حدثنا أبو محمد بن حيان  ، ثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب  ، ثنا أبو حاتم  ، حدثني  يونس بن عبد الأعلى  ، قال : قال  محمد بن إدريس الشافعي    : الأصل قرآن وسنة ، فإن لم يكن فقياس عليهما  ، وإذا اتصل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصح الإسناد عنه ، فهو سنة ، والإجماع أكثر من الخبر المنفرد ، والحديث على ظاهره ، وإذا احتمل المعاني فما أشبه منها ظاهره أولاها به ، وإذا تكافأت الأحاديث فأصحها إسنادا أولاها ، وليس المنقطع بشيء ما عدا منقطع ابن المسيب  ، ولا يقاس أصل على أصل ، ولا يقال لأصل : لم ؟ ولا : كيف ؟ وإنما يقال للفرع : لم ؟ فإذا صح قياسه على الأصل صح ، وقامت به الحجة ، قال  الشافعي    : وكلا قد رأيته استعمل الحديث المنفرد ، استعمل أهل المدينة  حديث النبي صلى الله عليه وسلم في التغليس ، واستعمل أهل العراق  حديث الغرر ، وكل قد استعمل الحديث ، هؤلاء أخذوا بهذا وتركوا الآخر ، وهؤلاء أخذوا بهذا وتركوا الآخر ، والذي لزم قرآن وسنة ، وأنا أظلم في إلزام تقليد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا اختلفوا نظر أتبعهم للقياس ، إذا لم يوجد أصل يخالفهم ، اتبع أتبعهم للقياس ، قد اختلف عمر  وعلي  في ثلاث مسائل ، القياس فيها مع علي  ، وبقوله أخذ منها المفقود ، قال عمر    : يضرب الأجل إلى أربع سنين ، ثم تعتد امرأته أربعة أشهر وعشرا ، وقال علي    : امرأته لا تنكح أبدا ، وقد اختلف فيه عن علي  حتى يتضح بموت أو فراق . وقال عمر  في الرجل يطلق امرأته في سفر ، ثم يرتجعها ، فسيبلغها الطلاق ، ولا تبلغها الرجعة حتى تحل وتنكح : إن زوجها الآخر أولى بها إذا دخل بها   . وقال علي    : هي للأول ، وهو أحق بها . وقال عمر  في الذي ينكح المرأة في العدة ، ويدخل بها    : إنه يفرق بينهما ، ثم لا ينكحها أبدا ،   [ ص: 106 ] وقال علي    : ينكحها بعد . واختلفوا في الأقراء ، وأصح ذلك أن الأقراء الأطهار  لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر    : " مره - يعني  ابن عمر    - أن يطلقها في طهر لم يمسها فيه ، فتلك العدة التي أمر الله عز وجل أن يطلق لها النساء   " . فلما سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة ، كان أصح القول فيها ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم سمى الأطهار العدة   . 
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن  ، ثنا  بشر بن موسى  ، ثنا الحميدي  ، قال : كنت بمصر  ، فحدث  محمد بن إدريس الشافعي  بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له رجل : يا أبا عبد الله  ، تأخذ بها ؟ فقال : إن رأيتني خرجت من الكنيسة أو ترى علي زنارا ؟ إذا ثبت عندي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قلت به وقولته إياه ، ولم أزل عنه  ، وإن هو لم يثبت عندي لم أقوله إياه ، أترى علي زنارا حتى لا أقول به   . 
حدثنا أبو بكر بن مالك  ، قال : سمعت  عبد الله بن أحمد بن حنبل  ، يقول : سمعت أبي يقول ، وذكر  الشافعي  ، فقال : سمعته يقول : إذا صح عندكم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا لي حتى أذهب به في أي بلد كان    . 
حدثنا محمد بن علي بن حبيش  ، ثنا الحسن بن علي الجصاص  ، قال : سمعت الربيع بن سليمان  ، يقول : سأل رجل  الشافعي  عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له الرجل : فما تقول ؟ فارتعد وانتفض ، وقال : أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلت بغيره  ؟ 
حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهل  ، حدثني إبراهيم بن ميمون بن إبراهيم الصواف  ، قال : سمعت الربيع بن سليمان  ، يقول : سمعت  الشافعي    - وذكر حديثا - فقال له رجل : تأخذ بالحديث ؟ فقال لنا - ونحن خلفه كثير - : اشهدوا أني إذا صح عندي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم آخذ به ، فإن عقلي قد ذهب    . 
حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن حمدان الجرجاني  ، ثنا  عبد الرحمن بن أبي حاتم  ، ثنا أبي ، قال : سمعت  حرملة بن يحيى  ، يقول : قال  الشافعي    : كلما قلت ، وكان عن   [ ص: 107 ] النبي صلى الله عليه وسلم خلاف قولي مما يصح ، فحديث النبي صلى الله عليه وسلم أولى ، ولا تقلدوني    . 
حدثنا أحمد بن إسحاق  ، ثنا أبو الطيب أحمد بن روح  ، ثنا إسماعيل بن شجاع  ، ثنا الفضل بن زياد  ، عن أبي طالب  ، قال : سمعت  أحمد بن حنبل  ، يقول : ما رأيت أحدا أتبع للحديث من  الشافعي     . 
حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن مخلد  ، ثنا عمر بن الربيع الخشاب  ، ثنا أبو حمزة الخولاني  ، ثنا  حرملة بن يحيى  ، قال : سمعت  الشافعي  ، يقول : سميت ببغداد    : ناصر الحديث    . 
حدثنا الحسن بن سعيد بن جعفر  ، ثنا  زكريا بن يحيى الساجي  ، حدثني أحمد بن محمد المكي  ، قال : سمعت أبا الوليد بن أبي الجارود  ، يقول : قال  الشافعي    : إذا صح الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت قولا ، فأنا راجع عن قولي ، وقائل بذلك    . 
حدثنا الحسن بن سعيد  ، ثنا  زكريا الساجي  ، قال : سمعت الزعفراني  ، يحدث عن  الشافعي  ، قال : إذا وجدتم لرسول الله صلى الله عليه وسلم سنة فاتبعوها ، ولا تلتفتوا إلى قول أحد    . 
حدثنا الحسن بن سعيد  ، ثنا  زكريا الساجي  ، قال : سمعت الربيع بن سليمان  ، يقول : سمعت  الشافعي  ، يقول : إذا صح الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو أولى أن يؤخذ به من غيره    . 
حدثنا محمد بن إبراهيم  ، ثنا عبد العزيز بن أبي رجاء  ، ثنا الربيع بن سليمان  ، قال : سمعت  الشافعي  ، يقول : يحتاج أبو الزبير  إلى دعامة    . 
حدثنا أبو محمد بن حيان  ، ثنا إبراهيم بن محمد  ، ثنا عبد العزيز بن أبي رجاء  ، ثنا الربيع  ، قال : سمعت  الشافعي  ، يقول : حديث حزام بن عثمان  حرام    . 
حدثنا محمد بن عبد الرحمن  ، ثنا محمد بن موسى بن النعمان  ، ثنا عمر بن عبد العزيز بن مقلاص  ، ثنا أبي ، قال : سمعت  الشافعي  يقول : قال  شعبة بن الحجاج    : التدليس أخو الكذب    . 
 [ ص: 108 ] حدثنا محمد بن عبد الرحمن  ، ثنا محمد بن جعفر أبو الطاهر  ، ثنا إسحاق بن إبراهيم  ، ثنا ابن رزين  ، قال : قال  الشافعي    : لم يكن بالشام  مثل  الأوزاعي  قط  ، قال : ولكنه ليس ممن يقتصر عليه حتى يتعرف عليه بحديث غيره . وذكر  عبد الرحمن بن يزيد بن جابر  ، فوصفه بالثقة والأمانة وأن مثله يؤخذ عنه العلم   . 
حدثنا أبو محمد بن حيان  ، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن  ، ثنا محمد بن عبد الرحمن بن عبد الحكم  ، قال : سمعت  الشافعي  يقول : من حدث عن أبي جابر البياضي  ، بيض الله عينيه    . 
حدثنا محمد بن عبد الرحمن  ، ثنا علي بن أحمد بن سليمان  ، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم  ، قال : سمعت  الشافعي  ، يقول : سمعت من أبي جابر الجعفي  كلاما خفت أن يقع علينا السقف    . 
حدثنا أبو عبد الله بن مخلد  ، قال : أخبرني محمد بن يحيى بن آدم  ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم  ، قال : سمعت  الشافعي  يقول : ذكر رجل  لمالك بن أنس  حديثا منقطعا فقال له : اذهب إلى  عبد الرحمن بن زيد بن أسلم  يحدثك عن أبيه عن نوح     . 
حدثنا محمد بن إبراهيم  ، ثنا عبد العزيز بن أبي رجاء  ، قال : سمعت الربيع  يقول : سمعت  الشافعي  يقول : بلغ سفيان  أن شعبة  يتكلم في جابر الجعفي  ، فبعث إليه فقال : والله لئن تكلمت فيه لأتكلمن فيك    . 
حدثنا محمد بن إبراهيم  ، ثنا عبد العزيز بن أبي رجاء  ، قال : سمعت الربيع  يقول : سمعت  الشافعي  يقول : قال لي محمد بن الحسن    : لو علمت أن سفيان بن سليمان  يروي اليمين مع الشاهد لأفسدته . فقلت له : يا أبا عبد الله  إذا أفسدته فسد    . 
حدثنا أبو عبد الله بن مخلد  ، أخبرني محمد بن يحيى بن آدم  ، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم  ، أنه سمع  الشافعي  يقول : سمعت  سفيان بن عيينة  يقول : عمرو بن عبيد  سمع الحسن    . وأنا أستغفر الله إن كان سمع الحسن     . 
حدثنا محمد بن إبراهيم  ، ومحمد بن عبد الرحمن  ، قالا : ثنا أحمد بن محمد بن   [ ص: 109 ] سلمة الطحاوي  ، قال : سمعت  يونس بن عبد الأعلى  يقول : سمعت  الشافعي  يقول : ما فاتني أحد كان أشد علي من  الليث بن سعد  ، وابن أبي ذيب     . 
حدثنا محمد بن عبد الرحمن  ، حدثني أحمد بن إسماعيل بن عاصم  ، ثنا يحيى بن عثمان بن صالح  ، ثنا  حرملة بن يحيى  قال : سمعت  الشافعي  يقول :  الليث بن سعد  أتبع للأثر من  مالك بن أنس     . 
حدثنا أبو أحمد الغطريفي  ، ثنا  أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة  ، ثنا الربيع  ، قال : سمعت  الشافعي  يقول : إذا رأيت رجلا من أصحاب الحديث كأني رأيت رجلا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم    - . 

 
				
 
						 
						

 
					 
					