[ ص: 223 ] قال أبو حاتم - رضي الله عنه - : الكلام مثل اللؤلؤ الأزهر، والزبرجد الأخضر، والياقوت الأحمر، إلا أن بعضه أفضل من بعض، ومنه ما يكون مثل الخزف، والحجر، والتراب، والمدر، وأحوج الناس إلى لزوم الأدب، وتعلم الفصاحة أهل العلم؛ لكثرة قراءتهم الأحاديث، وخوضهم في أنواع العلوم.
ولقد سمعت محمد بن نصر بن نوفل يقول: سمعت أبا داود السنجي، أو حدثني سهل بن هانئ عنه، قال: سمعت الأصمعي يقول: إن أخوف ما أخاف على طالب العلم إذا لم يعرف النحو أن يدخل فيما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار"؛ لأنه - عليه الصلاة والسلام - لم يكن لحانا، ولم يلحن في حديثه، فمهما رويت عنه، ولحنت فيه كذبت عليه.
وأنشدني ابن زنجي البغدادي:
ليس الفتى كل الفتى إلا الفتى في أدبه     وبعض أخلاق الفتى 
أولى به من نسبه     حتف امرئ لسانه 
في جده أو لعبه     بين اللهى مقتله 
ركب في مركبه 
سمعت أحمد بن الخطاب بن مهران بتستر يقول: سمعت عثمان بن خرزاد يقول: سمعت علي بن الجعد يقول: سمعت شعبة يقول: مثل الذي يطلب الحديث ولا يعرف النحو مثل الدابة عليها المخلاة ليس فيها شيء.

 
				
 
						 
						

 
					 
					