فصل منزلة التعظيم  
ومن منازل  إياك نعبد وإياك نستعين   منزلة التعظيم      .  
وهذه المنزلة تابعة للمعرفة . فعلى قدر المعرفة يكون تعظيم الرب تعالى في القلب . وأعرف الناس به : أشدهم له تعظيما وإجلالا . وقد ذم الله تعالى من لم يعظمه حق عظمته . ولا عرفه حق معرفته . ولا وصفه حق صفته . وأقوالهم تدور على هذا .  فقال      [ ص: 464 ] تعالى :  ما لكم لا ترجون لله وقارا    قال   ابن عباس  و  مجاهد     : لا ترجون لله عظمة     .  وقال   سعيد بن جبير     : ما لكم لا تعظمون الله حق عظمته ؟  وقال  الكلبي     : لا تخافون لله عظمة     .  
قال  البغوي     : والرجاء بمعنى المخوف . والوقار العظمة . اسم من التوقير . وهو التعظيم .  وقال  الحسن     : لا تعرفون لله حقا ، ولا تشكرون له نعمة     .  
وقال  ابن كيسان     : لا ترجون في عبادة الله أن يثيبكم على توقيركم إياه خيرا     .  
وروح العبادة : هو الإجلال والمحبة . فإذا تخلى أحدهما عن الآخر فسدت . فإذا اقترن بهذين الثناء على المحبوب المعظم . فذلك حقيقة الحمد . والله سبحانه أعلم .  


						
						
