قتادة ( ع ) 
ابن دعامة بن قتادة بن عزيز ، وقيل : قتادة بن دعامة بن عكابة ، حافظ  [ ص: 270 ] العصر ، قدوة المفسرين والمحدثين أبو الخطاب السدوسي البصري الضرير الأكمه ، وسدوس   : هو ابن شيبان بن ذهل بن ثعلبة  من بكر بن وائل  مولده في سنة ستين . 
وروى عن  عبد الله بن سرجس  ،  وأنس بن مالك  ، وأبي الطفيل الكناني  ،  وسعيد بن المسيب  ، وأبي العالية رفيع الرياحي  ، وصفوان بن محرز   وأبي عثمان النهدي  ،  وزرارة بن أوفى  ، والنضر بن أنس  ،  وعكرمة مولى ابن عباس  ، وأبي المليح ابن أسامة  ، والحسن البصري  ،  وبكر بن عبد الله المزني  ، وأبي حسان الأعرج  ، وهلال بن يزيد  ،  وعطاء بن أبي رباح  ، ومعاذة العدوية  ، وبشر بن عائذ المنقري  ، وبشر بن المحتفز  ، وبشير بن كعب  ، وأبي الشعثاء جابر بن زيد  ، وجري بن كليب السدوسي  ، وحبيب بن سالم  فيما كتب إليه ، وحسان بن بلال  ، وحميد بن عبد الرحمن بن عوف  ، وخالد بن عرفطة  ، وخلاس الهجري  ،  وخيثمة بن عبد الرحمن  ،  وسالم بن أبي الجعد  ،  وشهر بن حوشب  ، وعبد الله بن شقيق  ، وعقبة بن صهبان  ،  ومطرف بن الشخير  ،  ومحمد بن سيرين  ، ونصر بن عاصم الليثي  ، وأبي مجلز  ، وأبي أيوب المراغي  ، وأبي الجوزاء الربعي  ، وعن عمران بن حصين  ،  وسفينة  ،  وأبي هريرة  مرسلا ، وعن مسلم بن يسار  ، وقزعة بن يحيى  ،  وعامر الشعبي  وخلق كثير وكان من أوعية العلم ، وممن يضرب به المثل في قوة الحفظ . 
روى عنه أئمة الإسلام أيوب السختياني  ،  وابن أبي عروبة  ،  ومعمر بن راشد  ،  والأوزاعي  ،  ومسعر بن كدام  ،  وعمرو بن الحارث المصري  ،  وشعبة بن الحجاج  ،  وجرير بن حازم  ، وشيبان النحوي  ،  وهمام بن يحيى  ،  وحماد بن سلمة  ، وأبان العطار  ،  وسعيد بن بشير  ،  وسلام بن أبي مطيع  ، وشهاب بن خراش  ، وحسام بن مصك  ،  وخليد بن دعلج  ، وسعيد بن زربي  ، والصعق بن حزن  ، وعفير بن معدان  ، وموسى بن خلف العمي  ، ويزيد بن إبراهيم  [ ص: 271 ] التستري  ، وأبو عوانة الوضاح  ، وأمم سواهم . 
وهو حجة بالإجماع إذا بين السماع ، فإنه مدلس معروف بذلك ، وكان يرى القدر ، نسأل الله العفو . ومع هذا فما توقف أحد في صدقه ، وعدالته وحفظه ، ولعل الله يعذر أمثاله ممن تلبس ببدعة يريد بها تعظيم الباري وتنزيهه ، وبذل وسعه ، والله حكم عدل لطيف بعباده ، ولا يسأل عما يفعل . ثم إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه ، وعلم تحريه للحق ، واتسع علمه ، وظهر ذكاؤه ، وعرف صلاحه وروعه واتباعه ، يغفر له زلله ، ولا نضلله ونطرحه ، وننسى محاسنه . نعم ولا نقتدي به في بدعته وخطئه ، ونرجو له التوبة من ذلك . 
قال معمر   : أقام قتادة  عند  سعيد بن المسيب  ثمانية أيام ، فقال له في اليوم الثالث : ارتحل يا أعمى فقد أنزفتني . 
قال معمر   : وسمعت قتادة  يقول : ما في القرآن آية إلا وقد سمعت فيها شيئا ، وعنه قال : ما سمعت شيئا إلا وحفظته . قال عبد الرزاق   : قتادة  من بكر بن وائل   . 
وقال  يحيى بن معين   : ولد قتادة  سنة ستين ، وكان من سدوس   . قال الإمام أحمد   : مولد قتادة   والأعمش  واحد . 
عبد الرزاق  ، عن معمر  ، قيل للزهري   : أقتادة  أعلم عندكم أو مكحول  ؟ . 
قال : لا بل قتادة  ، ما كان عند مكحول  إلا شيء يسير . 
عبد الرزاق  ، عن معمر  ، قال : قال  محمد بن سيرين   : قتادة  أحفظ الناس ، أو من أحفظ الناس  . 
أبو هلال الراسبي  ، عن غالب القطان  ، عن بكر المزني  ، قال من سره  [ ص: 272 ] أن ينظر إلى أحفظ من أدركنا ، فلينظر إلى قتادة   . 
جرير  ، عن مغيرة  ، قال الشعبي   : قتادة  حاطب ليل  . قال يحيى بن يوسف الزمي   : حدثنا ابن عيينة  ، قال لي عبد الكريم الجوزي   : يا أبا محمد  ، تدري ما حاطب ليل ؟ قلت : لا ، قال : هو الرجل يخرج في الليل فيحتطب ، فيضع يده على أفعى فتقتله ، هذا مثل ضربته لك لطالب العلم ، أنه إذا حمل من العلم ما لا يطيقه ، قتله علمه ، كما قتلت الأفعى حاطب الليل  . 
قال الصعق بن حزن   : حدثنا زيد أبو عبد الواحد  ، سمعت  سعيد بن المسيب  ، يقول : ما أتاني عراقي أحفظ من قتادة   . 
 ابن علية  ، عن روح بن القاسم  ، عن مطر  ، قال : كان قتادة  إذا سمع الحديث يختطفه اختطافا يأخذه العويل والزويل حتى يحفظه  . 
قال عفان   : أهدى حسام بن مصك  إلى قتادة  نعلا ، فجعل قتادة  يحركها وهي تتثنى من رقتها وقال : إنك لتعرف سخف الرجل في هديته . 
وقال عفان   : قال لنا قيس بن الربيع   : قدم علينا قتادة  الكوفة  ، فأردنا أن نأتيه فقيل لنا : إنه يبغض عليا   -رضي الله عنه- فلم نأته ، ثم قيل لنا بعد : إنه أبعد الناس من هذا ، فأخذنا عن رجل عنه  . 
البغوي  في ترجمة قتادة  له : حدثنا إبراهيم بن هانئ  حدثنا  أحمد بن حنبل  ، حدثنا عبد الرزاق  ، عن معمر  ، قال : قال قتادة   لسعيد بن المسيب   : يا أبا النضر   : خذ المصحف ، قال : فأعرض عليه سورة البقرة فلم يخط فيها حرفا قال : فقال : يا أبا النضر  أحكمت ؟ قال : نعم ، قال : لأنا لصحيفة  جابر بن عبد الله  أحفظ مني لسورة البقرة ، قال : وكانت قرئت عليه الصحيفة التي  [ ص: 273 ] يرويها سليمان اليشكري  عن جابر   . وبه قال معمر   : قال قتادة   : جالست الحسن  اثنتي عشرة سنة أصلي معه الصبح ثلاث سنين . قال : ومثلي يأخذ عن مثله . قال  وكيع   : قال شعبة   : كان قتادة  يغضب إذا وقفته على الإسناد ، قال : فحدثته يوما بحديث أعجبه ، فقال : من حدثك ؟ قلت : فلان عن فلان قال : فكان يعده  . 
قال أبو هلال   : سألت قتادة  عن مسألة ، فقال : لا أدري ، فقلت : قل فيها برأيك ، قال : ما قلت برأي منذ أربعين سنة ، وكان يومئذ له نحو من خمسين سنة . قلت : فدل على أنه ما قال في العلم شيئا برأيه  . 
قال أبو عوانة   : سمعت قتادة  يقول : ما أفتيت برأي منذ ثلاثين سنة  . 
أبو ربيعة   : حدثنا أبو عوانة  ، قال : شهدت قتادة  يدرس القرآن في رمضان  . 
وعن  سعيد بن أبي عروبة  ، عن قتادة  قال : دهن الحاجبين أمان من الصداع  . 
ضمرة بن ربيعة ،  عن حفص  ، عن قائد لقتادة  ، قال : قدت قتادة  عشرين سنة ، وكان يبغض الموالي ، ويقول : دباغين حجامين أساكفة ، فقلت : ما يؤمنك أن يجيء بعضهم فيأخذ بيدك ، فيذهب بك إلى بئر فيطرحك فيها ؟ . 
قال : كيف قلت ؟ فأعدت عليه ، فقال : لا قدتني بعدها . 
عفان   : حدثنا حماد بن سلمة  ، حدثنا قتادة  ، عن  عمرو بن دينار  بحديث في الوصية ، فسألت عمرا  ثم قلل معناه غير ما قال قتادة  ، فقلت : إن قتادة  نبأ عنك بكذا وكذا ، قال : إني أوهمت يوم حدثت به قتادة   . 
قال ابن عيينة   : قالوا : كان معمر  يقول : لم أر في هؤلاء أفقه من الزهري وقتادة وحماد   .  [ ص: 274 ] 
ضمرة  ، عن ابن شوذب  ، قال رجل من أهل البصرة    : إن لم تجد إلا مثل عبادة ثابت  ، وحفظ قتادة  ، وورع ابن سيرين  ، وعلم الحسن  ، وزهد مالك بن دينار  لا تطلب العلم  . 
عبد الرزاق  ، عن معمر  ، عن قتادة  ، قال : تكرير الحديث في المجلس يذهب نوره ، وما قلت لأحد قط : أعد علي . 
وبه عن قتادة  ، قال : لقد كان يستحب أن لا تقرأ الأحاديث التي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا على طهارة  . 
قال أبو هلال   : سمعت قتادة  يقول : إذا سرك أن يكذب صاحبك فلقنه  . 
الطيالسي  ، عن عمران القطان  ، عن قتادة  ، قال : قال أبو الأسود الدؤلي   : إذا أردت أن يكذب الشيخ ، فلقنه  . 
أبو هلال   : سمعت قتادة  يقول : إن الرجل ليشبع من الكلام كما يشبع من الطعام  . 
قال  أبو داود الطيالسي   : قال شعبة   : كنا نعرف الذي لم يسمع قتادة  مما سمع إذا قال : قال فلان ، وقال فلان ، عرفنا أنه لم يسمع  . 
وقال ابن مهدي   : سمعت شعبة  يقول : كنت أنظر إلى فم قتادة  كيف يقول ، فإذا قال حدثنا يعني : كتبت  . 
وقال أبو داود   : سمعت شعبة   : كنت أتفطن إلى فم قتادة  ، فإذا قال : حدثنا سعيد  ، وحدثنا أنس  ، وحدثنا مطرف  ، فإذا حدث بما لم يسمع ، قال : حديث سليمان بن يسار  ، وحدث أبو قلابة   . قال عفان   : قال لي همام   : كل شيء أقول لكم : قال قتادة   . فأنا سمعته منه ، فإذا كان فيه لحن فأعربوه ، فإن قتادة  كان لا يلحن .  [ ص: 275 ] أبو هلال  ، عن مطرف الوراق  ، قال : ما زال قتادة  متعلما حتى مات . 
قال أبو هلال   : قالوا لقتادة   : نكتب ما نسمع منك ؟ قال : وما يمنعك أن تكتب ، وقد أخبرك اللطيف الخبير أنه يكتب ، فقال : علمها عند ربي في كتاب  وسمعته يقول : الحفظ في الصغر كالنقش في الحجر  . 
روى بكر بن خنيس  ، عن ضرار بن عمرو  ، عن قتادة   : باب من العلم يحفظه الرجل لصلاح نفسه وصلاح من بعده أفضل من عبادة حول  . 
أبو عوانة  ، عن قتادة  ، قال في مصحف  الفضل بن عباس   ( وأنزلنا بالمعصرات ماء ثجاجا ) . 
 بشر بن عمر  ، حدثنا همام  عن قتادة  ، قال : كان يقال : قلما ساهر الليل منافق  . 
 زيد بن الحباب  ، عن الوزير بن عمران  ، قال : كان قتادة  إذا دعي إلى طعام حل أزراره  . 
أبو هلال  ، عن قتادة  ، قال : إنما حدث هذا الإرجاء بعد هزيمة ابن الأشعث   . 
قال حنظلة بن أبي سفيان   : كنت أرى  طاوسا  إذا أتاه قتادة  يفر ، قال : وكان قتادة  يتهم بالقدر . 
أبو سلمة المنقري   : حدثنا أبان العطار  ، قال : ذكر  يحيى بن أبي كثير  عند قتادة  ، فقال : متى كان العلم في السماكين ، فذكر قتادة  عند يحيى  ، فقال : لا يزال أهل البصرة   بشر ما كان فيهم قتادة   . 
قلت : كلام الأقران يطوى ولا يروى ، فإن ذكر تأمله المحدث ، فإن  [ ص: 276 ] وجد له متابعا ، وإلا أعرض عنه . 
أخبرني إسحاق الأسدي  ، أنبأنا يوسف بن خليل  ، أنبأنا أحمد بن محمد التيمي  ، أنبأنا أبو علي  ، أنبأنا أبو نعيم  ، حدثنا أبو الشيخ  ، حدثنا ابن أخي سعدان بن نصر  ، حدثنا حسين بن مهدي  ، حدثنا عبد الرزاق  ، أنبأنا معمر  ، سمعت قتادة  يقول : ما سمعت أذناي شيئا قط إلا وعاه قلبي  . 
وبه إلى  أبي الشيخ  ، حدثنا ابن أبي عاصم  ، حدثنا هدبة  ، حدثنا همام  ، عن قتادة  ، قال لي  سعيد بن المسيب   : لم أر أحدا أسأل عما يختلف فيه منك  . 
قلت : إنما يسأل عن ذلك من يعقل . وعن معمر  ، قال : جاء رجل إلى ابن سيرين  فقال : رأيت كأن حمامة التقطت لؤلؤة فقذفتها سواء ، قال : ذاك قتادة  ، ما رأيت أحفظ منه  . 
قال  مطر الوراق   : كان قتادة  عبد العلم  . 
حسين بن محمد   : حدثنا شيبان  ، عن قتادة إنما يخشى الله من عباده العلماء  قال : كفى بالرهبة علما ، اجتنبوا نقض الميثاق ، فإن الله قدم فيه وأوعد ، وذكره في آي من القرآن تقدمة ونصيحة وحجة ، إياكم والتكلف والتنطع والغلو والإعجاب بالأنفس ، تواضعوا لله ، لعل الله يرفعكم  . 
قال  سلام بن أبي مطيع   : كان قتادة  يختم القرآن في سبع ، وإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث ، فإذا جاء العشر ختم كل ليلة  . 
وقال سلام بن مسكين  ، عن عمران بن عبد الله  ، قال  سعيد بن المسيب  لقتادة   : ما كنت أظن أن الله خلق مثلك  . 
قال  أحمد بن حنبل   : كان قتادة  عالما بالتفسير ، وباختلاف العلماء ، ثم وصفه بالفقه والحفظ ، وأطنب في ذكره ، وقال : قلما تجد من يتقدمه  . 
وعن  سفيان الثوري  ، قال : وهل كان في الدنيا مثل قتادة   . 
وقال  الإمام أحمد   : كان قتادة  أحفظ أهل البصرة   لا يسمع شيئا إلا  [ ص: 277 ] حفظه ، قرئ عليه صحيفة جابر  مرة واحدة فحفظها  . 
وقال عبد الله بن إدريس   : قال شعبة   : نصصت على قتادة  سبعين حديثا كلها يقول : سمعت أنس بن مالك   . 
قال شعبة   : لا يعرف لقتادة  سماع من أبي رافع  ، وقال  يحيى بن معين   : لم يسمع قتادة  من سعيد بن جبير  ولا من مجاهد  ، قال  يحيى بن سعيد القطان   : لم يسمع قتادة  من سليمان بن يسار  ، وقال  أحمد بن حنبل   : لم يسمع من معاذة العدوية   . 
قلت : قد عدوا رواية قتادة  ، عن جماعة هكذا من غير سماع ، وكان مدلسا . 
قال  وكيع   : كان  سعيد بن أبي عروبة   وهشام الدستوائي  وغيرهما يقولون : قال قتادة   : كل شيء بقدر إلا المعاصي . 
وروى ضمرة  ، عن ابن شوذب  قال : ما كان قتادة ،  لا يرضى حتى يصيح به صياحا يعني القدر . قلت : قد اعتذرنا عنه وعن أمثاله ، فإن الله عذرهم ، فيا حبذا ، وإن هو عذبهم ، فإن الله لا يظلم الناس شيئا ، ألا له الخلق والأمر  وقد كان قتادة  أيضا رأسا في العربية والغريب وأيام العرب ، وأنسابها  [ ص: 278 ] حتى قال فيه أبو عمرو بن العلاء   : كان قتادة  من أنسب الناس ، ونقل القفطي  في " تاريخه " أن الرجلين من بني أمية  كانا يختلفان في البيت من الشعر ، فيبردان بريدا إلى العراق  يسألان قتادة  عنه . 
قال ابن المديني   : قلت ليحيى بن سعيد   : إن عبد الرحمن  يقول : اترك من كان رأسا في بدعة يدعو إليها ، قال : فكيف يصنع بقتادة  ، وابن أبي رواد   وعمر بن ذر  ، وذكر قوما ، ثم قال يحيى   : إن ترك هذا الضرب ترك ناسا كثيرا ، ثم قال :  عمرو بن دينار  أثبت من قتادة  ، وقال يحيى   : أخرج قتادة  حيان الأعرج  من الحجرة . قلت : لم أخرجه ؟ قال : لأنه ذكر عثمان   -رضي الله عنه- فقلت ليحيى   : من أخبرك ؟ قال أصحابنا : وسمعت يحيى  ، يقول عن شعبة  ، قال : ذكرت لقتادة  حديث احتج آدم  وموسى  ، فقال : مجنون أنت وإيش هذا ؟ ، قد كان الحسن  يحدث بها . 
أخبرنا ابن البخاري  إجازة ، أنبأنا ابن طبرزد  ، أنبأنا عبد الوهاب الأنماطي  ، أنبأنا الصريفيني  ، أنبأنا ابن حبابة  ، أنبأنا البغوي  ، حدثنا هدبة  ، حدثنا حماد بن سلمة  ، عن حميد  ، عن الحسن  ، عن جندب  أو غيره ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : لقي آدم  موسى  ، فقال موسى   : يا آدم  أنت الذي خلقك الله بيده وأسكنك جنته ، وأسجد لك ملائكته ، ففعلت ما فعلت ، وأخرجت ذريتك من الجنة ؟ فقال : أنت موسى  الذي اصطفاك الله برسالته ، وكلمك ، وآتاك التوراة ، فأنا أقدم أم الذكر ؟ قال : بل الذكر ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : فحج آدم  موسى  رواه أحمد بن أبي خيثمة  ، عن حرمي بن حفص  وأبي  [ ص: 279 ] سلمة  ، قالا : حدثنا حماد  ، فقال عن جندب  ولم يشك . وهذا حديث جيد الإسناد . 
قال حماد بن زيد   : سمعت أيوب  يقول : ما أقام قتادة  عن محمد  حديثا وقال نصر بن علي   : حدثنا أبي ، حدثنا خالد بن قيس  ، قال : قال قتادة  ما نسيت شيئا ، ثم قال يا غلام : ناولني نعلي ، قال : نعلك في رجلك . قلت : هذه الحكاية غيرة ، فإن الدعاوى لا تثمر خيرا . 
عبد الرزاق   : أنبأنا معمر  ، عن قتادة  في قوله وهو ألد الخصام  قال : جدل باطل  . 
محمد بن ثور  ، عن معمر  ، عن قتادة  ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم  قال : جادلهم المشركون في الذبيحة  .  [ ص: 280 ] عبد الوهاب بن عطاء  ، عن سعيد  ، عن قتادة وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى  إلى بعد ما نهى الله رسوله أن يجالس أهل الاستهزاء بكتاب الله إلا ريثما ينسى ، فيعرض إذا ذكر  . 
أبو سلمة التبوذكي   : حدثنا أبو هلال  ، حدثنا قتادة  ، قال : قالت بنو إسرائيل   : يا رب أنت في السماء ونحن في الأرض ، فكيف لنا أن نعرف رضاك وغضبك ؟ قال : إذا رضيت عليكم ، استعملت عليكم خياركم ، وإذا غضبت ، استعملت عليكم شراركم  . ومن عالي ما يقع لنا من حديث قتادة   : أخبرنا أبو المعالي الهمداني  ، أنبأنا الفتح بن عبد السلام  ، أنبأنا محمد بن عمر القاضي  ، ومحمد بن أحمد الطرائفي  ، ومحمد بن الداية  ، قالوا : أنبأنا  أبو جعفر بن المسلمة  ، أنبأنا عبيد الله الزهري  ، أنبأنا  جعفر الفريابي  ، حدثنا قتيبة بن سعيد  ، حدثنا أبو عوانة  ، عن قتادة  ، عن أنس بن مالك  ، عن  أبي موسى الأشعري  ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب ، وطعمها طيب ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر  . 
وبه إلى الفريابي  ، حدثنا هدبة بن خالد  ، حدثنا همام بن يحيى  ، حدثنا قتادة  ، عن أنس  ، عن أبي موسى  أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة وذكر الحديث .  [ ص: 281 ] أخرجه الشيخان عن هدبة  ، وأخرجه مسلم والترمذي  عن قتيبة  ، فوافقناهم بعلو . 
وعندي حديث ابن الجعد  ، عن شعبة  ، وشيبان  عن قتادة  في إخفاء البسملة كتبته في أخبار شعبة   . 
أخبرنا الشيخ المقرئ عماد الدين عبد الحافظ بن بدران  شيخ نابلس  بها ، ويوسف بن أحمد الغسولي  بدمشق  ، قالا : أنبأنا موسى بن عبد القادر  ، أنبأنا أبو القاسم سعيد بن البناء  ، أنبأنا علي بن أحمد البندار  ، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن  ، حدثنا عبد الله بن محمد  ، حدثنا طالوت بن عباد  ، حدثنا سعيد بن إبراهيم  ، عن قتادة  ، عن الحسن  ، عن أبي بكرة  أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار  . 
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله  ، ومحمد بن عبد السلام الحلبي  قراءة عن عبد المعز بن محمد البزاز  ، أنبأنا محمد بن إسماعيل الفضيلي  ، أنبأنا محلم بن إسماعيل أبو مضر الضبي  ، أنبأنا الخليل بن أحمد  القاضي ، قال : أنبأنا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي  ، حدثنا قتيبة بن سعيد  ، حدثنا أبو عوانة  ، عن قتادة  ، عن أنس  ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا ، فيأكل منه طائر أو إنسان أو بهيمة إلا كانت  [ ص: 282 ] له صدقة  . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي  عن قتيبة  فوافقناهم . 
قال أبو نعيم  وخليفة   وأحمد بن حنبل  وغيرهم : مات قتادة  سنة عشرة ومائة . 
قال خليفة   : هو قتادة بن دعامة بن عزيز بن زيد بن ربيعة بن عمرو بن كرب بن عمرو بن الحارث بن سدوس أبو الخطاب   : مات سنة سبع عشرة ومائة بواسط  ، وقال ابن عائشة   : مات بواسط  ، كان عند  خالد بن عبد الله القسري  ، وقال ابن شوذب   : أوصى قتادة  إلى مطر   . 
وبإسنادي المذكور إلى البغوي  في " الجعديات " : حدثنا علي بن الجعد  ، حدثنا شعبة  ، عن قتادة  ، عن زرارة بن أوفى  ، عن ابن مسعود  يوم يأتي بعض آيات ربك  قال : طلوع الشمس من مغربها  . 
قال محمد بن سواء  ، عن شعبة  ، قال : حدثت سفيان  بحديث قتادة  ، عن أبي حسان  ، عن ابن عباس  ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- : قلد الهدي وأشعره قال : فقال لي سفيان   : وكان في الدنيا مثل قتادة   ! . 
قال أبو داود  في حديث قتادة  ، عن أبي رافع  ، عن  أبي هريرة  إذا دعي أحدكم إلى طعام ، فجاء مع الرسول ، فإن ذلك إذنه قتادة  لم يسمع من أبي  [ ص: 283 ] رافع  ، قلت : بل سمع منه ، ففي صحيح  البخاري  حديث سليمان التيمي  ، عن قتادة  ، سمعت أبا رافع  ، عن  أبي هريرة  حديث : إن رحمتي غلبت غضبي  . 
قال معمر   : قال قتادة   : جالست الحسن  ثنتي عشرة سنة أصلي معه الصبح ثلاث سنين ، ومثلي أخذ عن مثله ، وعن  ابن علية  ، قال : توفي قتادة  سنة ثماني عشرة ومائة . 


						
						
