  ، ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  ، حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي  ، قال : لما قدم ابن حنبل  مكة  من عند عبد الرزاق  رأيت به شحوبا  ، وقد تبين عليه أثر النصب والتعب ، فقلت : يا أبا عبد الله  ، لقد شققت على نفسك في خروجك إلى عبد الرزاق    . فقال : ما أهون المشقة فيما استفدنا من عبد الرزاق  ، كتبنا عنه حديث  الزهري  عن  سالم بن عبد الله  عن أبيه ، وحديث  الزهري  عن  سعيد بن المسيب  ، عن  أبي هريرة    . 
حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن محمد  ، قال : سمعت عبد الله بن أحمد  يقول : قال أبي رحمه الله : ما كتبنا عن عبد الرزاق  من حفظه شيئا إلا المجلس الأول ، وذلك أنا دخلنا بالليل فوجدناه في موضع جالسا فأملى علينا سبعين حديثا ، ثم التفت إلى القوم فقال : لولا هذا ما حدثتكم - يعني أبي - وجالس عبد الرزاق  معمرا  تسع سنين فكان يكتب عنه كل شيء ، يقول : قال عبد الله    : وكل من سمع من عبد الرزاق  بعد الثمانين فسماعه ضعيف  وسمع منه أبي قديما . 
 [ ص: 185 ] حدثنا سليمان بن أحمد  ، حدثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  ، قال : حدثني عثمان بن يحيى القرقساني  قال : كنا عند  سفيان بن عيينة  وكان في مجلسه زحمة شديدة فغشي على  أحمد بن حنبل  ، وكان أصابه حر الزحمة ، فقال رجل من أهل المجلس يقال له زكريا  ، وكان يخدم سفيان  ويحمله إلى المجلس ، فقال لسفيان    : تحدث وقد مات خير الناس  أحمد بن حنبل   ؟ فقال : هات ماء ، فأخرج من منزل سفيان  كوز ماء فقال : صبوه على أحمد  فلما أحس ببرودة الماء كشف عن وجهه واتقى الماء بيده وأفاق ، وقطع سفيان  الحديث وقام . 
حدثنا سليمان  ، ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  ، قال : كتب إلي الفتح بن خشرف  يذكر أنه سمع موسى بن حزام الترمذي    - بترمذ    - يقول : كنت أختلف إلى أبي سليمان الجرجاني  في كتب محمد بن الحسن  ، فاستقبلني  أحمد بن حنبل  عند الجسر ، فقال لي : إلى أين ؟ فقلت : إلى أبي سليمان    . فقال : العجب منكم تركتم إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة وأقبلتم على ثلاثة  ، إلى  أبي حنيفة  ، فقلت : كيف يا أبا عبد الله  ؟ قال  يزيد بن هارون    - بواسط    - يقول : حدثنا حميد    . عن أنس  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا يقول : حدثنا محمد بن الحسن  عن يعقوب  ، عن  أبي حنيفة  ، قال موسى بن حزام    : فوقع في قلبي قوله فاكتريت زورقا من ساعتي فانحدرت إلى واسط  ، فسمعت من  يزيد بن هارون    . 
حدثنا  الحسين بن محمد  ، ثنا أحمد بن محمد بن عمر  ، قال : أملى علي أبو العباس  محدثا قال : سمعت  أبا داود  يقول : رأيت في المنام كأن رجلا خرج من المقصورة - يعني مسجد طرسوس     - فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقتدوا بالذين من بعدي  أحمد بن حنبل  ورجل آخر نسيته . قال  أبو داود    : نسيته ، وكان خضرا ، ففسره على أبي داود  إنسان كان بطرسوس  فقال الخضر : مالك    . 
حدثنا  الحسين بن محمد  ، ثنا أحمد بن محمد  ، ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  ، قال : قال أبو نصر    : سمعت  عبد بن حميد  يقول : كنا في مسجد - أظنه ببغداد    -   [ ص: 186 ] وأصحاب الحديث يتذاكرون ، وأحمد  يومئذ شاب إلا أنه المنظور إليه من بينهم  ، فجاء أبو سعيد    - شيخ عندنا بلخي - فدنا من أبي عبد الله  ، فسأله عن شيء ، فأجابه فقلب الشيخ عليه الكلام ، وكان أحمد  قليل الكلام فلا يرد إلا أنه قال بيده اليمنى هكذا - أي تنح - ففطن بعض أصحابه أنه سأله عما لا يعنيه ، فأقبل أحمد  على أبي سعيد البلخي  ، فقال : يا هذا إنما مجلسنا مجلس مذاكرة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحديث أصحابه ، فأما الذي تريد أنت فعليك  بابن أبي دؤاد    . 
حدثنا  الحسين بن محمد  ، ثنا أبو الأسود عبد الرحمن بن الفيض  ، قال : سمعت إبراهيم بن محمد بن الحسن  يقول : أدخل  أحمد بن حنبل  على الخليفة - وكانوا هولوا عليه ، وقد كان ضرب عنق رجلين    - فنظر أحمد  إلى  أبي عبد الرحمن الشافعي  ، فقال : أي شيء تحفظ عن  الشافعي  في المسح ؟ فقال ابن أبي دؤاد  انظروا رجلا هو ذا يقدم لضرب عنقه يناظر في الفقه . 
حدثنا سليمان  ، ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  ، حدثني أحمد بن ثابت بن شبويه  ، فضيلة على  أحمد بن حنبل  ، للجهاد وفكاك الأسارى ، ولزوم الثغور ، فسألت أخي عبد الله بن أحمد  أيهما كان أرجح في نفسك ؟ فقال  أبو عبد الله : أحمد بن حنبل  فلم أقنع بقوله وأبيت إلا العجب بأبي أحمد بن شبويه  ، فأريت بعد سنة في منامي كأن شيخا حوله الناس يسمعون منه ويسألون فقعدت إليه فلما قام تبعته فقلت : أبا عبد الله  أخبرني أحمد بن حنبل بن محمد بن حنبل  ، وأحمد بن شبويه  أيهما عندك أفضل وأعلى ؟ فقال : سبحان الله : إن  أحمد بن حنبل  ابتلي فصبر وإن أحمد بن شبويه  عوفي ، المبتلى الصابر كالمعافى ؟ هيهات ما أبعد ما بينهما    . 
حدثنا سليمان بن أحمد  ، ثنا  الهيثم بن خلف  ، ثنا العباس بن محمد الدوري  ، حدثني علي بن أبي حرارة    - جار لنا - قال : كانت أمي مقعدة نحو عشرين سنة ، فقالت لي يوما : اذهب إلى  أحمد بن حنبل  فاسأله أن يدعو الله لي  ، فسرت إليه ، فدققت عليه الباب ، وهو في دهليزه فلم يفتح لي وقال : من هذا ؟ فقلت : أنا   [ ص: 187 ] رجل من أهل ذاك الجانب ، سألتني أمي وهي زمنة مقعدة أن أسألك أن تدعو الله لها فسمعت كلامه كلام رجل مغضب ، فقال : نحن أحوج إلى أن تدعو الله لنا . فوليت منصرفا فخرجت امرأة عجوز من داره ، فقالت : أنت الذي كلمت أبا عبد الله  ؟ قلت : نعم ، قالت : قد تركته يدعو الله لها . قال : فجئت من فوري إلى البيت ، فدققت الباب فخرجت أمي على رجليها تمشي حتى فتحت الباب ، فقالت : قد وهب الله لي العافية . 
حدثنا إبراهيم بن عبد الله  ، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي  ، قال : سمعت يعقوب بن يوسف  يقول : سمعت محمد بن عبيدة  يقول : قال صدقة    : رأيت في النوم كأنا بعرفة  وكأن الناس ينتظرون الصلاة  ، فقلت : ما لهم لا يصلون ؟ قالوا : ينتظرون الإمام ، فجاء  أحمد بن حنبل  فصلى بالناس ، قال محمد    : وكان صدقة  يذهب إلى رأي الكوفيين ، فكان بعد ذلك إذا سئل عن شيء قال : سلوا الإمام . 
حدثنا محمد بن علي بن حبيش  ، ثنا  عبد الله بن إسحاق المدائني  ، ثنا محمد بن حرب  ، ثنا عبيد بن محمد  ، ثنا عمار  ، قال : رأيت الخضر  عليه السلام في المنام فسألته قلت : أخبرني عن  أحمد بن محمد بن حنبل  ، قال : صديق    . 
حدثنا ظفر بن أحمد  ، ثنا عبد الله بن إبراهيم الحريري  ، قال  أبو جعفر محمد بن صالح يعني ابن ذريح  قال بلال الخواص    : رأيت الخضر  عليه السلام في النوم فقلت له : ما تقول في بشر  ؟ قال : لم يخلف بعده مثله . قلت : ما تقول في  أحمد بن حنبل  ؟ قال : صديق  ، قلت : ما تقول في  أبي ثور  ؟ قال : رجل طالب حق ، قلت : فأنا بأي وسيلة رأيتك ؟ قال : ببرك بأمك . 
حدثنا ظفر بن أحمد  ، ثنا عبد الله بن القاسم القرشي  ، ثنا محمد بن إسحاق القاشاني  ثنا إسحاق بن حكيم  قال : رأيت  أحمد بن حنبل  في المنام فإذا بين كتفيه سطران مكتوبان من نور كأنهما بحبر فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم     . 
حدثنا محمد بن علي بن حبيش  ، ثنا  عبد الله بن إسحاق المدائني  ، قال : سمعت أبي يقول : رأيت في المنام كأن الحجر قد انصدع ، وخرج منه لواء   [ ص: 188 ] فقلت : ما هذا ؟ فقيل :  أحمد بن حنبل  بايع الله  عز وجل ، وقيل إنه كان في اليوم الذي ضرب فيه . 
حدثنا محمد بن علي بن حبيش  ، ثنا عبد الله بن أبي داود  ، ثنا علي بن سهيل السجستاني    - وكان مرجئا - فجعلت أقول له ارجع عن هذا ، فقال : أنا لم أرجع عن قول  أحمد بن حنبل  بقولك فقلت له : أرأيت أحمد  ؟ قال : نعم رأيته في المنام . قلت : كيف رأيت ؟ قال : رأيت كأن القيامة قد قامت  وكأن الناس جاءوا إلى موضع عنده قنطرة لا تترك أحدا يجوز حتى يجيء بخاتم ورجل ناحية يختم الناس ويعطيهم ، فمن جاء بخاتم جاز ، فقلت : من هذا الذي يعطي الناس الخواتم ؟ فقالوا : هذا  أحمد بن حنبل  رحمه الله . 
حدثنا سليمان بن أحمد  ، ثنا محمد بن الفضل السقطي  ، ح وحدثنا عبد الله بن محمد  ثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر  ، قالا : ثنا سلمة بن شبيب  ، قال : كنا في أيام المعتصم  يوما جلوسا عند  أحمد بن حنبل  ، فدخل رجل ، فقال : من منكم  أحمد بن حنبل  فسكتنا فلم نقل له شيئا  ، فقال  أحمد بن حنبل    : ها أنا أحمد  ، فما حاجتك ؟ قال : جئتك من أربعمائة فرسخ برا وبحرا ، كنت ليلة جمعة نائما فأتاني آت ، فقال : أتعرف  أحمد بن حنبل  ؟ قلت : لا ، قال : فأت بغداد  وسل عنه فإذا رأيته ، فقل له : إن الخضر  يقرئك السلام ، ويقول لك إن ساكن السماء الذي على عرشه راض عنك ، والملائكة راضون عنك بما صبرت نفسك لله . زاد ابن بحر  في حديثه فقال له أحمد    : ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، ألك حاجة غير هذه ؟ قال : ما جئتك إلا لهذا فتركه وانصرف . 


						
						
