[ ص: 170 ] سخاؤه وجوده صلوات الله عليه    : 
كان - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس وأسخاهم ، وكان في شهر رمضان كالريح المرسلة لا يمسك شيئا . وكان "  علي     " رضي الله عنه إذا وصف النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : كان أجود الناس كفا ، وأوسع الناس صدرا ، وأصدق الناس لهجة ، وأوفاهم ذمة ، وألينهم عريكة ، وأكرمهم عشرة ، من رآه بديهة هابه ، ومن خالطه معرفة أحبه ، يقول ناعته : لم أر قبله ولا بعده مثله ، وما سئل عن شيء قط إلا أعطاه ، وإن رجلا أتاه فسأله فأعطاه غنما سدت ما بين جبلين فرجع إلى قومه وقال : " أسلموا فإن محمدا  يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة   " وما سئل شيئا قط فقال : لا ، وحمل إليه تسعون ألف درهم فوضعها على حصير ثم مال إليها فقسمها فما رد سائلا حتى فرغ منها ، وجاءه رجل فسأله فقال : " ما عندي شيء ولكن ابتع علي فإذا جاءنا شيء قضيناه " فقال  عمر     : " يا رسول الله ما كلفك الله ما لا تقدر عليه " فكره النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك ، فقال الرجل : " أنفق ولا تخش من ذي العرش إقلالا " . فتبسم النبي - صلى الله عليه وسلم - وعرف السرور في وجهه . 
ولما قفل من حنين جاءت الأعراب يسألونه حتى اضطروه إلى شجرة فخطفت رداءه فوقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال : " أعطوني ردائي لو كان لي عدد هذه العضاة نعما لقسمتها بينكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذابا ولا جبانا   " . 


						
						
