ذكر الإعلام بأن مع كل إنسان شيطانا  
أخبرنا أبو الحصين الشيباني  ، نا أبو علي المذهب  ، نا أبو بكر بن حمدان  ، ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  ، ثنى أبي  ، ثنا هارون  ، ثنا  عبد الله بن وهب  ، أخبرني أبو صخر  ، عن ابن قسيط  أنه حدثه أن  عروة بن الزبير  حدثه أن  عائشة  زوج النبي صلى الله عليه وسلم حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلا، قالت: فغرت عليه، فجاء فرأى ما أصنع، فقال: "ما لك يا  عائشة  أغرت؟". فقلت: وما لي لا يغار مثلي على مثلك؟ فقال: "أو قد جاءك شيطانك؟". قالت: يا رسول الله، أو معي شيطان! قال: "نعم". قلت: ومع كل إنسان؟ قال: "نعم". قلت: ومعك يا رسول الله؟ قال: "نعم، ولكن ربي عز وجل أعانني عليه حتى أسلم". انفرد به مسلم  ، ويجيء بلفظ آخر: "أعانني عليه فأسلم". قال الخطابي:  عامة الرواة يقولون: فأسلم على مذهب الفعل  [ ص: 35 ] الماضي إلا  سفيان بن عيينة  ، فإنه يقول: فأسلم من شره، وكان يقول: الشيطان لا يسلم. قال الشيخ: وقول  ابن عيينة  حسن، وهو يظهر أثر المجاهدة لمخالفة الشيطان، إلا أن حديث  ابن مسعود  كأنه يرد قول  ابن عيينة  ، وهو ما أخبرنا به ابن الحصين  ، نا  ابن المذهب  ، نا أبو بكر بن مالك  ، ثنا  عبد الله بن أحمد  ، ثنا يحيى  ، عن سفيان  ، ثنى منصور  ، عن  سالم بن أبي الجعد  ، عن أبيه  ، عن  ابن مسعود  يرفعه: "ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة". قالوا: وإياك يا رسول الله، قال: "وإياي، ولكن الله عز وجل أعانني عليه، فلا يأمرني إلا بحق". وفي رواية: "فلا يأمرني إلا بخير".قال الشيخ: انفرد به مسلم  ، واسم أبي الجعد رافع  ، وظاهره إسلام الشياطين، ويحتمل القول الآخر. 

 
				
 
						 
						

 
					 
					