[ ص: 256 ]  189 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أمره للناس بالاقتداء بأبي بكر  وعمر  والاهتداء بهدي عمار  والتمسك بعهد ابن أم عبد  رضي الله عنهم 
 1224  - حدثنا عبد الملك بن مروان الرقي  قال : أخبرنا  الفريابي  قال : حدثنا  سفيان  ، عن  عبد الملك بن عمير  ، عن مولى لربعي بن حراش  ، عن  ربعي بن حراش  ، قال : حدثني من لا أتهم يعني  حذيفة بن اليمان  قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : اقتدوا باللذين بعدي : أبي بكر  ، وعمر   . واهتدوا بهدي عمار  ، وتمسكوا بعهد ابن أم عبد    . 
 1225  - حدثنا  إبراهيم بن مرزوق  قال : حدثنا  أبو حذيفة  قال :  [ ص: 257 ] حدثنا  سفيان الثوري  ، عن  عبد الملك بن عمير  ، عن  ربعي بن حراش  ، عن  حذيفة  ، ولم يذكر إبراهيم  في حديثه : عن مولى لربعي   - ثم ذكر مثله . 
 1226  - حدثنا  إبراهيم بن أبي داود  قال : حدثنا حامد بن يحيى البلخي  ، قال : حدثنا  سفيان بن عيينة  ، قال : حدثنا  زائدة  ، عن  عبد الملك بن عمير  ، عن  ربعي  ، عن  حذيفة  قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . ثم ذكر مثله . 
 1227  - حدثنا محمد بن النعمان السقطي  ، قال : حدثنا  الحميدي  قال : حدثنا  سفيان بن عيينة  قال : حدثنا  زائدة بن قدامة  ، عن  عبد الملك بن عمير  ، عن  ربعي بن حراش  ، عن  حذيفة  أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : اقتدوا باللذين بعدي : أبو بكر  ، وعمر    . 
 1228  - حدثنا  يونس بن عبد الأعلى  قال : حدثنا  يحيى بن حسان  قال : حدثنا  سفيان  ، ثم ذكر بإسناده مثله . 
 [ ص: 258 ] 
 1229  - حدثنا  علي بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة  قال : حدثنا حامد بن يحيى  قال : حدثنا  ابن عيينة  غير مرة ، عن  عبد الملك  ، عن  ربعي   . وحدثنيه مرة أخرى فقال : أخبرني  زائدة  ، عن  عبد الملك   . ثم ذكر مثله سواء في إسناده وفي متنه . 
 1230  - حدثنا  علي بن عبد الرحمن  قال : حدثنا  مصعب بن عبد الله الزبيري  قال : حدثنا  إبراهيم بن سعد  ، عن  الثوري  ، عن  عبد الملك بن عمير  ، عن هلال مولى ربعي  ، عن  ربعي  ، عن  حذيفة  ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ مثله . 
 1231  - حدثنا  ابن أبي داود  قال : حدثنا  عبد العزيز بن عبد الله الأويسي  قال : حدثنا  إبراهيم بن سعد  ، عن  الثوري  ، عن  منصور  ، عن هلال مولى ربعي  ، عن  ربعي  ، عن  حذيفة  عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ مثله . 
 [ ص: 259 ] قال  أبو جعفر   : قال لنا  ابن أبي داود   : وهكذا كان في كتابه يعني الأويسي   : عن منصور  لا عن عبد الملك   . 
 1232  - قال  أبو جعفر   : ثم حدثنيه  ابن أبي داود  مرة أخرى فقال : حدثنا  الأويسي  قال : حدثنا  إبراهيم بن سعد  ، عن  سفيان  ، عن  عبد الملك بن عمير  ، عن هلال مولى ربعي  ، عن  ربعي  ، عن  حذيفة   . ثم ذكر مثله سواء . 
 1233  - وحدثنا  يونس بن عبد الأعلى   والربيع بن سليمان  جميعا قالا : حدثنا  يحيى بن حسان  قال : حدثنا  إسماعيل بن زكريا  قال : حدثنا سالم أبو العلاء  ، عن عمرو بن هرم  ، عن  ربعي بن حراش  ، عن  حذيفة  قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : اقتدوا باللذين بعدي : أبي بكر  ، وعمر   . وعليكم بهدي عمار  ، وعهد  ابن أم عبد    . 
قال  أبو جعفر   : سالم أبو العلاء  هذا هو رجل من أهل الكوفة  يقال له : الأنعمي  ، وهو ثقة مقبول الرواية . وقد روى عنه أبو نعيم  وقال : هو سالم بن العلاء أبو العلاء   . 
 [ ص: 260 ] قال  أبو جعفر   : فتأملنا هذا الحديث ، فكان ما فيه مما أمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس بالاقتداء بأبي بكر  وعمر  رضي الله عنهما معناه عندنا - والله أعلم - أن يمتثلوا ما هما عليه ، وأن يحذوا حذوهما فيما يكون منهما في أمر الدين ، وأن لا يخرجوا عنه إلى غيره . 
ثم تأملنا ما أمرهم به من الاهتداء بهدي عمار  رضي الله عنه فوجدنا الاهتداء هو التقرب إلى الله عز وجل بالأعمال الصالحة ، وكان عمار  من أهلها ، فأمرهم أن يهتدوا بما هو عليه منها ، وأن يكونوا فيها كهو فيها . 
وليس ذلك بمخرج لغيره من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن تلك المنزلة ؛ لأن القصد بمثل هذا إلى الواحد من أهله لا ينفي بقية أهله أن يكونوا فيه مثله كما يقول الرجل : موضع فلان من العبادة الموضع الذي ينبغي أن يتمسك به ، وليس في ذلك ما ينفي أن يكون هناك آخرون في العبادة مثله ، أو فوقه ممن يجب أن يكونوا في الاهتداء بهم في ذلك كالاهتداء به فيه . 
 1234  - وقد حدثنا  إبراهيم بن مرزوق  قال : حدثنا  بشر بن عمر الزهراني  قال : حدثنا  زهير بن معاوية  قال : حدثنا قابوس وهو ابن أبي ظبيان  أن  أبا ظبيان  حدثه ،  [ ص: 261 ] عن  عبد الله بن عباس  ، عن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال : إن الهدي والسمت الصالح والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة   . 
 [ ص: 262 ] قال  أبو جعفر   : فكان ذلك الهدي المذكور في هذا الحديث من الأعمال الصالحة بالمكان الذي هو به من أجزاء النبوة ، والهدي المراد في هذا الحديث هو التقرب إلى الله عز وجل بالأعمال الصالحة ، وكان ذلك موجودا في عمار  رضي الله عنه ، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس أن يهتدوا به في ذلك ، وأن يجعلوه إماما لهم فيه ، لا على إخراج منه - صلى الله عليه وسلم - سواه من أصحابه رضوان الله عليهم أن يكونوا في ذلك كهو . 
 1235  - حدثنا  علي بن معبد  قال : حدثنا  روح بن عبادة  قال : حدثنا عيينة بن عبد الرحمن بن جوشن  ، عن أبيه  ، عن  بريدة الأسلمي  قال : كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - نمشي جميعا ، فإذا نحن برجل بين أيدينا يصلي يكثر الركوع والسجود ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : عليكم هديا قاصدا ، قالها ثلاثا ؛ فإنه من يشاد هذا الدين يغلبه   . 
 [ ص: 263 ] فكان الهدي القاصد في هذا هو في الأشياء المراد بها التقرب إلى الله عز وجل ، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها بالقصد ؛ ليدوم ذلك من أهله ، ودل ذلك إلى أن الهدي هو العمل المتقرب به إلى الله عز وجل . 
ثم تأملنا قوله - صلى الله عليه وسلم - : وتمسكوا بعهد  ابن أم عبد   - ما الذي أراده به ؟ فوجدنا الله عز وجل قد قال في كتابه : من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا   . وكان  ابن أم عبد  رضي الله عنه منهم ، وكان مع ذلك من الهدي . 
كما . 
حدثنا  يوسف بن يزيد  قال : حدثنا  يوسف بن عدي الكوفي  قال : حدثنا  أبو معاوية  ، عن  الأعمش  ، عن  إبراهيم  ، عن  علقمة  قال : كان  عبد الله يعني ابن مسعود  يشبه بالنبي - صلى الله عليه وسلم - دله وهديه وسمته  وكان علقمة  يشبه بعبد الله   . 
 [ ص: 264 ] وكما . 
حدثنا  يوسف  قال : حدثنا  سعيد بن منصور  قال : حدثنا  سفيان  ، عن جامع  ، عن  شقيق  قال : أبصر  حذيفة   عبد الله بن مسعود  حين خرج من داره فقال : ما رأيت أحدا أشبه دلا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من لدن أن يخرج من داره إلى أن يدخل فيها من صاحب هذه الدار ، ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد   - صلى الله عليه وسلم - أنه من أقربهم إلى الله عز وجل وسيلة يوم القيامة   . 
وكما . 
حدثنا  علي بن عبد الرحمن بن المغيرة  قال : حدثنا  يحيى بن معين  قال : حدثنا  غندر  قال : حدثنا  شعبة  ، عن  أبي إسحاق  ، عن  سليمان الأعمش  ، عن  أبي 
وائل  ، عن  حذيفة  قال : لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد   - صلى الله عليه وسلم - أن  ابن أم عبد  من أقربهم إلى الله عز وجل وسيلة   . 
 [ ص: 265 ] قال  أبو جعفر   : ولما كان عبد الله  بهذه المنزلة من الهدي ومن الدل في الدنيا ، ومن قرب الوسيلة إلى الله عز وجل يوم القيامة - كان حريا أن يتمسك بعهده الذي عاهد الله عليه ، ثم لم يزل عنه إلى أن يوافيه به يوم القيامة . 
وليس ذلك بمانع أن يكون في صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هذه منزلته في الدنيا ومن تلك منزلته في الآخرة ، وممن يستحق من التمسك بعهده مثل الذي استحقه  ابن أم عبد  منه . والله نسأله التوفيق . 

 
				
 
						 
						

 
					 
					