حدثنا محمد بن زنجويه القشيري ، حدثنا عمرو بن علي ، حدثنا أبو قتيبة حدثنا [ ص: 38 ] قرة بن خالد ، عن عون بن عبد الله قال: قال ابن مسعود " ليس العلم بكثرة الرواية، إنما العلم الخشية ".
حدثني إسحاق بن إبراهيم القاضي ، حدثنا الحارث بن مسكين ، حدثنا ابن القاسم قال: سمعت مالكا يقول " ليس العلم بكثرة الرواية، إنما العلم الخشية ".
قال أبو حاتم: الواجب على العاقل: مجانبة ما يدنس علمه من أسباب هذه الدنيا، مع القصد في لزوم العمل بما قدر عليه، ولو استعمال خمسة أحاديث من كل مائتي حديث، فيكون كأنه قد أدى زكاة العلم، فمن عجز عن العمل بما جمع من العلم فلا يجب أن يعجز عن حفظه.
ولقد أنبأنا ابن قحطبة ، حدثنا حسين بن محمد الكوفي قال: سمعت محمد بن بشير الخزاعي يقول :
أما لو أعي كل ما أسمع وأحفظ من ذاك ما أجمع ولم أستفد غير ما قد جمعت
لقيل: هو العالم المقنع ولكن نفسي إلى كل شيء
من العلم تسمعه تنزع وأحضر بالجهل في مجلسي
وعلمي في الكتب مستودع فلا أنا أحفظ ما قد جمعت
ولا أنا من جمعه أشبع ومن يك في علمه هكذا
يكن دهره القهقرى يرجع إذا لم تكن حافظا واعيا
فجمعك للكتب لا ينفع
وأنشدني محمد بن عبد الله المؤدب :
جامع العلم تراه أبدا غير ذي حفظ ولكن ذا غلط
وتراه حسن الخط إذا كتب الخط بصيرا بالنقط
فإذا فتشته عن علمه قال: علمي يا خليلي في السفط
[ ص: 39 ] في كراريس جياد أحكمت وبخط أي خط أي خط
فإذا قلت له: هات لنا حك لحييه جميعا وامتخط



