[ ص: 635 ]  [ ص: 636 ]  [ ص: 637 ] قوله تعالى : (  أولئك الذين خسروا أنفسهم      )  
 أخبرنا الشيخ   أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا الطريثيثي  قال : ثنا الشيخ  أبو القاسم هبة الله بن الحسين بن منصور الطبري الحافظ  قال : 1022 - أخبرنا   محمد بن جعفر  قال : أخبرنا  عبيد الله  قال : ثنا  أحمد  قال : ثنا  عبد الله  قال : ثنا  معاوية  ، عن  علي     :  عن   ابن عباس  في قوله : ( أولئك الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ) .  
قال : هم الكفار الذين خلقهم الله للنار ،وخلق النار لهم ، فزالت عنهم الدنيا وحرمت عليهم الجنة ، قال الله : (  خسر الدنيا والآخرة      )     .  
وقوله : (  ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم      )      .  
1023 - يقول : لولا إيمانكم ، فأخبر الله الكفار أنه لا حاجة له بهم إذ لم يخلقهم مؤمنين ، ولو كان له بهم حاجة لحبب إليهم الإيمان كما حببه إلى المؤمنين .  
قوله تعالى : (  سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون      ) .  
1024 - أخبرنا   محمد بن جعفر  ، ثنا  عبيد الله بن ثابت  ، ثنا   أحمد بن منصور  ، ثنا  أبو صالح  ، ثنا  معاوية  ، عن  علي بن أبي طلحة     .  
 [ ص: 638 ] عن   ابن عباس  في قوله : (  إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون      ) .  
وقوله : (  ولو شاء الله لجمعهم على الهدى      ) .  
وقوله : (  ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا      ) .  
وقوله : ( ما  كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله      ) .  
وقوله : (  وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله      ) .  
وقوله : (  ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها      ) .  
وقوله : (  ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم   جميعا ) .  
وقوله : (  جعلنا في أعناقهم أغلالا      ) .  
وقوله : (  من أغفلنا قلبه عن ذكرنا      ) .  
وقوله : (  فمنهم شقي وسعيد      ) .  
ونحو هذا من القرآن .  
وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يحرص أن يؤمن جميع الناس ويتابعوه على الهدى ، فأخبره الله أنه لا يؤمن إلا من سبق له من الله السعادة في الذكر الأول ، ولا يضل إلا من سبق له من الله الشقاء في الذكر الأول .  
 [ ص: 639 ] ثم قال لنبيه - صلى الله عليه وسلم - : (  لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين      ) .  
يقول : (  إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين      ) .  
ثم قال : (  ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده      ) .  
ويقول : (  ليس لك من الأمر شيء      )     .  
قوله تعالى : (  وخلق كل شيء فقدره تقديرا      )      .  
1025 - أخبرنا  محمد بن عبد الرحمن  قال : ثنا  أحمد بن عبد الله بن يوسف  قال : ثنا   يونس بن عبد الأعلى  قال : أخبرنا  ابن وهب     \ح\  
1026 - وأخبرنا  عبد الله بن أحمد  قال : ثنا  عبد الله بن محمد بن زياد  ثنا   يونس بن عبد الأعلى  ، ثنا  ابن وهب  قال : ثنا  حيوة  قال : حدثني  أبو هانئ الخولاني  عن  أبي عبد الرحمن الحبلي  عن   عبد الله بن عمرو  قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : (  كتب الله مقادير الخلق كلهم قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ، وعرشه على الماء     ) .  
أخرجه  مسلم  في الصحيح .  
 [ ص: 640 ]    1027 - أخبرنا  جعفر بن عبد الله بن يعقوب     ( قال : أنا   محمد بن هارون الروياني  ثنا  محمد بن إسحاق  أنبأ  إسحاق بن عيسى  أنا  مالك  عن   زياد بن سعد     ) عن  عمرو بن مسلم     :  عن   طاوس  قال : أدركت ناسا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولون : كل شيء بقدر     .  
وسمعت  عبد الله بن عمر  قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (  كل شيء بقدر حتى العجز والكيس     ) .  
أخرجه  مسلم  في الصحيح .  
1028 - أخبرنا  عبد الله بن مسلم بن يحيى  ،  وعبيد الله بن أحمد بن علي  ،  وعبد السلام بن علي بن محمد بن عمير  قالوا : ثنا  الحسين بن ( إسماعيل ثنا محمد بن عمر بن أبي مذعور     ) ثنا   عبد الله بن إدريس  ثنا  ربيعة بن عمر  عن   محمد بن يحيى بن حبان  ، عن   الأعرج     .  
عن   أبي هريرة  قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (  المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف   ، وفي كل خير ، فاحرص على ما ينفعك واستعن بالله تبارك وتعالى ولا تعجز ، وإن أصابك شيء فلا تقولن : لو أني فعلت كذا وكذا ، ولكن ( قل ) قدر الله وما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان     ) .  
 [ ص: 641 ] أخرجه  مسلم     .  
1029 - أخبرنا  عبيد الله بن أحمد  أخبرنا   الحسين بن إسماعيل  قال : ثنا  علي بن أحمد الجواربي الواسطي  قال : ثنا  يعقوب بن محمد - يعني الزهري     - قال : ثنا   عبد العزيز - يعني ابن محمد الدراوردي     - عن   عمرو بن أبي عمرو  عن   الأعرج     : عن   أبي هريرة  قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (  إن  النذر لا يقدر لابن آدم شيئا لم يكن الله قدره   ولكن النذر يوافق القدر فيخرج ذلك من البخيل ما لم يكن يريد أن يخرجه     ) .  
أخرجه  مسلم     .  
1030 - أخبرنا  محمد بن عمر بن محمد بن حميد  قال : ثنا  أحمد بن عبد الله الوكيل  قال : ثنا  العباس بن يزيد  قال : ثنا   سفيان بن عيينة     \ح\ :  
1031 - وأخبرنا  محمد بن الحسين الفارسي  قال ثنا  محمد بن عمير البزاز     -  بمصر      - قال : ثنا   يونس بن عبد الأعلى  قال : ثنا  سفيان     \ح\  
1032 - وأخبرنا  محمد بن عبد الله بن القاسم  قال : ثنا  محمد بن   [ ص: 642 ] جعفر بن يزيد  قال : ثنا   علي بن حرب  قال : ثنا   سفيان بن عيينة  عن  عمرو  عن   طاوس     : سمع   أبا هريرة  يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "  حاج  آدم   موسى   فقال  موسى      : يا  آدم   أنت أبونا أخرجتنا من الجنة      .  
فقال  آدم      : يا  موسى   أنت الذي اصطفاك الله بكلامه وخط لك التوراة بيده تلومني على أمر قدره علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة ؟  
قال : فحج  آدم   موسى      "  واللفظ   لعلي بن حرب     .  
أخرجه   البخاري  ومسلم     .  
1033 - أخبرنا  محمد بن علي بن عبد الله بن مهدي الأنباري  قال ثنا  أحمد بن عمرو المدني  قال : ثنا   يونس بن يزيد  عن   ابن شهاب  عن  حميد  ، أنه سمع   أبا هريرة  يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعني نحو هذا الحديث - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :    (  احتج  آدم   وموسى   عند ربهما فحج  آدم   موسى       .  
فقال  موسى      : أنت خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته وأسكنك في جنته ثم أهبط الناس بخطيئتك إلى الأرض .  
 [ ص: 643 ] قال  آدم   لموسى      : أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وكلامه وأعطاك الألواح فيها تبيان كل شيء وقربك نجيا فبكم وجدت الله كتب التوراة قبل أن أخلق ؟ قال  موسى      : بأربعين عاما .  
قال  آدم      : فهل وجدت فيها (  وعصى آدم ربه فغوى      ) ؟  
قال : نعم .  
قال : فتلومني على أن عملت عملا كتبه الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة .  
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فحج  آدم   موسى      ) .  
أخرجه   البخاري  ومسلم  من حديث كلم   الزهري     .  
1034 - أخبرنا  عبد الرحمن بن عمر  قال : أخبرنا   محمد بن جعفر  قال : ثنا  أحمد بن عبد الله بن يزيد  قال : ثنا  عبد الرزاق  قال : أخبرنا  معمر  ، عن   همام بن منبه  ، عن   أبي هريرة  قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "  تحاج  آدم   وموسى   فقال  موسى      : أنت آدم الذي أغويت الناس وأخرجتهم من الجنة إلى الأرض ؟  
فقال له آدم : أنت  موسى   الذي أعطاك الله - عز وجل - كل شيء واصطفاك على الناس برسالته ؟  
 [ ص: 644 ] قال : نعم .  
قال : تلومني على أمر قد كان كتب قبل أن أفعله من قبل أن أخلق ؟  
فحج  آدم   موسى      " .  
أخرجه جميعا .  
1025 - أخبرنا  عبد الله بن مسلم بن يحيى  ، أخبرنا   الحسين بن إسماعيل  ، ثنا   أحمد بن المقدام  قال : ثنا   بشر بن المفضل  ، عن  داود  ، عن  عامر  ، عن   أبي هريرة  ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : "  حج  آدم   موسى   قال : أنت  آدم   أبو البشر الذي أشقيت الناس وأخرجتهم من الجنة ؟   
فقال : نعم .  
أنت  موسى   الذي اصطفاك الله على الناس برسالاته وبكلامه ؟  
قال : بلى .  
قال : ألست تجد فيما أنزل عليك أنه سيخرجني منها قبل أن يدخلنيها ؟  
قال : فخصم  آدم   موسى      " .  
1036 - أخبرنا   عيسى بن علي  ، أخبرنا   عبد الله بن محمد البغوي  قال : ثنا   هدبة بن خالد  قال : حدثنا   حماد بن سلمة  عن  حميد  ، عن  الحسن     : عن  جندب     - أو غيره - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : "  لقي  آدم   موسى   فقال  موسى      : أنت  آدم   الذي خلقك الله بيده وأسكنك جنته      [ ص: 645 ] وأسجد لك ملائكته ، ثم فعلت ما فعلت وأخرجت ذريتك من الجنة   ؟  
قال : وأنت  موسى   الذي اصطفاك الله برسالاته وكلمك وآتاك التوراة ، فأنا أقدم أم الذكر ؟  
فقال : بل الذكر .  
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " فحج  آدم   موسى      " .  
1037 - أخبرنا  محمد بن عبد الله بن القاسم  قال : أخبرنا  أبو بشر مكرم بن بكر بن محمود بن مكرم  قال : ثنا   محمد بن عبيد الله بن أبي داود - المنادي     - قال : ثنا   يونس بن محمد  قال : ثنا   معتمر بن سليمان  ، عن أبيه : عن   يحيى بن يعمر  قال : كان رجل من  جهينة   وفيه رهق وكان يتوثب على جيرانه ، ثم إنه قرأ القرآن وفرض الفرايض وقص على الناس ، ثم إنه صار من أمره أنه زعم أن العمل أنف من شاء عمل خيرا ، ومن شاء      [ ص: 646 ] عمل شرا .  
قال : فلقيت   أبا الأسود الديلي  فذكرت ذلك له .  
فقال : كذب ، ما رأينا أحدا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يثبت القدر .  
ثم إني حججت   وحميد بن عبد الرحمن الحميري  فلما قضينا حجنا وكنا قلنا : نأتي  المدينة   فنلقى أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنسألهم عن القدر .  
فلما أتينا  المدينة   لقينا أناسا من  الأنصار   فلم نسألهم قلنا : حتى نلقى   ابن عمر  ، أو   أبا سعيد الخدري     .  
قال : فلقينا   ابن عمر  فاكتنفته أنا وصاحبي قال : فقمت عن يمينه وقام عن شماله قال : قلت : تسأله أو أسأله ؟  
قال : لا بل أسأله - لأني كنت أبسط لسانا منه - .  
قال : قلت : يا  أبا عبد الرحمن  إن ناسا عندنا  بالعراق   قد قرءوا القرآن وفرضوا الفرايض وقصوا على الناس يزعمون أن العمل أنف من شاء عمل خيرا ، ومن شاء عمل شرا .  
قال : فإذا لقيتم ذلك فقولوا : يقول   ابن عمر     : هو منكم بريء وأنتم منه براء ،   ابن عمر  منكم بريء وأنتم منه براء ، فوالله  لو جاء أحدهم من العمل بمثل أحد ما تقبل منه حتى يؤمن بالقدر      .  
 [ ص: 647 ] لقد حدثني  عمر  عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (  أن  موسى   لقي  آدم   فقال : يا آدم أنت خلقك الله بيده وأسجد لك الملائكة وأسكنك الجنة فوالله لولا ما فعلت ما دخل أحد من ذريتك النار      .  
قال : فقال : يا  موسى   أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه تلومني بما قد كان كتب علي قبل أن أخلق .  
فاحتجا إلى الله فحج  آدم   موسى   ، فاحتجا إلى الله فحج  آدم   موسى   ، فاحتجا إلى الله فحج  آدم   موسى      ) .  
لقد حدثني  عمر  أن رجلا في آخر عمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله أدنو منك ؟  
قال : نعم .  
قال : فجاء حتى وضع يده على ركبته .  
فقال : ما الإسلام ؟  
قال : ( تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ) .  
قال : فإذا فعلت ذلك فقد أسلمت ؟  
قال : نعم .  
قال : صدقت .  
قال : فجعل الناس يتعجبون منه ، يقولون : انظر إليه يسأله ثم يصدقه .  
قال : فما  الإحسان   ؟  
قال : ( أن تعبد الله كأنك تراه فإنك إن لا تكن تراه فإنه يراك ) .  
قال : فإذا فعلت ذلك فقد أحسنت ؟  
 [ ص: 648 ] قال : ( نعم ) .  
قال : صدقت .  
قال : فجعل الناس يتعجبون يقولون : انظروا إليه يسأله ثم يصدقه .  
قال : فما  الإيمان   ؟  
قال : (  أن تؤمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين والجنة والنار والبعث بعد الموت والقدر كله      ) .  
قال : فإذا فعلت ذلك فقد آمنت ؟  
قال : ( نعم ) .  
قال : صدقت .  
قال : فجعل الناس يتعجبون ويقولون : انظروا كيف يسأله ثم يصدقه .  
قال : فمتى الساعة ؟  
قال : ( ما المسئول أعلم بها من السائل ) .  
قال : فما أعلامها ؟  
قال : (  أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة العالة الصم البكم ملوكا يتطاولون في البناء      ) .  
ثم انصرف ، فلقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمر بعد ذلك ، فقال : تدرون من الرجل الذي أتاكم ؟ قال : فإنه  جبريل   أتاكم يعلمكم دينكم     .  
 [ ص: 649 ] أخرجه  مسلم  عن   حجاج بن الشاعر  عن   يونس بن محمد  عن   المعتمر     .  
1038 - أخبرنا  جعفر بن عبد الله بن يعقوب  قال : أخبرنا   محمد بن هارون الروياني  قال : ثنا   أبو سعيد الأشج  قال : ثنا   محمد بن فضيل  ، عن   عطاء بن السائب  ، عن   محارب بن دثار     : عن  ابن بريدة  قال :  قدمنا  المدينة   فأتينا  عبد الله بن عمر  فقلنا : يا  أبا عبد الرحمن  إنا بأرض قوم يزعمون أن لا قدر      .  
فقال : من المسلمين ، ممن يصلي إلى القبلة ؟  
قال : نعم ممن يصلي إلى القبلة .  
قال : فغضب حتى وددت أني لم أكن سألته .  
ثم قال : إذا لقيت أولئك فأخبرهم أن  عبد الله بن عمر  منهم بريء وأنهم منه براء .  
 [ ص: 650 ] ثم قال : إن شئت حدثناك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .  
فقلت : أجل .  
قال : كنا عند رسول الله فأتاه رجل حسن الثياب طيب الريح حسن الوجه .  
فقال : السلام عليكم يا رسول الله .  
قال : وعليك .  
قال : يا رسول الله أدنو منك ؟  
قال : ادن .  
فقلنا : ما رأينا كاليوم رجلا أحسن ثوبا ولا أطيب ريحا ولا أحسن وجها ولا أشد توقيرا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - .  
ثم قال : يا رسول الله أدنو منك ؟  
قال : نعم . فدنا منه نبذة .  
قال : فقلنا مثل مقالتنا .  
ثم قال الثالثة : أدنو منك يا رسول الله ؟  
قال : نعم .  
قال : فدنا حتى ألزق ركبته بركبة رسول الله .  
فقال : يا رسول الله  ما الإسلام ؟   
قال : تقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت ، وتغتسل من الجنابة .  
قال : صدقت .  
قال : فقلنا : ما رأينا كاليوم رجلا كأنه يعلم رسول الله .  
قال : وما الإيمان ؟  
قال : أن تؤمن بالله ورسوله ، واليوم الآخر والملائكة والكتاب      [ ص: 651 ] والنبيين والقدر كله خيره وشره حلوه ومره .  
قال : صدقت .  
فقلنا : والله ما رأينا كاليوم قط فوالله كأنه يعلم رسول الله .  
قال : يا رسول الله متى الساعة ؟  
قال : ما المسئول بأعلم بها من السائل . ثم انصرف .  
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : علي بالرجل .  
قال : فقمنا بأجمعنا نطلب الرجل فطلبناه فلم نقدر عليه .  
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : هذا  جبريل   جاء ليعلمكم دينكم ، وما أتاني في صورة إلا عرفته قبل مرتي هذه     .  
1039 - أخبرنا  علي بن محمد بن عمر  قال : ثنا   عبد الرحمن بن أبي حاتم  قال : ثنا   علي بن حرب الموصلي  قال : ثنا   محمد بن فضيل  ، أخبرنا   عطاء بن السائب  ، عن   محارب بن دثار  ، عن  ابن بريدة     : عن   يحيى بن يعمر  قال : وردنا  المدينة   فلقينا   ابن عمر     .  
فقلنا : إنا قوم نطعن في الأرض فنلقى قوما يزعمون أن لا قدر ... فذكره .  
قال الشيخ  أبو القاسم الحافظ     : وهذا أولى بالصواب من حديث  الأشج  ، وحديث  ابن بريدة  روي عن   علقمة بن مرثد  وغيره ، عن   يحيى بن يعمر     .  
 [ ص: 652 ]    1040 - أخبرنا   عيسى بن علي بن عيسى  قال : أخبرنا   عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي  قال : ثنا   علي بن الجعد  قال : أخبرنا   زهير بن معاوية  عن   الأعمش  ، عن   زيد بن وهب  قال : سمعت   عبد الله بن مسعود  يقول : ثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الصادق المصدوق \ح\ :  
1041 - وأخبرنا  محمد بن عبد الرحمن  قال : أخبرنا   عبد الله بن محمد بن عبد العزيز  قال : ثنا  محمد بن زياد بن فروة  قال : ثنا   أبو شهاب الحناط  ، عن   الأعمش  ، عن   زيد بن وهب     : عن   ابن مسعود     : حدثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - \ح\ :  
1042 - وأخبرنا  عبد العزيز بن محمد بن أحمد  قال : أخبرنا   الحسين بن إسماعيل  قال : ثنا   يوسف بن موسى  قال : ثنا  جرير  ، عن   الأعمش  ، عن   زيد بن وهب     : عن   عبد الله بن مسعود  قال : ثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الصادق المصدوق : (  إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يبعث إليه الملك - وفي حديث  زهير     : ثم يبعث الله إليه الملك - بأربع كلمات : رزقه وعمله وأجله وشقي أو سعيد ، فوالذي نفسي بيده - وفي حديث  أبي شهاب     : فوالذي لا إله غيره - إن أحدكم يعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينه وبينها إلا ذراع ، ثم يدركه ما سبق له في الكتاب ، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ،      [ ص: 653 ] وإن  أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع   ، ثم يدركه ما سبق له في الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها     ) ، واللفظ لحديث  جرير  إلا ما بينت .  
أخرجه   البخاري  ،  ومسلم  ،  وأبو داود  ، والعلماء كلهم وأجمعوا على صحته .  
1043 - وأخبرنا  عبد الرحمن بن أحمد القزويني  قال : ثنا  علي بن أحمد بن محمد المعروف ببالويه القزويني  قال : ثنا   أبو علي الحسن بن علي بن نصر وهو الطوسي  قال :  ثنا  محمد بن يزيد الأسفاطي البصري  محدث  البصرة   قال : رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم فقلت : يا رسول الله حدثت عن   عبد الله بن مسعود  حيث يقول : حدثني الصادق المصدوق - أعني حديث القدر - فقال : ( نعم ، أي والله الذي لا إله إلا هو حدثت به ، رحم الله   عبد الله بن مسعود  حيث حدث به ، ورحم الله   زيد بن وهب  حيث حدث به ، ورحم الله   الأعمش  حيث حدث به ، ورحم الله من حدث به قبل   الأعمش  ، ورحم الله من حدث به بعد   الأعمش     )  
1044 - قال  ابن قتيبة  في كتاب مختلف الحديث : حكي عن      [ ص: 654 ]  أبي الهذيل العلاف  أنه لما روي له عن   عبد الله بن مسعود  هذا الحديث فقال : كذب   عبد الله بن مسعود  على رسول الله - صلى عليه وسلم - .  
وكذب  أبو الهذيل  الكافر الجاحد لعنه الله .  
1045 - أخبرنا  علي بن محمد بن أحمد بن يعقوب  قال : أخبرنا   عبد الرحمن بن أبي حاتم  قال : ثنا   يونس بن عبد الأعلى  قال : ثنا   سفيان بن عيينة  عن   عمرو بن دينار     \ح\ :  
1046 - وأخبرنا   عيسى بن علي  قال : أخبرنا   عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي  قال : ثنا   داود بن عمرو  ، سمع  أبا الطفيل  يقول : قال  حذيفة بن أسيد     :  سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( إذا مضت على النطفة خمس وأربعون ليلة يقول الملك - في حديث   ابن عيينة  فيقول - : أي رب أشقي أم سعيد ؟ فيقول الله - عز وجل - ، فيكتبانه ، فيقول الملك : ذكر أم أنثى ؟ فيقضي الله ويكتب الملك .  
قال : ثم تطوى الصحيفة فلا يزاد فيها ولا ينقص منها     .  
أخرجه  مسلم  من حديث   ابن عيينة     .  
1047 - أخبرنا  عبد الرحمن بن محمد بن خيران  وعبيد الله بن أحمد بن علي  قالا : أخبرنا   أحمد بن علي بن العلاء  قال : ثنا  أبو الأشعث  قال : ثنا   ابن أبي عدي  عن   ابن جريج  قال : حدثني  أبو الزبير  عن  أبي الطفيل  قال :      [ ص: 655 ] سمعت   عبد الله بن مسعود  يقول : الشقي من شقي في بطن أمه ، والسعيد من وعظ بغيره .  
قال : قلت : خزيا للشيطان أيسعد ويشقى قبل أن يعمل ؟  
قال : فأتى  حذيفة بن أسيد  فأخبره بما قال   ابن مسعود     .  
قال : أفلا أخبرك بما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟  
قلت : بلى .  
قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( إذا استقرت النطفة في الرحم اثنين وأربعين صباحا نزل ملك الأرحام فخلق عظمها ولحمها وسمعها وبصرها ، ثم قال : أي رب أشقي أم سعيد ؟ فيقضي ربك ما شاء ، ويكتب الملك فيخرج الملك بالصحيفة ، وما زاد فيها وما نقص     ) .  
لفظهما قريب .  
أخرجه  مسلم  من حديث   ابن جريج     .  
1048 - أخبرنا  جعفر بن عبد الله بن يعقوب  قال : أخبرنا   محمد بن هارون الروياني  قال : ثنا  أبو داود  قال : ثنا  حماد بن زياد     \ح\ :  
1049 - وأخبرنا  أحمد بن عبيد الله  قال : أنبا  أحمد علي بن عبد الله بن مبشر  قال : ثنا   أحمد بن سنان  قال : ثنا   يزيد بن هارون  قال : ثنا   حماد بن يزيد  قال : ثنا  عبيد الله بن أبي بكر بن أنس     : عن  أنس  عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (  إن الله وكل بالرحم ملكا فيقول : يا رب نطفة علقة ، يا رب مضغة .  
 [ ص: 656 ] فإذا أراد أن يقضي خلقها قال : أي رب ذكر أو أنثى ؟ أشقي أو سعيد ؟ وما الرزق وما الأجل   ؟  
فيكتب ذلك وهو في بطن أمه     .  
أخرجه   البخاري  ومسلم  من حديث   حماد بن يزيد     .  

 
				
 
						 
						

 
					 
					