5  - أخبرنا  أبو الفتح (محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سليمان)  أنبأ  (أبو الفضل) أحمد بن الحسن بن خيرون ،  أنبأ أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان  ، أنبأ أبو سهل أحمد بن محمد زياد القطان  أنبأ أبو يحيى عبد الكريم بن الهيثم (بن زياد) الديرعاقولي  ثنا رجاء بن محمد البصري ،  ثنا عمران بن خالد بن طليق  حدثني أبي عن أبيه عن جده قال :  [ ص: 76 ] اختلفت قريش  إلى  الحصين أبي عمران ،  فقالوا : إن هذا الرجل يذكر آلهتنا ، فنحن نحب أن تكلمه وتعظه ، فمشوا معه إلى قريب من باب النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : فجلسوا ودخل حصين ،  فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال : أوسعوا للشيخ ، فأوسعوا له ، وعمران  وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم متوافرون ، فقال حصين :  ما هذا الذي يبلغنا عنك أنك تشتم آلهتنا وتذكرهم ، وقد كان أبوك جفنة وخبزا . فقال : (إن أبي وأباك في النار) ، يا حصين  كم إلها تعبد اليوم ؟ قال : سبعة في الأرض وإلها في السماء .  قال : فإذا أصابك الضيق فمن تدعو ؟ قال : الذي في السماء ، قال : فإذا هلك المال فمن تدعو ؟ قال الذي في السماء . قال : فيستجيب لك وحده وتشركهم معه ؟ ! قال : أما (رضيته) أو كلمة نحوها ، أو تخاف أن يغلب عليك ؟ قال : لا واحدة من هاتين ، وعرفت أني لم أكلم مثله . فقال : يا حصين ،  أسلم تسلم ، قال : إن لي قوما (وعشيرة) فماذا أقول لهم ؟ قال : قل : اللهم إني أستهديك لأرشد أمري ، وأستجيرك من شر نفسي ، علمني ما ينفعني ، وانفعني بما علمتني ، وزدني علما ينفعني ، فقالها ، فلم يقم حتى أسلم ، فوثب عمران  فقبل رأسه ويديه ورجليه ، فلما رأى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بكى ، فقيل له : يا رسول الله ، ما يبكيك ؟ قال : مما صنع عمران  ، دخل حصين  وهو مشرك فلم يقم إليه ولم يلتفت إلى ناحيته ، فلما أسلم قضى حقه ، فدخلني من ذلك رقة ، فلما أراد أن ينصرف حصين  قال النبي صلى الله عليه وسلم : قوموا فشيعوه إلى منزله ، فلما خرج من سدة الباب  [ ص: 77 ] نظرت إليه قريش  فقالت : صبأ وتفرقوا عنه . 

 
				
 
						 
						

 
					 
					