ومما ذكره محمد بن إسحاق وغيره من سبب غزو أبرهة البيت :   [ ص: 151 ] 
أن أبرهة  بنى القليس بصنعاء ،  فبنى كنيسة لم ير مثلها في زمانها بشيء من الأرض ، ثم كتب إلى النجاشي  ملك الحبشة : إني قد بنيت لك أيها الملك كنيسة لم يبن مثلها لملك كان قبلك ، ولست بمنته حتى أصرف إليها حاج العرب ، فلما تحدثت العرب بكتاب أبرهة  ذلك إلى النجاشي  غضب رجل من النسأة أحد بني فقيم  ثم أحد بني مالك بن كنانة ،  فخرج حتى أتى القليس فقعد فيها - يعني تغوط فيها - ثم خرج فلحق بأرضه ، فأخبر أبرهة  بذلك ، فقال : من صنع هذا ؟ فقيل له : صنع هذا رجل من أهل هذا البيت الذي تحج العرب إليه بمكة ،  لما سمع قولك : " أصرف إليها حاج العرب " ، غضب فجاء فقعد فيها ، أي ليست لذلك بأهل ، فغضب عند ذلك أبرهة  وحلف ليسيرن إلى البيت ليهدمه . 
 [ ص: 152 ]  [ ص: 153 ] 

 
				
 
						 
						

 
					 
					