عبد المجيد ( م ، 4 ) 
ابن الإمام عبد العزيز بن أبي رواد ، العالم القدوة الحافظ الصادق ، شيخ الحرم  ، أبو عبد المجيد المكي ، مولى  المهلب بن أبي صفرة   . 
حدث عن  ابن جريج  بكتبه ، وعن أبيه ،  ومعمر بن راشد  ، وأيمن بن نابل  ، ومروان بن سالم  ،  وعثمان بن الأسود  وجماعة . 
حدث عنه أبو بكر الحميدي  ،  وأحمد بن حنبل  ، ومحمد بن يحيى العدني  ، وحاجب المنبجي  ، وأحمد بن شيبان الرملي  ،  والزبير بن بكار  ، وحسين بن عبد الله الرقي  ، وخلق كثير . 
وكان من المرجئة  ، ومع هذا فوثقه أحمد  ،  ويحيى بن معين   . 
وقال أحمد   : كان فيه غلو في الإرجاء ، يقول : هؤلاء الشكاك ، يريد قول العلماء : أنا مؤمن - إن شاء الله - .  [ ص: 435 ] 
قال  يحيى بن معين   : كان أعلم الناس بحديث  ابن جريج  ، ولم يكن يبذل نفسه للحديث ثم ذكر من نبله وهيئته ، وقال أيضا : كان صدوقا ما كان يرفع رأسه إلى السماء ، وكانوا يعظمونه . وقال عبد الله بن أيوب المخرمي   : لو رأيت عبد المجيد  ، لرأيت رجلا جليلا من عبادته . 
وقال الحسين الرقي   : حدثنا عبد المجيد  ولم يرفع رأسه أربعين سنة إلى السماء . قال : وكان أبوه أعبد منه . 
وقال أبو داود   : كان عبد المجيد  رأسا في الإرجاء . 
وقال يعقوب بن سفيان   : كان مبتدعا داعية . 
قال سلمة بن شبيب   : كنت عند عبد الرزاق  فجاءنا موت عبد المجيد  ، وذلك في سنة ست ومائتين . فقال : الحمد لله الذي أراح أمة محمد  من عبد المجيد   . 
قال  ابن عدي   : عامة ما أنكر عليه الإرجاء . 
وقال  هارون بن عبد الله الحمال   : ما رأيت أخشع لله من  وكيع  ، وكان عبد المجيد  أخشع منه  .  [ ص: 436 ] 
قلت : خشوع  وكيع  مع إمامته في السنة جعله مقدما ، بخلاف خشوع هذا المرجئ - عفا الله عنه - أعاذنا الله وإياكم من مخالفة السنة ، وقد كان على الإرجاء عدد كثير من علماء الأمة ، فهلا عد مذهبا ، وهو قولهم : أنا مؤمن حقا عند الله الساعة ، مع اعترافهم بأنهم لا يدرون بما يموت عليه المسلم من كفر أو إيمان ، وهذه قولة خفيفة ، وإنما الصعب من قول غلاة المرجئة   : إن الإيمان هو الاعتقاد بالأفئدة ، وإن تارك الصلاة والزكاة ، وشارب الخمر ، وقاتل الأنفس ، والزاني ، وجميع هؤلاء يكونون مؤمنين كاملي الإيمان ، ولا يدخلون النار ، ولا يعذبون أبدا فردوا أحاديث الشفاعة المتواترة ، وجسروا كل فاسق وقاطع طريق على الموبقات ، نعوذ بالله من الخذلان . 
وقد غلط  أبو نعيم الحافظ  ، وقال : مات عبد المجيد  سنة سبع وتسعين ومائة والصواب وفاته سنة ست ومائتين . كما قال سلمة بن شبيب   . 


						
						
