[ ص: 58 ]  366 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله : كل ابن آدم يأكله التراب غير عجب الذنب 
 2288  - حدثنا  يونس  قال : حدثنا  ابن وهب  أن  مالكا  أخبره عن  أبي الزناد  ، عن  الأعرج  ، عن  أبي هريرة  رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كل ابن آدم تأكل الأرض إلا عجب الذنب ، منه خلق وعليه يركب   . 
 2289  - حدثنا  يزيد بن سنان  قال : حدثنا  صفوان بن عيسى  ، عن  [ ص: 59 ]  ابن عجلان  ، عن  أبي الزناد  ثم ذكر بإسناده مثله . 
 2290  - حدثنا هارون بن كامل  قال : حدثنا  عبد الله بن صالح  قال : حدثني  الليث  قال : حدثني  محمد بن عجلان  ، عن  عبد الرحمن بن هرمز الأعرج  ، عن  أبي هريرة  رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله . 
 2291  - حدثنا  إبراهيم بن أبي داود  قال : حدثنا  ابن أبي مريم  قال : حدثني  ابن أبي الزناد  ، عن  أبيه  ثم ذكر بإسناده مثله غير أنه قال : وفيه يركب . 
 2292  - حدثنا  حسين بن نصر  قال : حدثنا  يحيى بن صالح الوحاظي  قال : حدثنا  ابن أبي الزناد  ثم ذكر بإسناده مثله . 
 2293  - حدثنا  أبو أمية  ومحمد بن علي  قالا : حدثنا  سعيد بن  [ ص: 60 ] سليمان  قال : حدثنا منصور بن أبي الأسود  ، عن  الأعمش  ، عن  أبي صالح  ، عن  أبي هريرة  رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كل ابن آدم يبلى إلا عجب الذنب ، وفيه يركب الخلق   . 
 2294  - حدثنا فهد  قال : حدثنا  عمر بن حفص بن غياث  قال : حدثنا  أبي  قال : حدثنا  الأعمش  قال : سمعت  أبا صالح  يحدث يقول : سمعت  أبا هريرة  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يبلى كل شيء من الإنسان إلا عجب ذنبه وفيه يركب الخلق يوم القيامة ، ثم ينزل الله عليه ماء فينبتون كما ينبت البقل   . 
فقال قائل : العيان يدفع ما في هذا الحديث ؛ لأنا نجد الميت  [ ص: 61 ] يكشف عن لحده فلا يوجد فيه شيء ؛ لأنه قد فني بأكل التراب إياه ، ووجدناه يحرق فتأتي عليه النار حتى لا يبقى منه شيء . 
فكان جوابنا له في ذلك - بتوفيق الله عز وجل وعونه - أن ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كما روي عنه لا يجوز غيره ، إذ كان الذين نقلوه عنه هم أهل الضبط له المؤتمنون عليه ، وأن من جهل ذلك فدفعه بجهله إياه جاهلا بلطف قدرة الله - عز وجل - لأنه لما كان من لطف قدرته عز وجل أن يعيد العظام المركبة في الأحياء رفاتا ، ثم يعيدها كما كانت قبل ذلك كما قال - عز وجل - : وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده   . 
وكما قال - عز وجل - : وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم   . فقال عز وجل : قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم   . وإذا كان ذلك كما ذكرنا في لطف قدرته كان غير مستنكر فيها أن يبقى أعجاب الأذناب من بني آدم أن يأكله التراب . 
وكما وقى عبده ونبيه وخليله إبراهيم  صلى الله عليه وسلم أن تأكله النار التي تأكل ما لقيت من الأشياء لإلهامه عز وجل إياها ذلك ، بحفظه ذلك منهم حتى يظهره في الوقت الذي يشاء إظهاره فيه ، وإن غاب ذلك عن أعيننا فهو غير غائب عنه ، كما قد حكى لنا عز وجل عن عبده لقمان  من قوله لابنه : يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير   . وهذا اللطف غير مستنكر فيه في أعجاب أذناب بني آدم ما قد روي في هذا الحديث وغير مستحيل فيه ، والله عز وجل نسأله التوفيق . 

 
				
 
						 
						

 
					 
					