722  - أنا القاضي أبو عبد الله الصيمري ،  أنا عمر بن إبراهيم المقرئ ،  نا  مكرم بن أحمد ،  نا أحمد بن محمد يعني الحماني ،  نا الفضل بن غانم ،  قال :  " كان  أبو يوسف  مريضا شديد المرض ، فعاده  أبو حنيفة  مرارا ، فصار إليه آخر مرة ، فرآه ثقيلا ، فاسترجع ثم قال : " لقد كنت أؤملك بعدي للمسلمين ، ولئن أصيب الناس بك ، ليموتن معك علم كثير " . 
ثم رزق العافية " ، وخرج من العلة ، فأخبر  أبو يوسف  بقول  أبي حنيفة  فيه ، فارتفعت نفسه ، وانصرفت وجوه الناس إليه ، فعقد لنفسه مجلسا في الفقه ، وقصر عن لزوم مجلس  أبي حنيفة ،  فسأل عنه ، فأخبر أنه قد عقد لنفسه مجلسا ، وأنه بلغه كلامك فيه ، فدعى رجلا كان له عنده قدر ، فقال : " صر إلى مجلس يعقوب ،  فقل له : ما تقول  [ ص: 79 ] في رجل دفع إلى قصار ثوبا ليقصره بدرهم ، فصار إليه بعد أيام في طلب الثوب ، فقال له القصار : ما لك عندي شيء ، وأنكره ثم إن رب الثوب رجع إليه ، فدفع إليه الثوب مقصورا ، أله أجرة ؟ ؟ 
فإن قال : له أجرة ، فقل : أخطأت وإن قال : لا أجرة له فقل أخطأت " فصار إليه فسأله ، فقال  أبو يوسف :  له الأجرة ، فقال : أخطأت ، فنظر ساعة ، ثم قال : لا أجرة له فقال : أخطأت ، فقام  أبو يوسف  من ساعته فأتى  أبا حنيفة ،  فقال له : 
" ما جاء بك إلا مسألة القصار ؟ " 
قال أجل ، قال : 
" سبحان الله من قعد يفتي الناس وعقد مجلسا يتكلم في دين الله وهذا قدره ، لا يحسن أن يجيب في مسألة من الإجارات . 
فقال : يا  أبا حنيفة ،  علمني : فقال : 
إن كان قصره بعد ما غصبه فلا أجرة ، لأنه قصره لنفسه ، وإن كان قصره قبل أن يغصبه فله الأجرة ؛ لأنه قصره لصاحبه . 
ثم قال :  " من ظن أنه يستغني عن التعليم ، فليبك على نفسه " .  
 [ ص: 80 ] 


						
						
