أسند الكثير ، وأكثر روايته عن  محمد بن المنكدر  أحاديث لم يتابع عليها . 
فمنها ما حدثنا محمد بن إسحاق المديني  ، وعبد الله بن محمد  ، قالا : ثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث  ، ثنا  عبد الأعلى بن حماد النرسي  ، ثنا أبو عاصم العباداني  ، عن الفضل الرقاشي  ، عن  محمد بن المنكدر  ، عن  جابر بن عبد الله  ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده ، إن العبد ليدعو الله وهو عليه غضبان فيعرض عنه  ، ثم يدعوه فيعرض عنه ، فيقول لملائكته أبى عبدي أن يدعو غيري فقد استحييت منه ، يدعوني وأعرض عنه ، أشهدكم أني قد استجبت له   " . 
حدثنا أبو عمر بن حمدان  ، ثنا  الحسن بن سفيان  ، ثنا سعيد بن يعقوب  ، ثنا أبو عاصم العباداني  ، عن الرقاشي  ، عن  محمد بن المنكدر  ، عن  جابر بن عبد الله  ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يدعو بعبده يوم القيامة فيقول : إني قلت : ( ادعوني أستجب لكم    ) فهل دعوتني  ؟ فيقول : نعم ، فيقول : أرأيت يوم نزل بك أمر كذا وكذا مما كرهت فدعوتني فعجلت لك في الدنيا ؟ فيقول : نعم ، ويقول : دعوتني في كذا وكذا فلم أقضها فادخرتها لك في الجنة ، حتى يقول العبد ليته لم يستجب لي في الدنيا دعوة   " . 
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان  ، ثنا محمد بن يونس الشامي  ، ثنا يعقوب بن إسماعيل السلال  ، ح . وحدثنا أبي ، ثنا محمد بن يحيى البصري  ، ثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب  ، قالا : ثنا أبو عاصم العباداني  ، عن الفضل الرقاشي  ، عن  محمد بن المنكدر  ، عن جابر  ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بينا أهل   [ ص: 209 ] الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور غلب على نور الجنة فرفعوا رءوسهم فإذا الرب قد أشرف عليهم  ، فقال : السلام عليكم يا أهل الجنة - وهذا في القرآن ( سلام قولا من رب رحيم    ) سلوني ، قالوا : نسألك الرضا عنا ، فقال : رضائي أدخلكم داري ، وأنالكم كرامتي ، وهذا أوانها فسلوني ، قالوا : نسألك الزيارة إليك فيؤتون بنجائب من ياقوت أحمر ، أزمتها من زبرجد أخضر ، فيحملون عليها تضع حوافرها عند منتهى طرفها ، حتى تنتهي بهم إلى جنة عدن وهى قصبة الجنة  ، ويأمر الله بأطيار على أشجارها يجاوبن الحور العين بأصوات لم تسمع الخلائق مثلها ، تقلن نحن الناعمات فلا نبؤس ، نحن الخالدات فلا نموت ، إنا أزواج كرام لكرام ، طبنا لهم وطابوا لنا ، قال : ويأمر الله بكثبان المسك الأذفر فينثرها عليهم فتقول الملائكة ( سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار    ) ثم تجيئهم ريح يقال لها المثيرة ، ثم تقول الملائكة : ربنا قد جاء القوم ، فيقول ربنا عز وجل : مرحبا بالطائعين مرحبا بالصادقين ، فقال : ادخلوها ( سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار    ) ، قال : فيكشف لهم عن الحجاب ، فينظرون إلى الله عز وجل وينظر الله إليهم ، فينصرفون في نور الرحمن حتى لا يبصر بعضهم بعضا ، ويقول الله ارجعوا إلى منازلكم بالتحف فيرجعون إلى منازلهم بالتحف ، وقد أبصر بعضهم بعضا    " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وذلك قول الله عز وجل : ( نزلا من غفور رحيم    ) وقال ابن أبي الشوارب  في حديثه : لا يزال الله ينظر إليهم وينظرون إليه ولا يلتفتون إلى نعيمهم ما داموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم ، ويبقى نوره وبركته عليهم وفي ديارهم   " . 
حدثنا  أبو عمرو بن حمدان  ، ثنا  الحسن بن سفيان  ، ثنا  عبد الأعلى بن حماد  ، ثنا أبو عاصم العباداني  ، عن الفضل الرقاشي  ، عن  محمد بن المنكدر  ، عن  جابر بن عبد الله  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كأني أنظر إلى تدافع أمتي بين الحوض والمقام فيلقى الرجل الرجل ، فيقول يا فلان أشربت  ؟ فيقول : نعم ، ويلقى الرجل الرجل فيقول : يا فلان أشربت ؟ فيقول : لا والله صرف وجهي فما قدرت أن أشرب فيرجع   " . 
 [ ص: 210 ] حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن حفص المعدل  ، ثنا عبد الله بن أحمد بن سوادة  ، ثنا عبد الله بن أبي زياد  ، ثنا سيار  ، ثنا أبو عاصم  ، ثنا الفضل بن عيسى  ، ثنا  محمد بن المنكدر  ، عن جابر  ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قال لي جبريل    : يا محمد  إن ربك ليخاطبني يوم القيامة ، فيقول : يا جبريل  ما لي أرى فلان بن فلان في صفوف النار ؟ فأقول : يا رب إنه لم توجد له حسنة يعود عليه خيرها ، فيقول : يا جبريل  فإني سمعته يقول في دار الدنيا يا حنان يا منان  ، فآتيه فاسأله ما أراد بقوله يا حنان يا منان ؟ قال : فآتيه فأسأله فيقول هل من حنان أو منان غير الله ؟ فأخذ بيده من صفوف أهل النار فأدخله في صفوف أهل الجنة   " . 
حدثنا محمد بن حميد  ، ثنا  أبو يعلى الموصلي  ، ثنا محمد بن بكر المقدمي  ، ثنا المعتمر بن سليمان  ، عن الفضل بن عيسى  ، عن  محمد بن المنكدر  ، عن جابر  ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " والذي نفسي بيده إن العار والتخزية لتبلغ من ابن آدم يوم القيامة يوم يقوم بين يدي الله ما يتمنى أن ينصرف به  ، وقد علم أنه إنما ينصرف به إلى النار   " . 
حدثنا عبد الله بن جعفر  ، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن  ، ثنا  يوسف القطان  ، ثنا علي بن عاصم  ، عن الفضل بن عيسى  ، عن  محمد بن المنكدر  ، عن جابر  ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لما كلم الله تعالى موسى  عليه السلام من الطور كلمه بغير الكلام الذي كلمه به يوم ناداه  ، فقال موسى    : يا رب هذا كلامك الذي كلمتني به ، قال : يا موسى  إنما كلمتك بقوة عشرة آلاف لسان ، ولي قوة الألسنة كلها ، فلما رجع موسى  عليه السلام إلى بني إسرائيل ، قالوا له : صف لنا كلام الرحمن ، قال : لا أستطيع ، ألم تروا إلى أصوات الصواعق تقبل في أجلى جلاء يسمعونه ، فإنه قريب منه وليس به   " . 
هذه الأحاديث مما تفرد بها الفضل  ، عن  محمد بن المنكدر  ولم يتابع عليه ، وما رواه عنه أبو عاصم العباداني  فمن مفاريده عن الفضل  ، واسمه عبد الله بن عبيد الله المري  بصري سكن عبادان  ، وفيه وفي الفضل  ضعف ولين . 

 
				
 
						 
						

 
					 
					