270  - أنبأ عبد الله بن إبراهيم المقري ،  ثنا محمد بن عيسى الزجاج ،   (ح) ، وأنبأ  عبد الله بن أحمد ،  ثنا هارون بن سليمان ،  قال : ثنا  أبو عاصم ،  ثنا  حيوة بن شريح ،  قال : أخبرني  يزيد بن أبي حبيب ،  عن عبد الرحمن بن شماسة المهري ،  قال : حضرنا  عمرو بن العاص  وهو في سياقة الموت فحول وجهه إلى الحائط يبكي طويلا وابنه يقول : ما يبكيك أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا ؟ ، أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا ؟ ، ثم أقبل بوجهه إلينا ، وقال : إن أفضل ما نعده شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا  رسول الله ولكني كنت على أطباق ثلاثة : رأيتني وما من الناس أبغض إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا أحب إلي أن أستمكن منه فأقتله ، ولو مت على تلك لكنت من أهل النار ، ثم جعل الله الإسلام في قلبي فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبايعه على الإسلام ، فقلت : ابسط يمينك أبايعك يا رسول الله  [ ص: 421 ] فبسط يده فقبضت يدي ، فقال : " ما لك يا عمرو ؟ " ، فقلت : أردت أن أشترط ، قال : " فاشترط " ، فقلت : أشترط أن يغفر لي ما عملت ، قال : " يا عمرو  إن الإسلام يهدم ما قبله ، وإن الهجرة تهدم ما كان قبلها ، وإن الحج يهدم ما كان قبله "  ، فقد رأيتني وما من الناس أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا أجل في عيني منه ، ولو سئلت أنعته ما أطقت ، ولم أطق أن أملأ عيني منه إجلالا له ، فلو مت على ذلك رجوت أن أكون من أهل الجنة ، وولينا أشياء بعد ، ولست أدري على ما أنا منها فإذا مت فلا تصحبني نائحة ، ولا نار ، فإذا دفنتموني فشنوا علي التراب شنا ، فإذا فرغتم من دفني ، فامكثوا حولي قدر ما ينحر جزور ، ويقسم لحمها فإني آنس بكم حتى أعلم ماذا أراجع به رسل ربي . ا ه . 
 [ ص: 422 ]  [ ص: 423 ] 


						
						
