( حدثنا   أبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج     ) بتشديد الجيم أخرج حديثه الستة ( أنبأنا ) وفي نسخة أخبرنا (   يونس بن بكير     ) بضم الموحدة ، وفتح الكاف ، وسكون الياء ، أخرج حديثه الجماعة إلا   النسائي     ( وعن  محمد بن إسحاق  عن  يحيى بن عباد ) بتشديد الموحدة ( بن عبد الله بن الزبير     ) أخرج حديثه الأربعة ( عن أبيه ) أي  عباد  أخرج حديثه الستة ( عن جده  عبد الله بن الزبير     ) أحد العبادلة الأربعة وهو من كبار متأخري الصحابة ، عالم زاهد عابد استخلف بعد  معاوية  ، وتابعه ممالك الإسلام سوى  الشام   ، صلبه  الحجاج     ( عن   الزبير بن العوام     ) بتشديد الواو أحد العشرة المبشرة المشهود له بالجنة ، وهاجر إلى  الحبشة   ثم إلى  المدينة   ، وكان أول من سل السيف في سبيل الله ، قال  ميرك  عن   الزبير بن العوام     : هكذا وقع في بعض نسخ الشمائل ، وكذا وقع في أصل سماعنا ملحقا بصح ، وحذف في بعض النسخ ذكر  الزبير  واقتصر على  عبد الله بن الزبير  وهو خطأ ، والصواب إثبات  الزبير  في الإسناد ; لأنه هكذا أخرجه المؤلف في جامعه ، وبذكره يكون الحديث مسندا متصلا ، وبحذفه يكون الحديث مرسلا فإن  عبد الله بن الزبير  لم يحضر واقعة أحد ، كما سيأتي وبذكر  الزبير  يصح قوله في أثناء الحديث قال : فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : أوجب  طلحة  بالفاء التي تدل على التعقيب ، بلا تراخ عن استوائه صلى الله عليه وسلم على الصخرة وسماع هذا الكلام منه ، وقال  العسقلاني     :      [ ص: 197 ] وذكر   ابن إسحاق  أن  طلحة  جلس تحت النبي صلى الله عليه وسلم حتى صعد الجبل قال : فحدثني  يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير  عن أبيه عن جده  عبد الله بن الزبير  ، قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : أوجب  طلحة  ، وعلى ما وقع في بعض النسخ من حذف الزبير ، يكون هذا الكلام كذبا محضا ; لأن  عبد الله بن الزبير  لم يحضر هذه الواقعة ، فإن مولده في السنة الأولى من الهجرة ، ويقال في السنة الثانية ، وهو الأرجح ، وواقعة  أحد   كانت في السنة الثالثة من الهجرة انتهى كلامه . ويحمل أن يكون وجه الحذف أنه سمعه من أبيه ، وحذفه في الإسناد فيصير الحديث من قبيل مراسيل الصحابة ، وهو حجة عند الكل ، ولا يلزم من العمل المذكور الكذب المحظور ، ولا التدليس المحذور ، والله أعلم . ويؤيده الحديث الآتي على ما سيأتي ( قال ) أي  الزبير  أو ابنه نقلا عنه (  كان على النبي صلى الله عليه وسلم يوم  أحد   درعان     ) قال  ميرك     : هما ذات الفضول والفضة ، كما رواه بعض أهل السير ، عن   محمد بن مسلمة الأنصاري     ( فنهض ) كمنع أي قام ، ونهض النبت أي : استوى على ما في القاموس ، أي فأراد أن ينهض ( إلى الصخرة ) أي متوجها إليها ليستعليها فيراه الناس فيعلمون حياته ، ويجتمعون عنده ( فلم يستطع ) أي الاستواء على الصخرة لثقل درعيه ، أو لضعف طرأ عليه ، وهو الأظهر ; لأنه حصل له آلام ضروب وصلت إليه ، وكثرة دم سائل من رأسه وجبهته لما أصابه من حجر رمي به ، حتى سقط بين القتلى ( فأقعد  طلحة     ) أي أجلسه ( تحته فصعد ) بكسر العين أي طلع بإمداده ( النبي صلى الله عليه وسلم حتى استوى ) أي تمكن واستقر ( على الصخرة ) وهي حجر عظيم يكون غالبا في سفح الجبل ( قال ) أي الراوي ( فسمعت ) بالفاء على ما في الأصول المصححة والنسخ المعتمدة ، وعلى ما صرح به  ميرك  في القضية المتقدمة ، وجعل العصام أصله سمعت ، ثم قال : وفي نسخة فسمعت ( النبي صلى الله عليه وسلم يقول  أوجب  طلحة      ) أي لنفسه الجنة أو الشفاعة أو المثوبة العظيمة بفعله هذا ، أو بما فعل في ذلك اليوم حيث جعل نفسه فداء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى شلت يده وجرح ببضع وثمانين .  

 
				
 
						 
						

 
					 
					